حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث الدكتورة نادية حلمى عن (دور الصين فى تقديم بدائل أخرى لمصر والسودان والمجتمع المدنى الأفريقى من أجل السلام)
نشر في شموس يوم 15 - 04 - 2021

نادية حلمى: -الخبيرة فى الشئون السياسية الصينية – أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف- فى حلقة مهمة ببرنامج حوار اليوم بقطاع الأخبار بالتلفزيون المصرى، تمت إستضافة الدكتورة/ نادية حلمى، للحديث عن رؤية الصين فى هذا الإطار.
حيث ركزت الدكتورة (نادية حلمى) حديثها، وبصفتها متخصصة فى الشأن الصينى عن الإجابة عن سؤال: ما هو مستعد أن يبديه الجانب الصينى مع مصر لحل الأزمة الراهنة بشأن سد النهضة مع أثيوبيا؟
حيث تكمن وجهة نظر الصين البديلة للتعامل مع تلك الأزمة عبر (تعظيم الفائدة المصرية من مبادرة الحزام والطريق لتقوية علاقات مصر بأفريقيا وأثيوبيا على الأخص)، وذلك عبر (إنشاء خط سكة حديد يمتد عبر الصحراء الغربية يربط مصر بشمال السودان إلى الدول الأفريقية الحبيسة كتشاد، وأفريقيا الوسطى وأثيوبيا).
كما إقترح خبراء الصين أيضاً أن (يُطرح مشروع إقليمى من خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية فى إطار مشروع أوسع لربط القارة الأفريقية بخطوط سكك حديدية يتكامل فيها طموح القوى الأفريقية مع الجانب المصرى)، خاصة أنها تطرح نفسها كمحور لتلاقى خطوط السكك الحديدية (لغرب أفريقيا مع وسط أفريقيا)، ومن ثم تستفيد الدول الحبيسة أيضاً كأثيوبيا وتنمو حركة التبادل التجارى بينها.
فالدول الأفريقية التى تشملها مبادرة الحزام والطريق الصينية لا تزيد على عشر دول يشملها الطريق البحرى "طريق الحرير" وتحرم الدول الحبيسة، مثل (أثيوبيا) من الإنضمام إلى المبادرة بشقها البحرى.
كما أن منطق القوة المصرى، وفقاً للجانب الصينى، هو: (دور قناة السويس المصرية لشحن بضائع الصين لأفريقيا) بنصف التكلفة، وهذا ما يمكن مصر أن تتفاوض مع الصين بشأن شروط دخولها لأفريقيا عبر القناة المصرية.
وإتضح خلال بحث علاقات منظمات المجتمع المدنى الصينى بنظيرتها فى القارة الأفريقية لبحث سبل السلام فى مياه النيل وحل الصراع القائم بين مصر وأثيوبيا، هو قدرة الصين بأن تساعدنا عملياً فى مواجهة بناء أزمة سد النهضة فى أثيوبيا؟، وهو ما يمكننا من تقديم مقترحات عملية لصانع القرار الصينى. فقد إستخدمت الصين مع القارة الإفريقية أسلوب ذكى تحت مسمى تعاون فى إطار ما يسمى (شراكة جنوب / جنوب). والأكيد أن المخططون الإستراتيجيون الصينيون لم ينطلقوا من فراغ، بل كان كل شىء مدروس وفق العقلية الصينية البراغماتية. وبالتالى فإن صناع القرار والمخططون الصينيون كانت لها نظرة مستقبلية وبُعد نظر فى تحقيق أهدافهم داخل القارة الأفريقية.
