ما أجمل أن تحلم.. وبالجهد والصبر تحقق حلمك، فى سن خمس سنوات عانقت أنامله الصغيرة أنامل البيانو.. تشابكا معاً وتعاهدا ألا يفترقا، وكلما مرت الأعوام زاد ارتباطهما وتدفقت من بين أنامله الأنغام لتحقق أجمل الأحلام.. إنه الموسيقار الرائع عمر خيرت.. نشأ فى عائلة تعشق الأدب والموسيقى فكان البيانو فرداً أساسياً فى المنزل. تطلعت عيناه البريئتان لرمز شامخ برع فى الهندسة فكان أول دفعته بامتياز، وبرع فى الموسيقى وكان أول عربى يؤلف سيمفونية.. إنه عمه الموسيقار والمهندس العظيم أبوبكر خيرت الذى شيد صروحاً من المبانى والأنغام كان أهمها المعهد العالى للموسيقى (الكونسرفتوار) الذى التحق عمر خيرت بدفعته الأولى لتبدأ رحلته مع الموسيقى، وبالدراسة والجهد استطاع عمر خيرت أن يحقق حلمه وحلم عمه ويصل بالموسيقى الشرقية إلى العالمية.. استطاعت أنغامه أن تخلق جواً من الألفة وحد بين كل الأجيال، هذا ما لمسته أثناء حضورى حفله الرائع بالمسرح الكبير بدار الأوبرا الأسبوع الماضى، كان مدهشاً أن أرى الأطفال فى منتهى السعادة متجاوبين مع أنغام عمر خيرت، يرددون معه (فيها حاجة حلوة) أغنيته الرائعة التى اختار الكورس فيها من الأطفال، إيماناً منه بأنهم الأمل بأناملهم سيرسمون لوحة مشرقة لمستقبل أفضل، تحاورت مع الأطفال ولمست مدى تعلقهم بالموسيقار الرائع الذى يعلمهم من دون كلام معنى الوفاء بإخلاصه لمثله الأعلى أبوبكر خيرت، معنى العطاء والحب فى إعطائه الفرصة لكل عازف أن يبدع بمفرده على آلته ويكون هو أول من يحييه.. بمنتهى الرقة والبساطة يتجاوب مع جمهوره من الأطفال والكبار.. عمر خيرت، رحلة عشق مع الأنغام، شجرة وارفة الظلال مد جذورها فى أرض الفن المصرى فوصلت أغصانها وزهورها للعالمية.