واقع مرير يعيشه صيادو المنيا، حيث لم تقتصر مأساتهم على تدنى مستواهم المعيشى فحسب، بل إن هناك أساليب للصيد الجائر تهدد مستقبل المهنة، وأمراض خطيرة تكاد تفتك بهم، بينما الدولة لا تبالى بأحوالهم المتردية. يستعرض عاطف شوقى موسى شيخ صيادين مركز ملوى ورئيس مجلس إدارة جمعية تنمية أحوال الصيادين، أبرز المشاكل التى تواجه مهنة الصيد بالمحافظة، قائلاً "النيل يتعرض لمصادر تلوث وانتهاكات خطيرة، فهناك 80 مصرفا على الأقل تصب المياه فى النيل، مثل مصرف المحيط المحمل بالصرف الزراعى والصناعى، بالإضافة إلى تعدى المزارعين على الشواطئ، وعدم حماية إدارة حماية النيل بدورها فى الحفاظ على ضفاف النهر. ويؤكد شيخ الصيادين، أن التأمين الصحى لم يشمل الصيادين، لأنهم عمالة غير منتظمة ويعانون من انخفاض قيمة معاش التأمين الاجتماعى والأمية منتشرة بينهم وأسرهم، وأبنائهم يتسربون من التعليم بسبب نقص الثروة السمكية وانخفاض العائد من المهنة وارتفاع سن المعاش إلى 65 عاما رغم ظروف المهنة الصعبة التى تصيبهم بالعجز المبكر، بسبب التعرض للمياه لأوقات طويلة وإصابتهم بالتهابات الأعصاب والبلهارسيا. ويقول شيخ الصيادين، إن الصياد ضاع فى البر والبحر، موضحا أن وزير الزراعة الأسبق يوسف والى استورد أسماك الأستاكوزا وألقاها فى النيل لتأكل الزريعة والأسماك الصغيرة، مضيفاً أن النيل أصبح تائهاً بين 3 وزارات هى الرى المسؤولة عن إزالة التعديات والبيئة المسؤولة عن مواجهة مصادر التلوث والزراعة المعنية بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، ولذلك يجب إنشاء وزارة مختصة بالصيد لتطوير المهنة التى يعمل بها قطاع عريض. ويحمل مدين جابر زغلول نائب رئس نقابة الصيادين بالمنيا، إدارة حماية النيل والرى والزراعة مسؤولية التلوث الذى تتعرض له المسطحات المائية بالمحافظة وعدم تطهير الأخوار من الحشائش وطمى النيل، وعدم الرقابة ومتابعة مفرغ السمك بقرية المطاهرة، الذى كان يلقى ب5 ملايين ذريعة سنوياً أصبحت تباع للمزارع رغم التزام الصيادين بدفع مبلغ 30 جنيهاً سنوياً كرسم اشتراك لجمعية الصيادين و50 جنيهاً رسوم ترخيص لمراكب الصيد و12 جنيهاً للتأمينات. ويكشف مدين عن أخطر أساليب الصيد الجائر التى تهدد مستقبل المهنة، ومنها العفريتة، وهى عبارة عن شبكة كبيرة تزن 30 كيلو جراماً تقريبا ذات فتحات ضيقه تلقى وسط الحشائش على مساحة 400 متر مربع تقريباً، حيث تجمعات الأسماك وتتكمن من صيد كميات كبيرة من الأسماك أغلبها صغيرة الحجم "ذريعة"، وأيضاً يستخدم البعض المبيدات الزراعية مثل سم "لانيت" ويتم خلطة بالعجينة أو الدود لتجميع الأسماك ثم تتم عملية الصيد بالشباك فى مساحات شاسعة، وهناك من يستخدم البعض المتفجرات، ومنها الديناميت حيث يتم تفجير أصبع الديناميت وسط الحجارة فى مساحة 5 كيلو متر مربع تقريباً لتطفو الأسماك على سطح المياه ميتة ليتم بعد ذلك صيدها بالشباك ويؤثر ذلك على صحة المواطنين على المدى البعيد، ويستخدم عدد آخر من الصيادين شباك ضيقة لصيد الأسماك الصغيرة. ويلخص ناثان عدلى صادق مدير مشروع تحسين أحوال الصيادين بمؤسسة الحياة الأفضل للتنمية والتدريب، أهم مشكلات الصيادين بالمنيا فى التلوث نتيجة صرف مياه الصرف الصحى والزراعى والصناعى بالمصارف، ومنها إلى النيل مباشرة، كذلك السفن والفنادق العائمة وإلقاء مخلفات صلبة وسائلة من أهالى القرى الواقعة على امتداد النهر، ويصل الأمر إلى مشاركة سيارات وبلدوزرات الوحدات المحلية القروية فى ذلك، والصيد الجائر والخاطئ وقلة الرقابة من مسؤولى المسطحات المائية للمخالفين بالصيد بدون ترخيص والتقديرات الجزافية للضرائب، وتحرير محاضر جزافية للصيادين من واقع كشوف غير المرخصين دون ضبطهم متلبسين. ويشير عدلى إلى قلة إلقاء الذريعة فى النيل، التى يجب أن يشارك الصيادون فى لجان إلقائها وعدم تطهير الأخوار، خاصة مداخلها ومخارجها من الحشائش وانسدادها، مما يصعب وصول المياه إليها وبالتالى هلاك الذريعة والأسماك، بخاصة فى فصل الشتاء ووجود تعد على النهر أمام قرية دير الملاك بملوى من الغرب ودير البرشا من الشرق وانتشار الإستاكوزا، وهى سريعة التكاثر وتلتهم الأسماك الكبيرة والصغيرة والذريعة والبيض وتتلف شباك الصيد والتعدى على الأخوار وتوسع المزارعين فى زراعاتهم على ضفتى النهر والجزر بردم أجزاء من المسطحات المائية.