القوة العسكرية العربية المشتركة التي قرر القادة العرب تشكيلها خلال القمة العربية التي عقدت في مدينة شرم الشيخ تواجه العديد من العقبات والإشكاليات، وتناول المركز الإقليمي للدراسات 6 محاور لتشكيلها تتمثل في: 1- يتعلق المحور الأول بالاختلاف في موقف الدول العربية من بعض القضايا، فمثلا يختلف موقف المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الأخرى مع الموقف المصري في طرق حل الأزمة السورية، وأيضا الملف الليبي كواحد من المتناقضات بين مصر وبعض دول المغرب العربي "تونس والجزائر" في آليات الحل والمواجهة، فوجهة النظر الجزائرية، تعتمد على الحوار مع بعض الجماعات المسلحة ك"فجر ليبيا"، وهذا التصور يتناقض مع الموقف المصري والإماراتي. 2- يتعلق المحور الثاني بارتباط بعض الدول العربية بعلاقات وثيقة مع بعض القوى الدولية والإقليمية، والتي ترى في هذه القوة تهديدا مباشرا لمصالحها ونفوذها مثل "تركياوإيران والولايات المتحدةالأمريكية"، إلى جانب وجود تصور من جانب بعض الدول بتوسيع التحالف العسكري بضم تركيا له لخلق تحالف عسكري "سني" وليس "عربيا"، يكون قادرا على إحداث توازن إقليمي مع إيران، التي تمدد في لبنان والعراق واليمن وسوريا، وتحاول التأثير على أوضاع الشيعة في البحرين وشرق السعودية، فضلا عن وجود احتمال بقرب توقيع صفقة تفاهم بين إيران والدول الغربية فيما يخص ملفها النووي، الأمر الذي يعوق إنشاء هذه القوة، حيث أن الموافقة المبدئية لبعض الدول العربية على إنشاء قوة مشتركة لا يضمن بالضرورة إنجاز المهمة. 3- المحور الثالث يتعلق بالإجابة عن طريقة تشكيل تلك القوات، وخاصة من حيث تشكيل القوات البرية وقيادتها ومركز القيادة وتواجد القوات وما هي الأنشطة التدريبية التي تقوم بها بما يجعلها تختلف عن المناورات العسكرية "غير الدورية" بين الدول العربية وبعضها كالتي أجريت بين مصر والسعودية، ومصر والإمارات خلال الأعوام الماضية. 4- يتعلق بتحديد العلاقة بين تشكيل تلك القوات العربية المشتركة واتفاقية الدفاع العربي المشترك، وهل هي بديل لها أم تمثل تفعيلا لتلك الاتفاقية. 5- يتعلق بالدور الذي ستلعبه القوة المشتركة، وهل يقتصر على مكافحة الإرهاب العابر للحدود أم أن الجيش العربي سيلعب دورا أكبر ليس على مستوى الداخل العربي ولكن على مستوى الإقليم ككل، بهدف خلق ما يمكن أن نطلق عليه "جيش ردع" عربي في مواجهة بعض الأطراف الإقليمية. 6- يتعلق المحور السادس بإمكانية تكرار "عاصفة الحزم" في بؤر عربية ساخنة دون الاعتماد على قوى دولية في توجيه الضربات العسكرية، بالرغم من اختلاف الرؤى الدولية لعدد من القضايا المتعلقة بالمنطقة العربية مثل "سوريا، وليبيا، والعراق، واليمن"، الأمر الذي قد يؤدي إلى إعاقة تشكيل قوة عربية مشتركة.