باتت الدورة الجديدة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي على المحك بسبب الأحداث السياسية المحتدمة في مصر حاليا والتي مازالت تتطور وسط حالة من الاحتقان المتبادل بين طرفين تجاه إعلان دستوري جديد صدر مساء أمس الأول الخميس. وقرر المهرجان سابقا أن يقام حفل افتتاح فعاليات دورته ال35 مساء الثلاثاء 27 نوفمبر الجاري في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية إلا أن اليوم نفسه يشهد دعوات للحشد في ميدان التحرير على بعد أقل من كيلومترين من دار الأوبرا، لمليونية ضد الإعلان الدستوري وحشد لمليونية ثانية في ميدان عابدين على مقربة من ميدان التحرير مؤيدة للإعلان نفسه. بينما كشف المهرجان اليوم، عن القائمة النهائية للأفلام المشاركة في مسابقتيه الدولية والعربية إلا أن عددا من النقاد والسينمائيين ممن استطلعت آراءهم يرون موقف المهرجان حاليا غير مستقر وربما يكون مهددا بالتأجيل أو الإلغاء في حال تصاعد حدة الأحداث السياسية أو تحولها إلى اشتباكات مباشرة. ويرى الناقد المصري محمد قناوي مدير مهرجان شرم الشيخ للسينما الأسيوية أن الغموض يحيط بموقف مهرجان القاهرة السينمائي وأن الموقف ربما يكون أصعب كثيرا في حال لم تنته الأزمة السياسية القائمة ويتم إنهاء الاعتصام والتظاهر في ميدان التحرير قبل موعد الافتتاح. وقال الناقد اللبناني جمال فياض إن تأجيل أو إلغاء المهرجان صار حكما واقعا بعدما دب الرعب في قلوب المدعوين من نجوم وممثلين وإعلاميين ونقاد وضيوف في بلدإهتز أمنه بهذا الشكل الكبير. وتابع فياض "ننتظر من القائمين على المهرجان أن يكونوا على قدر المسؤولية ويتعاملوا مع الظرف الطاريء بحرفية وأن يدرسوا فعلا فترة التأجيل وألا يستسهلوا الأمر فيلغى المهرجان باعتباره حل سهل لكنه مؤذ جدا على المدى الطويل". ويرى المخرج المغربي عز العرب العلوي أن المهرجان يجب أن ينعقد أيا كانت الظروف لأن "الإلغاء المتكرر للأنشطة الثقافية والسينمائية عند إندلاع أي نزاع هنا أو هناك يفقد المشروعية العامة للدولة المدنية في الخارج. وسبق وأن ألغيت دورة مهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي بسبب عدم توفر الإستقرار الأمني الكافي لعقد المهرجان واستضافة ضيوف ونجوم عالميين ، بينما يعرض إلغاء المهرجان للعام الثاني سمعته الدولية للخطر وربما لرفع صفة الدولية عنه.