فبالنظر للإستثمارات الصينية فى أثيوبيا بما يمكنها من ممارسة ضغوط قصوى عليها، إتضح أن هناك إهتمام صينى فى الصحف الصينية بالموقع الأثيوبى للدخول إلى منطقة شرق أفريقيا وبالأخص (منطقة القرن الأفريقى) باعتبارها منطقة توازن إستراتيجى هام بالنسبة للصين والقوى العظمى، وهو ما إتضح خلال حضور رئيس الوزراء الإثيوبى (آبى أحمد) فى (منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى الثانى، الذى عقد فى بكين فى شهر إبريل 2019)، وهو ما أكده السفير الصينى لدى أثيوبيا (تان جيان)، وصرح به (نيبيات غيتاتشيو) المتحدث بإسم وزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية، ونشرته الصحافة الصينية، بأن: "إثيوبيا والصين تتمتعان بالفعل بعلاقات متعددة الأوجه، والتى من المتوقع أن تواصل تعززها خلال الفترة المقبلة". فأثيوبيا لا يمكنها الإستغناء عن دور الصين وفق ما أعلنه "غيتاتشيو" المتحدث بإسم خارجية أثيوبيا، بأن "أثيوبيا تعد شريكاً قوياً للصين فى القارة الأفريقية. وحضور إثيوبيا المتنامى فى المشروعات الصينية من خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية هو دليل آخر على العلاقات الثنائية القوية". كما أعربت (كافة الدول الواقعة فى شرق أفريقيا، التى دأبت على التعاون مع الصين فى تنفيذ مبادرة الحزام والطريق)، عن إهتمامها الشديد بالعمل بقوة أكبر مع الصين لتنفيذ إتفاقات موقعة بين أثيوبيا والصين.
نفس الأمر ما تعهد به السفير الأثيوبى الجديد لدى الصين (تيشومى توغا تشاناكا) فى شهر فبراير 2019 بالعمل فى مجالات إهتمام مشترك ذات أولوية مع الصين، بما فى ذلك منتدى التعاون الصينى الأفريقى (فوكاك) ومبادرة الحزام والطريق التى اقترحتها الصين.
وفيما يتعلق بموضوع مشاركة الشركات الصينية فى بناء سد النهضة الذى تذكره التقارير الإخبارية المعنية، لقد أبدى الجانب الصينى موقفه بوضوح، بأن هناك رغبة صينية حقيقية فى إنشاء خط سكة حديد يربط مصر ب "الدول الحبيسة" التى لا تطل على البحار، وعلى رأسها أثيوبيا، لتحقيق التقارب السكانى والجغرافى بين الشعبين المصرى والأثيوبى.
فالمصالح الإقتصادية المتنامية بين الصين وأثيوبيا، ستمكنها من ممارسة ضغوط عليها، حيث يوجد ما يزيد عن (500 شركة صينية وإستثمارات تفوق بليون ونصف دولار). وتستثمر الصين فى (البنية التحتية الأثيوبية وقامت ببناء الطرق السريعة التى تربط العاصمة الأثيوبية "أديس أبابا" بجيبوتى)، كما تسيطر الصين على أعمال الطرق بواقع 60% من مشاريع الطرق. وبلغ عدد المشاريع الصينية فى سنة 2017، أكثر من (624 مشروعاً، بما يعادل 4 مليار دولار).
علاوة على دور الصين فى توفير الوظائف للأثيوبيين، فقد وفرت الصين حوالى (100 ألف فرصة عمل للعاملين الأثيوبيين) سواء داخل مشاريعها الخاصة فى أثيوبيا أو عبر شركاتها العاملة فى أثيوبيا، ونجد أن ( نصف هذه العمالة الأثيوبية تصنف بأنها ذات طابع دائم وليس مؤقت لدى المشاريع والشركات الصينية)، ويبلغ إجمالى الإستثمارات الصينية بأثيوبيا حوالى 12 مليار دولار.
ويمكننا فى مصر إستغلال التنافس الصينى الأمريكى فى منطقة شرق أفريقيا، وبالأخص أثيوبيا، للحصول على شروط أفضل عند التفاوض المصرى مع أثيوبيا. مع العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية تقدم دعماً كبيراً لأثيوبيا، وذلك (نقلاً عن موقع الخارجية الأمريكية) ذاتها، فقد قدمت الحكومة الأمريكية حوالى 870.054 مليون دولار مساعدات للجانب الأثيوبى. وتعد المساعدات الأمريكية الرسمية لأثيوبيا، بمثابة (أكبر نسبة مساعدات ومساهمات أمريكية مقدمة لدولة أفريقية) أتت عبر واشنطن لأثيوبيا. كما يقدم (الإتحاد الأوروبى) ذاته قرابة (المليار يورو منح مرتبطة بالمشاريع التنموية فى أثيوبيا)، وهذا يؤكد أهمية الموقع الأثيوبى لدى القوى العظمى كمنطقة (تنافس أمريكى – صينى)، فضلاً عن رغبة دول الإتحاد الأوروبى ذاته بلعب دور أكبر.
