قال مراقبون إن ما حدث في ميدان رابعة العدوية يظل جريمة شهد بها القاصي والداني ووثقتها صور وفيديوهات وتقارير دولية بما فعل العسكر من قتل وحرق وتدمير لمصريين عزل أعلنوا السلمية وساروا على طريقها لفضح انقلاب العسكر على تجرية ثورة يناير السلمية. وكشف المراقبون أن لجوء جهاز المخابرات، ممثلا في ذراعها في المجال الفني تامر مرسي رئيس الشركة المنتجة لمسلسل "الاختيار" بجزئيه، يعتبر محاولة لطمس معالم الجريمة التي رفضها المصريون في الواقع وليس بعيدا أن يرفضوها مجددا ويلفظوا مسلسل المخابرات. رمز كبير المستشار وليد شرابي اعتبر أن "رابعة بالنسبة للعسكر تشكل رمزا كبيرا يذكرهم بعار خيانتهم، وقصاصا عادلا يهددهم، وحملا ثقيلا من دماء الشهداء الأبرياء كتب بالفعل في صحائف أعمالهم" . ورأى أن "التمثيل والمسلسلات والافلام والدراما هي المخدر الذي يحتاجون إليه للهروب من ماضي وثق جرائمهم، وواقع شاهد على خيانتهم، ومستقبل مظلم ينتظرهم". مسلسل "الاختيار 2" والذي ضمت إليه المخابرات بعض الوجوه التي ابتعدت عن المشهد خلال السنوات الماضية وعادت لتكتب نهايتها في قلوب الكثير من محبيها بسبب مشاركتهم في جريمة محاولة طمس وتشويه الحقائق. من أبرز هؤلاء الفنان أحمد مكي، الشهير بأدواره الكوميدية، وعلق "حسن عبدالرحمن" قائلا: "لو كان من اقتحم رابعة بشرا لاحترموا عقائد المسلمين ولكنهم ثلة من أعداء الدين جمعوا المصاحف ووضعوها فى المصرف في مشهد لن ينساه أي مسلم في مشارق الارض ومغاربها لأكلة لحوم البشر الذين هاجموا الميدان وفعلوا هذه الأفعال التي تؤكد أن ضمائرهم وإنسانيتهم ماتت أما دينهم فهم يقينا متهودين". وأيده الإعلامي أسامة جاويش قائلا: "رابعة مش مجرد حدث وعدى عليه سنين.. رابعة مش رواية تتعمل مسلسل مخابراتي.. رابعة مش حكاية يمثلها شوية أراجوزات.. رابعة هي مذبحة العصر.. رابعة هي الفرقان بين الإنسانية واللا إنسانية.. رابعة هي التاريخ اللي اتكتب بدم اللي ماتوا.. رابعة هي الشاهد على جريمة السيسي ". أما الناشط عيد المرزوقي فأشار إلى أن "صاحب السلطة في مصر قرر يستعين بممثلين وممثلات في الدراما بعد فشل الممثل الأكبر.. "انتوا نور عنينا"، وهذا تكتيك المخابرات الجديد لتبرير العنف، اللجوء إلى ممثلين أكثر إقناعا في تنفيذ الرواية الهابطة المتكرره على مدار سبع أعوام بعد ما جعلها الجنرال رواية أقرب للسخرية من الواقع وهي كذلك". فرصة الاراجوز النقابي أحمد رامي الحوفي أجاب عن سؤال أحد أصدقائه عن مشاركة "أحمد مكى" فى عمل مثل "الاختيار2" وأنه سيبقى وصمة عار أخلاقية في تاريخه الفني. "الحوفي" قدم عذرا للممثل، وقال: "ربما كان ذلك بسبب السيطرة، على نموذج موافي، أو السجن، على طريقة سعيد صالح، أو القعدة فى البيت والجوع كما فعلوا مع محمد فوزى"، متهما المخابرات والأجهزة الأمنية بالتسلط واستخدام القذارة في الوصول لأهدافهم "اللى حكمنا أوساخ قوى". واستدرك بإمكانية ألا يقدم "مكي" ما أقدم عليه، وقال: "ومن باب الأمانة الرجل كان أمامه طريق أخر ولكنه وحيد بالهروب من مصر وهذا الأمر ليس جدبدا في تاريخ السينما فقد حدثت هجرة فى الستينات(زمن ناصر) من عدد من نجوم السينما هربا مما طلب منهم من أعمال مشينة، وفى التاريخ أيضا من رفضوا ذلك واحملها السجن أو الأفقار". وأوضح الكاتب والصحفي قطب العربي أن الفنانين قديما لم يهاجروا تجنبا للقمع فقط؛ "بل حدث ذلك بعد انقلاب السيسي مثل هشام عبد الحميد وهشام عبد الله ومحمد شومان وعمرو واكد وخالد أبو النجا، وليس مطلوبا من الجميع أن يهاجر ولكن يكفيه الصمت وأظن أن ثروته تكفيه ليعيش حياة جيدة لعدة سنوات". إشراف المخابرات تعليقات الناشطين كشفت أن الأجهزة تسلطت بالفعل لتنفيذ مثل هذه الأعمال. وكتب نبيل أحمد ناصف على فيسبوك: "فيلم الاختيار 2 تحت إشراف كامل من محمود السيسي والمخابرات ونظام الانقلاب كامل.. الفيلم بيتكلم عن مجزرة رابعة طبعا مش كفاهم المجزرة وهتك الأعراض بالباطل جايين يزيفو التاريخ ويخلو المظلوم ظالم ويدوسو علي جراحنا أكتر وأكتر.. أنا باقترح نعمل فيلم تاريخي عن رابعة كشفا للحقائق ردا عليهم ولو طلبو مننا التبرع للفيلم كلنا مش هنتاخر وفنانيين عرب كتير هيشتركو معانا.. رابعة مذبحة لن تسقط بالتقادم ولو بعد ألف ألف عام مهما زورتم في الدنيا فعند الله تجتمع الخصوم". وكتب الأكاديمي السابق بجامعة الأزهر د.عبدالناصر محمد عبدالرحمن: "مذبحة عشناها واتصدمنا بها بنحكي لأولادنا وأحفادنا عنها مهما حاولتم تشوهوا التاريخ وتبرروا للفاجر الظالم الخسيسي جبروته.. أيها الرعاع حثالة المجتمع وعملاء العسكر مصيركم الى مزبلة التاريخ".