لم يكن ليصل صوت الحراك الثورى المتنامي داخل مصر إلى كل العالم ويشعر به القاصى والداني والعدو قبل الصديق فى ظل حالة التعتيم الإعلامي لأذرع الانقلاب الفاشي وآلة القمع التى تحصد أحرار الوطن، لولا الحراك المتوزاي الذى يقوده ثوار مصر فى الخارج أمام السفارات والهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية، ليكون بمثابة الظهير الدولى لإسقاط حكم العسكر. ومنذ اللحظات الأولى لاستيلاء العسكر على الحكم على فوهة الدبابة وخطف أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر، تحرك المصريون فى الخارج فى وقع منظم وتأثير قوي لصنع رأي عام عالمي مناهض لهذا المسار الإجرامي الذى انتهجه الانقلاب محافظا على إرث 60 عاما من الفاشية العسكرية والتى تخلص منها العالم بأثره ولازالت العقليات المتخلفة والعقائد المتحجرة تتمسك به حتى بعد مرور 15 عاما من الألفية الجديدة. وفشل الانقلاب فى مواجهة الحراك الثورى الخارجي رغم المظاهرات مدفوعة الأجر الذى حاول أن ينظمها لكسب شرعية مصطنعة أمام الخارج، إلا أن اصطدم بعقلية دول تحترم حرية التعبير وتسمح بالتظاهر السلمي المنظم –الذى يتم اعتباره إرهابا فى مصر- ليتلقى العسكر ضربات موجعة مع إمان الخارج بشرعية القضية التى تبناها الثوار فى مصر ضد جرائم الانقلاب واستيلاءه على السلطة بقوة السلاح. ودفع الانقلاب الثمن باهظا عندما وجد فى أول خطوات –خارطة الطريق المزعومة- عزوف تام من المصريين فى الخارج عن المشاركة فى هزلية الدستور اللقيط الذى يرسخ لدولة عسكرية، قبل أن يتلقى صفعات المنظمات الدولية برفض المشاركة فى مسرحية الاستحقاقات الملفقة التى حاول أن يستجدي بها شرعية ولكن خرجت الفضيحة عالمية بلجان خاوية فى الداخل والخارج ورفض دولي لمراقبة الانتخابات الرئاسية، ليتمخض الانقلاب عن مسخ مشوه ورئيس منبوذ. وعجز العسكر على وقع هديل أصوات الحرية فى الخارج عن التواجد فى الحافل الدولية، فلاحقه الثوار فى باريس بهتافات حماسية بثت الرعب فى نفوس الوفد المصري الانقلابي، ليهرب السيسي من الجراج الخلفى بعد لقاءه عددا من المستثمرين الفرنسيين، ويفر باقى أفراد البعثة من لعنات الأحرار. وظهر السيسي مضطربا فى الأممالمتحدة بعدما لقى فى استقباله سيلا من اللعنات فى مدينة نيويوركالأمريكية، وصيحات المصريين تلاحقه أينما حل وأرتحل، ليعجر زبانية العسكر عن مواصلة رحلة التسول الخارجي لجذب الاستثمار إلى بلد يعاني من توترات فى الشارع ويروج عسكره إلى وجود إرهاب مزعوم، ويجني مزيد من الفشل باقتصاد مهترئ وخزانة خاوية. ومع الحراك الثوري الحاشد فى العواصم العالمية وإيمان الغرب بشرعية القضية المصرية، تلقى الانقلاب مزيد من الصفعات، بعدما جاء تقرير لجنة جينكينز البريطانية التي شكلها رئيس الحكومة ديفيد كاميرون ليؤكد على سلمية جماعة الإخوان ويسمح لها بممارسة العمل فى بلاد الضباب رغم الضغوط الخليجية، بعدما فتح التيار الإسلامي كافة قنوات التواصل مع اللجنة مستندا على رصيد طويل من العمل المنظم والمحترم فى بلاد الغرب. وتوالت الضربات على رأس الانقلاب، بإعادة تكوين الكيانات الشرعية والثورية فى الخارج، وعلى رأسها البرلمان المنتخب والذى نجح فى التواصل مع نظيره الأوروبي وأقنعه بهزلية مساعي العسكر لإجراء انتخابات برلمانية، وعلى إثرها رفض الأخير الإشراف على الانتخابات أو التعاون مع البرلمان اللقيط. وفتح المجلس الثوري قنوات اتصال مع المنظمات الحقوقية فى العالم وانفتح على الغرب ومؤتمراته وتجمعاته حاملا على أكتافه ملف الشرعية فى مصر ومدعوما بجرائم فاشية ارتكبها العسكر بحق الشعب، وملاحقة الصحفيين المصريين والأجانب ليكتسب الانقلاب بغباء ممارساته عداوات مجانية.
حراك ثوري لا يكل ويمل ويحمل قضيته إلى كل العواصم لفضح جرائم الانقلاب وكشف سوءاته أمام أحرار العالم، ومؤسسات شرعية كسبت احترام الجميع تتواصل مع المنظمات والمؤسسات الدولية بثقة صاحب الحق وثبات أنصار الشرعية، وكيانات ثورية تلاحق العسكر وتهدد أركانه وفضائيات تمجد خطوات الثوار وتبارك تحركاتهم وتصل بأصواتهم إلى كل الدنيا، ليؤكد المصريين فى الخارج أنهم فى قلب الحراك إلى جانب إخوانهم الثوار فى مختلف الميادين، وأن أيام الانقلاب باتت معدودة.