حذرت دراسة سريعة بعنوان "تطورات الأوضاع في السودان بين الداخل والخارج" نشرها موقع الشارع السياسي على الشبكة العنكبوتية من أن انهيار (منبر جدة) للحوار بين الأطراف المتصارعة في السودان الجيش من جهة ومليشيا الدعم السريع من جهة ثانية، إضافة لسحب البعثة الأممية من السودان، وكذلك الخلاف حول مخرجات قمة الإيجاد؛ يفتح المجال للتدخل العسكري الدولي حال عدم وصول الأطراف المتحاربة لوسيلة لإنهاء الأزمة داخليا؛ سواء على طاولة المفاوضات أو بالحسم العسكري. وقالت الدراسة في آراء: إن "الأمور تتجه إلى تدخل دولي سافر في الشأن السوداني، يُعزِّز من ذلك تأكد الوسطاء بزهد الطرفين في الوصول إلى تسوية سياسية، وتفاقم الأزمة في السودان بدرجة تهدد الأمن والسلم الإقليميين". وأشارت الدراسة إلى بعض القراءات التي قالت: إن "الحرب سوف تنتهي بالطريقة نفسها التي بدأت بها، على نحوٍ مفاجئ وبلا استئذان، لاسيما أن الجهة الخارجية التي تمد حركة التمرد بالأسلحة والأموال لديها أهداف من وراء هذه الحرب، ومتى تحققت أهدافها، أو شعرت بعدم جدوى ما تقوم به، فسوف تتوقف بالضرورة، أو من الممكن أن تغيّر نهجها في التعاطي مع الشأن السوداني". خيار الحسم العسكري واستعرضت الجدراسة كيف أن "خيار الحسم العسكري بات هو الأكثر رجاحة وموضوعية، حيث سيلجأ الجيش مضطرا لاستخدام أقصى درجات العنف والقوة، مدعوما بالرأي الشعبي الذي ملّ من اتخاذ المليشيا للمفاوضات فرصة لإطالة أمد الأزمة، وكسب أراض جديدة، مع زيادة تسليحها وعتادها الحربي". سيناريوهات أخرى كما خلصت الدراسة إلى طرح سيناريوهات مستقبلية للأزمة السودانية ترتبط بصورة أساسية بنتيجة الصراع بين هذه القوى، ومفتاح ذلك هو تحرير العاصمة الخرطوم. وأوضحت أنه حال انتصر الجيش على الدعم السريع، لاسيما بعد حصول الجيش على أسلحة نوعية واستنفار آلاف المقاتلين، وتصدع الجبهة السياسية المساندة للدعم، مع ارتفاع وتيرة الإدانات الدولية لانتهاكات قوات الدعم السريع، واختراقات عديدة في السياسة الخارجية، أهمها إنهاء مهمة (يونيتامس) في السودان، التي انحازت لطرف دون الآخر، فضلا عن اقتراب تحديد مصير قائد الدعم السريع حميدتي، حيث تذهب كثير من المؤشرات إلى احتمالية مقتله؛ فإن هذا الانتصار لا يعني فناء قوات الدعم السريع بالكامل، ولا حتى نهاية قوى الحرية والتغيير. وبينت أن قوى لا يرغب رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في تلاشيها، بل يحرص، من خلال عدم قطع خطوط التواصل معها، على أن تكون موجودة في المرحلة المقبلة، لتوازن الملعب السياسي، وهي نفسها باتت على قناعة، بأنها لن تستأثر بالحكومة مرة أخرى، وما لا يُدرك كله لا يترك جله، أما القوى الإسلامية، التي ساندت الجيش وقاتلت إلى جانبه، فإنها سوف تلقي بعد نهاية الحرب السلاح عن كاهلها، وتستعد للانتخابات، باصطفافات جديدة، ونزعة أيديولوجية أكثر مرونة. دراسة "الشارع السياسي" نبهت إلى ترتيبات تنظيمية تخصها، حيث قرّرت عدم المشاركة في الحكومة خلال المرحلة الانتقالية، لكن هذا السيناريو الذي سوف يُتوج بغلبة الجيش، يحتاج إلى مفاوضات، لاسيما أنه نادرا ما توجد حرب لا تنتهي على طاولة التفاوض، معتبرا أنها ضرورية حتى لترتيبات عملية الاستسلام، وتحديد التزامات الأطراف المتقاتلة، وضمان توفير الدعم المالي، وتعويض المتضررين، وتلك عقبات يصعب تجاوزها دون ضمانات دولية وممولين، ما يعني أن العودة إلى منبر جدة ممكنة، ولكن بصورة مختلفة هذه المرة، بعد إخفاقات صاحبت الجولات السابقة. السيناريو الرابع تعلق بمفاجأة تتعلق بقيادة جديدة للدعم السريع أن تنقلب على آل دقلو وتأخذ بزمام الأمور، في طاولة حوار مع قيادة عسكرية أخرى على رأس الدولة. مشيرة إلى أن هذا أمر غير مُستبعد أيضا، وسط هذه الرمال المتحركة، وإن لم تكن تلك التغيُّرات على مستوى الأشخاص، فهي، قطعا، ستصيب التحالفات والسياسات. خلاصة المتدخلين الدوليين وبعد استعراض هذه السيناريوهات قالت: إن "الوسطاء الدوليين وصلوا إلى قناعة بعدم التعويل على جدّية الطرفين في الوصول إلى حل سلمي، ما يجعل الضغط عبر العقوبات السياسية الأقرب إلى التنفيذ". واستدركت أنهه مع زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخليج يبدو الاهتمام الروسي المتزايد بالمنطقة، وأحد أهم ملفاتها هو حرب السودان، مؤشرا إلى حاجة الولاياتالمتحدة وحلفائها إلى حسم بعض الملفات، قبل أن تنجح موسكو في سحبها منهم. وجزمت أن وصول الرئيس الروسي عامل إضافي في تعقيد المسألة السودانية، إذ أصبحت، للأسف، جزءا مهما من صراع النفوذين، الإقليمي والدولي، وليست مجرد صراع داخلي على السلطة بين الجيش والدعم السريع. واستخلصت أن الأمر الذي يزكيه انهيار منبر جدة، وسحب البعثة الأممية من السودان، وكذلك الخلاف حول مخرجات قمة الإيجاد، بالشكل الذي يفتح المجال للتدخل العسكري الدولي حال عدم وصول الأطراف المتحاربة لوسيلة لإنهاء الأزمة داخليا؛ سواء على طاولة المفاوضات أو بالحسم العسكري. https://politicalstreet.org/6251/