قال أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، إن الدولة المصرية اعتمدت ومنذ اللحظات الأولى ما بعد ثورة 30 يونيو 2013 على تحقيق شراكة استراتيجية قوية مع دولة الصين، حيث كانت العلاقات مع الصين إحدى أولويات الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتى انتقلت العلاقات استراتيجيا بشكل متميز كان أهمها الشراكة الصينية المصرية، والتي قدمت نموذجا رائدا في تعاون بين البلدين بهدف التنمية. وأضاف «قمحة»، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «الحياة اليوم»، والذي تقدمه الإعلامية لبنى عسل، والمذاع على فضائية «الحياة»، أن الشراكات المصرية- الصينية بواسطتها تم إنشاء عدد كبير من المناطق اللوجيستية والمشروعات التنموية الكبرى، لافتا إلى أن الرئيس السيسي التقى وزير الخارجية الصيني في مدينة العلمين الجديدة، ما يعكس قدرة مصر على التنمية والبناء في محاور عدة ومختلفة. وأوضح أن توقيت الزيارة كان ذا دلالة كبرى، حيث العام الجاري يصادف مرور 61 على العلاقات الثنائية بين مصر والصين، و7 أعوام من العلاقات الاستراتيجية المصرية الصينية البناءة في عهد الرئيس السيسي. وبخصوص السد الإثيوبي، فقد لفت إلى أن الجانب الصيني متفهم جيد للمطالب المصرية المشروعة بشأن التوصل لاتفاق ملزم فيما يخص ملء وتشغيل السد الإثيوبي، حيث إن الصين هي دولة كبيرة ولها موقع وثقل عالمي خاصة بالدول الأفريقية، وفي القلب منها الدولة الإثيوبية، كما تملك إمكانية تغيير مسار الأمور من أجل خدمة رؤية مصر وتحقيق المصلحة للجميع عبر الحفاظ على حقوق كل دولة في تحقيق التنمية. وأكد أن الصين هي المستثمر الأكبر في القارة الأفريقية، وتملك الكلمة العليا خاصة في إثيوبيا، مشيرا إلى أنه لا يمكن التصور بأن دولة الصين تسعي إلى إطلاق مبادرة الحزام والطريق من أجل رخاء الشعوب، فيما يتم استخدام النيل للعب بالأمن القومي المصري من قبل إثيوبيا. وتابع: «لا يمكن المساس بحقوق الشعب المصري أو يكون النيل هو مصدر لتهديد الأمن القومي، وحديث وزير الخارجية الصيني مع الرئيس السيسي كان مختلفا كثيرا عما تم الحديث به في جلسة مجلس الأمن». وفند: «التحركات المصرية الحالية متنوعة ومتشعبة إلى حد كبير، وبها يتم استغلال قوة مصر الناعمة داخليا وخارجيا للمطالبة بحقوق مصر المشروعة في مياه نهر النيل، وما تقوم به القيادة السياسية حاليا هو استغلال ما تم بناؤه من علاقات طيلة الفترة الماضية، واستخدامها لتحقيق مصالح مصر الخارجية، والتي ستؤتي ثمارها قريبا».