وضعت الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا المهرجانات السينمائية خصوصا مهرجان القاهرة في دورته ال35 في مأزق ما بين المجازفة بإقامته في ظل الوضع الراهن أو تأجيله لحين استقرار الأمور. ويري البعض أن هناك متسعا من الوقت لتحديد موقف انعقاد أو تأجيل المهرجان بعد التفاوض مع وزارة الثقافة بشأنه وشأن المهرجانات السينمائية الأخري, صفحة السينما طرحت هذا الموضوع المهم علي السينمائيين ليقولوا رأيهم حول انعقاد المهرجانات السينمائية أو تأجيلها. { الفنانة الهام شاهين: يعتبر مهرجان القاهرة السينمائي الوجهة الثقافية لمصر لأنه مهرجان عالمي, بالاضافة الي أن جزءا منه سياحي فنجد مهرجانا مثل مهرجان كان بفرنسا يجذب أكبر عدد من السائحين خلال فترة انعقاده, هذا الامر ينطبق أيضا علي مهرجان القاهرة فلماذا يعتبر د. عماد أبو غازي أن فترة الانتخابات ستكون فترة غير آمنة في مصر فنحن الآن نحاول أن نصلح من الأمور ونغيرها بعد ثورة25 يناير. { الفنان أشرف عبدالباقي: يري أن إقامة مهرجان القاهرة السينمائي في موعده أمر في غاية الأهمية, خاصة أنه يمثل نوعا من الدعاية السياحية لمصر في هذه الفترة, فلا يصح أن يقام مهرجانات مثل مهرجان كان الذي جعل مصر ضيف شرف في دورته هذا العام بعد أحداث ثورة25 يناير, ثم نأتي نحن ونقوم بتأجيل المهرجان فأنا ضد هذا القرار. { علي أبو شادي يؤكد أن المهرجان لابد أن يقام في تلك الظروف التي تمر بها البلاد, وقال إن وزير الثقافة لم يلجأ إلي ذلك للسبب المادي أو الأمني, ولكن لأن هناك أسبابا تتعلق بسياسة الدولة في تلك الفترة خاصة أن فترة إقامة المهرجان تتماشي مع إجراء الانتخابات, أما بالنسبة لمهرجان الإسماعيلية فاقترح عمل دورة طارئة له في القاهرة أو تأجيله إلي شهر مارس القادم, حتي تظل فكرة إقامة المهرجان قائمة. { الفنان عمرو واكد: يؤكد أيضا أنه ضد تأجيل المهرجان ويري ضرورة إقامته خاصة أن المهرجان مصنف عالميا ومسألة تأجيله قد تضر بتصنيفه ويجعله يتراجع, كما أن إقامته في تلك الفترة أمر جيد لأنه سيكون بمثابة دعاية جيدة لمصر والتأكيد أننا بلد أمن يسوده الاستقرار, خاصة وأن مباريات كرة القدم لم يتم الغاؤها. { المخرج عمرو سلامة: يقول إنه لا يعلم هل تم اتخاذ هذا القرار بناء علي دراسات حقيقية أم أنه تم بشكل عشوائي, فأنا لا أعلم أسباب تأجيله ولكن إذا كان ما يتردد بسبب الناحية المادية فكان يمكن حل تلك الأزمة من خلال إيجاد رجال أعمال للمهرجان لتقديم الدعم المادي. أما إذا كان المبرر أمنيا ونحن لانستطيع التحكم فيه فهو أيضا أمر لابد من احترامه خاصة أنه قد تحدث عواقب وخيمة لا يمكن تفادي نتائجها. { الناقد د. حسن عطية: يقول إنه غير واضح من اتخذ قرار التأجيل الذي أعلنه وزير الثقافة, فيما يتعلق بمهرجان القاهرة الذي يمت بصلة للوزارة دون أن يكون أحد مؤسساتها, علي حين أن مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية تشرف عليه الوزارة ويتبع المركز القومي للسينما وبالتالي القرار هنا داخل وزارة الثقافة, في حين أن مهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط يتبع جمعية كتاب ونقاد السينما ومحافظ الإسكندرية أعلن تأجيله دون أي مبررات. { الناقدة خيرية البشلاوي تقول: إن مبرر تأجيل المهرجانات السينمائية هذا العام نتيجة قيام ثورة يناير تفهمه الاتحاد الدولي للمنتجين الذي أعطانا كل العذر, وبالتالي لن يتأثر خصوصا أن البلد تشهد أوضاعا غير مستقرة أمنيا وأن من الأفضل أن يتوقف, علي أن نقيم دورة وتحدث مشاكل أمنية قد تؤثر علي