شهدت الساعات الأولى من الاستفتاء على دستور الدم العديد من الألعاء السوداء التي كان يمارسها الحزب الوطني المنحل إبان فترة المخلوع حسني مبارك، فلم يصل منتصف اليوم الأول على الاستفتاء إلا وشهد عمليات تسويد للبطاقات الانتخابية وتقديم رشاوى للناخبين، إلى جانب الظاهرة الجديد وهي اعتقال من يقول "لا" للدستور. ففي حلوان قام الجيش بتوزيع بطاطين على الفقراء، كما تم جمع البطاقات الشخصية من المواطنين للتصويت ب"نعم" للدستور، بينما شهدت قرية "أبو شلبي" بمحافظة الشرقية قيام عمدتها بتسويد بطاقات الاستفتاء ب "نعم". وفي منطقة المنصورية بالجيزة اعتدت قوات أمن الانقلاب علي مسيرات سلمية لمؤيدي الشرعية ورافضي الاستفتاء، كما شهدت محافظة الجيزة نصب فراشه وبانرات تشير ب"نعم للدستور" أمام مدرسة المنيرة بشارع الوحدة بإمبابة والتى بها لجان تصويت. فيما شهدت مدينة شرم الشيخ قيام أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحية بشرم الشيخ والغردقة والأقصر بإجبار الموظفين والعاملين بها على النزول إلى الاستفتاء بواسطة الأتوبيسات الخاصة بها. أما محافظة البحيرة فقد شهدت الظاهرة الجديد وهي القبض على مواطن في البحيرة عقب تمزيقه ورقة الاقتراع بإحدي اللجان رفضًا منه دستور الدم. بينما دعا محافظ أسيوط موظفيه للاستفتاء ب"نعم" على الدستور قائلاً: "أنا عايز نسبة المشاركة في الدستور 80% ومتسالونيش ازاي"، ووعد بمكافأة منه شخصيا لأعلى لجنة في نسب المشاركة. فيما قام مدير الشئون الاجتماعية ونائبه في مركز ديروط قرية "بوالهدر" بمحافظة أسيوط، بجمع البطاقات الشخصية الخاصة بالأرامل والمحتاجين وإجبارهم على استلامها غدا في الاستفتاء بعد استلامهم مبلغ خمسين جنيه. وشهدت دمياط انعدام الإقبال، حيث لم تشهد اللجان حتى الآن أي إجراء عملية إبداء رأي ببطاقات الاقتراع، وشهدت لجان التصويت بالأقصر إقبالًا ضعيفًا على دستور الدم، حيث خلت اللجان من الناخبين في أولى ساعات الاستفتاء في ظل انتشار كثيف لقوات الجيش. أما محافظة بورسعيد فكان الإقبال شبه منعدم، حيث لم يدخل أي ناخب لجنة مدرسة القناة الإعدادية بنات بشارع 23 يوليو، حتى الآن، وكذلك كان الحال في محافظة الإسكندرية. وكان هي الحال نفسها في محافظة الإسماعيلية، حيث قام رجال أمن مرور المحافظة بجمع البطاقات الشخصية من السائقين لإجبارهم على المشاركة في نقل المصوتين.