كما أن الصين من خلال (إستراتيجية بكين للإنتشار السكانى حول العالم خدمةً لمصالحها) فطنت لأهمية تواجد العمالة الصينية ورأس المال البشرى الصينى فى أفريقيا وداخل أثيوبيا بالأخص، حيث يلاحظ أن هناك حوالى (60 ألفاً من الصينيين الذين يعيشون ويعملون فى أثيوبيا بشكل دائم)، حيث يشاركون فى كل شىء بدءاً من العمل فى قطاعات الإتصالات وخطوط السكك الحديدية، وإنتهاءاً بتوظيف أو شراكة مع ما يصل إلى مليون مواطن أثيوبى.
وفى لقاء مع السفير الصينى لدى أثيوبيا والإتحاد الأفريقى "لا يى فان" La Yifan فى شهر يناير 2016 نشرته عدد من (المواقع الصينية)، فإن السفير الصينى لدى أثيوبيا (بدد الإنتقادات من قبل البعض بشأن سعى الصين للهيمنة على العلاقات التجارية وإستخراج الموارد والمواد الخام من أثيوبيا والقارة الأفريقية).
وتتنوع إستثمارات الصين فى أفريقيا وأثيوبيا، فقد صنعت شركة تيكنو الصينية (هواتف رخيصة مصممة خصيصاً للعملاء الأفارقة والأثيوبيين من خلال برنامج خاص مصمم بشكل أفضل لإلتقاط درجات لون البشرة الداكنة للصور الشخصية). إضافةً إلى أنها أصبحت بمثابة (أول شركة للهاتف تقدم لوحة مفاتيح باللغة الأمهرية لأثيوبيا).
وجذبت (منطقة القرن الأفريقى بشكل رئيسى الإستثمارات الصينية). ففى إثيوبيا، مولت الصين (نظام السكك الحديدية) الذى تبلغ قيمته 475 مليون دولار فى العاصمة وكذلك الطريق الدائرى. وأشرفت الشركات الصينية على إنشاء أكثر من 50 ألف كيلومتر من الطرق الجديدة منذ عام 2000. وعلى رأس مشاريع الصين، يأتى (مشروع سكة حديد إثيوبيا – جيبوتى) ويأتى حوالى 70% من الأموال من قبل بنك "إكس مين" الصينى. Exmin
ووصل الأمر أن عينت أثيوبيا (ضباط إتصال ...
نادية حلمى: كيف يمكن أن تساعدنا الصين عملياً فى مواجهة بناء أزمة سد النهضة فى أثيوبيا؟ (مقترحات عملية مقدمة لصانع القرار الصينى)
1- إنشاء الصين ل (محطات ضخمة لمعالجة المياه وإستخدامها أكثر من مرة، وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر فى مصر، وتدريب خبرائنا على تكنولوجيا ومهارات سقوط المطر بطريقة إصطناعية)، وهى ما يعرف بتكنولوجيا (الإستمطار الصناعى).
2- إستقدام خبراء من الصين لمساعدتنا فى (إعادة تدوير المياه من خلال محطات معالجة المياه المتطورة)، حتى نستخدم المياه أكثر من مرة، بمعنى تعظيم المتاح.
3- إمداد الصين للجانب المصرى بتكنولوجيا متقدمة ل (إعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى والصرف الصناعى) مرات أخرى.
4- يجب على الصين أن (تقف مع مصر وتتوسط لإنجاح مبادرتها وإقتراحها على الجانب الأثيوبى بإطلاق 40 مليار متر مكعب من المياه كل عام، وإطلاق المزيد من المياه عندما يكون سد أسوان أقل من 165 متراً فوق مستوى سطح البحر)، ودعت مصر (طرفاً رابعاً) فى المناقشات بين الدول الثلاث (مصر، السودان، أثيوبيا)، والإقتراح المتفق عليه هو أن دولة الوساطة هى الصين، بالنظر للعلاقات الوثيقة بين الصين ومصر.