الضيوف وقد لا يأتون أو يستجيبون للدعوات. { ويري الناقد مصطفي درويش أن هناك حالة من البلبلة صاحبت قرار إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي بحجة أن موعده يتوافق مع موعد الانتخابات, ويريأنه لا داعي للانقطاع عن البرنامج المخصص للمهرجانات بحجة أن هناك أحداثا كبري تقتضي التأجيل. ويقول إن المهرجانات السينمائية لها تاريخ دولي واستمرارها في موعدها المحدد لها يجب أن يحترم, لأن عدم احترام المواعيد يعطي انطباعا أننا في حالة فوضي. { يقول الناقد يوسف شريف رزق الله: إن تأجيل المهرجانات يرجع لعدة أسباب أهمها: أن موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية يتصادف مع موعد مهرجان القاهرة السينمائي, لذلك من الصعب استضافة الضيوف الأجانب للمشاركة في فاعليات المهرجان هذا العام لما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية وسياسية, وقال إن من ضمن الأسباب المهمة أن الأفلام التي تأتي من الخارج للمشاركة في المهرجان يجب أن يؤمن عليها, فإذا حدث لها أي تلف أو ضرر فإن صاحب هذه الأفلام من حقه التعويض, ونتيجة للظروف الحالية زادت قيمة التأمين, ومن هنا تفهم الاتحاد الدولي للمنتجين الظروف السياسة والاجتماعية التي خلفتها الثورة فوافق علي تأجيل المهرجان هذا العام وليس الالغاء بصفة نهائية. { المخرج خالد يوسف: كنت أتمني أن يقام المهرجان في موعده لأن مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام ينتظره جميع بلاد العالم ليروا المصريين وفنهم بعد ثورة25 يناير فالكل متلهف لزيارة مصر خاصة ميدان التحرير لأنه أصبح مزارا سياحيا. { المخرج محمد خان: اعتبر أن الغاء المهرجانات ليس صحيحا انما هو تأجيل فصاحب القرار الذي يتمثل في وزير الثقافة بتأجيله يحمل خلفيات لانعرفها نحن, ومن المحتمل أن تكون اقتصادية وليس فقط سياسية وأعتقد أن هذا القرار جاء بناء علي دراسات لتأجيل جميع المهرجانات السينمائية في مصر هذا العام. { الفنان عزت العلايلي: نحن كمصريين كفيلون بحماية المهرجانات وعلينا أن نثبت للعالم كله اننا في كامل قوتنا ولسنا ضعفاء.. فاذا الغينا المهرجانات بما فيها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فعلينا أن نلغي جميع الانشطة الاخري التي تستوعب عددا كبيرا من الاشخاص خوفا من الانفلات الأمني, ومصر لها تاريخ سينمائي كبير أكثر من مائة عام فكيف نلغي كل هذه السنوات. { مجموعة من شباب الفنانين لديهم تصور بسيط للنهوض بمهرجان القاهرة السينمائي ومحاولة إقامة دورته هذا العام من خلال رؤية اعتمدت علي عنصرين أساسيين.. أولهما اقترحه المونيتر أحمد أمين أحد المؤسسين لحركة فناني الثورة المعروفة باسم بداية, ويقوم تصوره علي استغلال ميدان التحرير بما يمثله من سمعة عالمية في الجذب السياحي عن طريق اقامة حفلي الافتتاح والختام وبعض الفعاليات في الميدان, الذي يتحول مع بداية المهرجان إلي ساحة فنية. أما عمرو هاشم مخرج أفلام تسجيلية جاءت رؤيته مكملة لرؤية زميله قائلا: يجب ان نستغل ماقمنا به كمصريين من حدث غير وجهة نظر العالم تجاهنا, وان مهرجان القاهرة يستطيع هذا العام ان يجذب الكيانات السينمائية الضخمة عالميا سواء في الإنتاج والتوزيع ونحن علي استعداد للمساعدة وتقديم العون فيما يراه المسئولون منا ومن شباب حركة فناني الثورة علي الرغم من تصرف وزير السياحة الذي طلب مقابلة شباب الحركة بعدما علم بمشروعهم لإقامة المهرجان, والسؤال الآن لماذا اختفي الوزير في ظروف غامضة؟ ولم يعتذر تقديرا لمجهود شباب يحلمون لبلدهم بالأفضل؟