نشترى ما نطعمه وقلت له ؛ أريد ان ارى " اهلى" قال من ؟ قلت : " المعايطة" !? نظر إلى مستغربا ، فأنا فارقت المكان منذ 15سنة، ولكن الحب لايفارق ما بيننا ؛ لانه كان قائما على إخلاص ومبتغيين " وجه الله" فما اعظم ان تكون حركتك وسكونك لله، فالاجر حسب النية ! فكلما كان الإنسان صادق الوجهة مخلصا فى عمله مبتغيا رضا الله ، كان الاجر، وكان الرزق متنوع تراه فى يسر وتوفيق وراحة بال إلى آخره. وتضحى الحركة من خير إلى خير !? وصلنا إلى السوق، وحال ذلك التقينا " جارة" من امهاتنا؛ فعزمنا لتوصيلها إلى بيتها ، وكان الطريق شاق وصعب ، ولكن ندرك وصاحبى ان الاجر بقدر صدق الوجهة ، وأثناء ذلك فوجئت بجار قديم وصاحب النظافة العجيب؛ (لزاوية المستشار حامد شعبان سليم ) الذى اقيم بعزبة عبدالمعطى بجمصة البلد ?! انه ( اشرف محسوب) رجل من أهل الله ، كان يوقظني فى السحر، وينادى على الناس للصلاة ، كان يقوم على نظافة حمامات المسجد ، كان آخر لقاء لى معه ، بعد صلاة الفجر فى شهر رمضان منذ اكثر من 15 سنة ، وكان يجمعنا المؤذن ( احمد عبدالقادر ) رحمه الله؛ الذى توفى فى ذات اليوم اثر حادث شنيع وكان صائما متوجها لحقله ، بعد اداء صلاة الفجر جماعة، وكان بسيطا غير متكلف، لكنه كان مخلصا متقنا محبا ، صلاته لايلتفت اليها ، إذا نظرته لاتأبه له ، إلا انه كان نقيا تقيا ، فكتب الله تعالى له نهاية مفرحة، لقد حظى بالشهادة ، فرحم الله مؤذن المسجد، تذكرت المشهد وانا التقى " اشرف" وهو المشهور بجمصة البلد، صاحب حال، فاستأذنته فى صورة ، فهش واضحك الحضور واسعدنى بحبه، فالحمد لله على نعمة الحب؛ وسعادتى حقا لاتوصف بلقاء صاحبى القديم المحب المحبوب؛ وليتأكد ان الحب أقوى إذا ما كان فى الله ولله وبالله ؛ فشكرا " اشرف" ?!