.
5- تعرض الصين تقديم خبراتها من الفنيين والمتخصيين في الرى والزراعة والهندسة للمساعدة فى (تشييد السد والإتفاق على التعديلات اللازمة نحو ضمان عدم تأثير السد على الحصة المائية لمصر والسودان) مع ضمان الإستفادة الإثيوبية منه فى الوقت ذاته.
6- تقوم الصين بدور الوساطة مع أثيوبيا من أجل (الإتفاق على تخصيص أراضى لمصر للزراعة بإثيوبيا وكذلك فى جنوب السودان)، ضماناً لإستفادة مصر مائياً وغذائياً من بناء سد النهضة الأثيوبى.
7- على الجانب الصينى، من خلال شركاته العاملة فى سد النهضة الأثيوبى (تقديم دراسات وافية ودقيقة لمصر حول جدوى السدود الأثيوبية على نهر النيل)، ومدى تأثير تلك السدود الأثيوبية فى حالة إنشائها على منطقة البحيرات العظمى والهضبة الإثيوبية.
8- على الجانب الصينى التوسط والمساعدة فى (تقديم التسهيلات الخاصة بعملية الإستثمار للشركات المصرية فى أثيوبيا)، مثل: شركات (المقاولون العرب والسويدى) وغيرها، وتقديم الدعم الفنى لها للتواجد بصورة أكثر فاعلية في أثيوبيا.
9- ينبغى أن يكون هناك (تعاون إستخباراتى ثلاثى بين الصين ومصر وأثيوبيا، خاصةً مع التواجد الكثيف للصينيين فى أثيوبيا الذى يقدر بأكثر من 60 ألف مواطن وعامل صينى فى أثيوبيا)، من أجل حل عدد من القضايا المشتركة بين مصر وأثيوبيا، مثل: (الإرهاب والأمن والقرصنة، وملفات الحركات المسلحة) فى الصومال، وأوغندا، وغرب أفريقيا.
10- إن توفير الصين لعنصر (التدريب الإستخباراتى والعسكرى للقيادات الأثيوبية الأمنية – سواء فى الصين أو داخل أديس أبابا – يمكنه أن يرسى بعض التفاهمات لدى الجانب الأثيوبى) حول القضايا المصرية المصيرية.
11- على الجانب الصينى التوسط لدى أثيوبيا من أجل (شرح الموقف القانونى بالطريقة المثلى حول مخاوف مصر من بناء سد النهضة، وضرورة إنجاز التفاوض حول المواد المختلف عليها فى اتفاقية عنتيبى للمياه بين مصر ودول مياه النيل)، بما يحفظ الحقوق المصرية فى مياه النيل وعدم المساس بحصتها التاريخية حتى ينتهى الجانب المصرى من عملية تنظيم إستغلال مياه النهر من خلال تلك الإتفاقية.
12- قانونياً، إن التحكيم يجب أن يكون الطرفين المصرى والأثيوبى موافقين عليه وعلى الإلتزام بنتائجه وإلا فاللجوء إليه لن يجدى، ومن هنا (يمكن للصين أن تضطلع بهذا الدور لإقناع الجانب الأثيوبى بالموافقة على اللجوء للتحكيم).
13- وعملياً، وكحل واقعى لحل الأزمة بين مصر وأثيوبيا، فإنه (يمكن للصين أن تقدم مشروع للربط الكهربائى بحيث يسمح بتصريف كهرباء سد النهضة بين البلدان الثلاث "مصر- السودان- أثيوبيا" أو تصديرها عبر الشبكة المصرية للإقليم أو لأوروبا)، ويتم بالتوازى ربطاً بالسكك الحديدية وبطريق برى يقود لخروج أثيوبيا كدولة حبيسة من عزلتها الجغرافية وصولاً إلى البحر المتوسط، والإستفادة من الموانئ المصرية.
14- ضمان الصين من خلال (ممارسة الضغط على أثيوبيا – بتدفق ما لا يقل عن 40 مليار متر مكعب من مياه السد سنوياً إلى مصر)، كضمان وحيد ملزم حتى إذا ما إكتمل بناء السد فى مراحله الأخيرة.
