تتنوع أحلام أصدقائى بين العلم والفن، والكثير منهم يسألنى: هل من الممكن أن يجتمع العلم والفن معاً؟ بالطبع نعم، فكثير من المبدعين فى مجال الفن، منهم الأطباء كالشاعر إبراهيم ناجى والكثير منكم لا يعرف أن عالم الفيزياء المصرى العبقرى على مصطفى مشرفة كان يجيد العزف على العود وكان من أصدقائه شخص ذو عبقرية جمعت بين الهندسة والموسيقى وكلاهما يحتاج لدراسة وجهد وبحث.. إنه المهندس والموسيقار أبوبكر خيرت أول عربى يؤلف سيفمونية، ربما يخلط بعضكم بينه وبين الموسيقار الرائع عمر خيرت، الموسيقار أبوبكر خيرت هو عم الموسيقار عمر خيرت الذى تأثر بعمه وأكمل الحلم الذى بدأه وهو أن تصل الموسيقى الشرقية للعالمية، وهو ما نجح فيه عمر خيرت بالدراسة والجهد والعمل وبتنمية الموهبة التى منحها الله له. تأثر الفنان الموسيقار عمر خيرت بعمه أبوبكر خيرت الذى تعلم العزف على الكمان وعمره 6سنوات وفى سن العاشرة درس البيانو، لم يمنعه حبه للموسيقى من التفوق فى الهندسة ليصبح فى عام 1930 أول دفعته فى الهندسة المعمارية بتقدير امتياز، ثم يسافر إلى فرنسا فى بعثة حصل فيها على المركز الأول بامتياز، ويعود لوطنه بشهادته وبالبيانو الذى اشتراه بكل ما ادخره، أحب أبوبكر خيرت الموسيقى فكانت حافزاً له للتفوق فى الهندسة، فوضع التصميم الهندسى لمعهد الكونسرفتوار وكان أول عميد له، حيث احتضن الكونسرفتوار العديد من المواهب ولا يزال كل ركن فيه يحمل بصمة أبوبكر خيرت، التى جمعت بين العلم والفن، بين أدوات الهندسة وأصابع البيانو.