15- قد تضغط الصين على أثيوبيا من أجل أن تقبل ب (إطالة فترة ملء خزان سد النهضة من سبع إلى عشر سنوات)، مع الحفاظ على مستوى المياه بسد أسوان فى مصر عند 165 متراً فوق سطح الأرض.
16) على الصين أن تسعى ل (التوسط لحل نقاط الإختلاف بين الدولتين المصرية والأثيوبية حول مدة ملء السد)، حيث ترى مصر أنها (يجب ألا تقل عن سبع سنوات، ويكون الملء موسم الفيضانات فقط)، فى حين تريد أثيوبيا ملء بحيرة السد خلال ثلاث سنوات، وإستمرار الملء.
17- قد تقترح الصين على أثيوبيا أن (تساهم مصر بحصة فعلية فى بناء سد النهضة، والحصول على الكهرباء مقابلها لسد العجز فى الشبكة الكهربائية لدى الجانب المصرى).
18- على الجانب الصينى أن يتدخل ل (إجبار أثيوبيا على الموافقة على مناقشة قواعد تشغيل سد النهضة والتى رفضتها من قبل)، وأصرت على قصر التفاوض على مرحلة الملء وقواعد التشغيل أثناء مرحلة الملء، بما يخالف (المادة الخامسة من نص إتفاق إعلان المبادئ) الموقع فى 23 مارس 2015، كما يتعارض مع الأعراف المتبعة دولياً للتعاون فى بناء وإدارة السدود على الأنهار المشتركة.
19- أن الصين بإمكانها أن تلعب دوراً سياسياً خطيراً ل (الحد من النفوذ الأمريكى عند التدخل والوساطة مع أثيوبيا بعيداً عن طلب الوساطة الأمريكية من مصر لحل النزاع مع أثيوبيا)، مع تذكير الصين للجانب المصرى بأن (واشنطن هى الدولة التى هندست السد والذى كان ضمن أربع سدود أخرى، بهدف تضييق الخناق على مصر مائياً).
20- على الصين أن (تتدخل لحل الخلاف الأساسى بين مصر وأثيوبيا ووضع شروط توافقية حوله، والذى يدور بالأساس حول حجم المياه التى يجب تمريرها). فى حين تقترح مصر تمرير 40 مليار متر مكعب فى حالة الفيضان، وأعلى من ذلك فى حالة الجفاف، يعنى ذلك ملء الخزان فى سبع سنوات وأكثر، تتمسك أثيوبيا بنسبة تتراوح بين 30-35 مليار متر مكعب فى حالات الفيضان والجفاف، أى ملؤه فى خمس سنوات
21- وسياسياً، على الصين أن تعى وتفهم أنه (لا يمكن الفصل بين أهمية المشروع من الناحية القومية والسياسة الداخلية ودور القوى والأطراف الدولية والإقليمية كواشنطن وإسرائيل وغيرها، وبين أهمية المشروع فى سعى أثيوبيا للنفوذ الإقليمى)، فهو يمتاز بطابعه الجيوسياسى، فمن خلاله يمكن التحكم فى صناعة القرار فى شرق أفريقيا، ويمكن فهمه فى إطار سعى السياسة الأثيوبية للتأثير الإقليمى والقارى.
22- على الصين أن تبحث على المدى الطويل (عمل دراسات فنية بشأن إمكانية إنهيار السد مثلاً، مما يشكل دماراً للسودان كدولة صديقة للصين، ويؤدى إلى غياب السلم والإستقرار فى السودان والمنطقة المحيطة به مما يعرض الإستثمارات الصينية فى تلك المنطقة للخطر)... فالأزمة بين مصر وأثيوبيا مهددة للإستقرار الإقليمى بما ينعكس بالتالى على (الأمن الدولى).
23- مبدئياً، قد يكون النهج الصينى للتدخل فى جهود الوساطة مع أثيوبيا هو (التذكير بمبدأ قبول السد كمشروع تنموى ذى طابع إقليمى، وفى الوقت ذاته حق مصر والسودان فى عدم تعرضهما للضرر فى حقوقهما المائية). وعملياً، تتقبل مصر تحمل بعض الضرر على أن يكون قابلاً للسيطرة عليه.
24- على الصين التدخل ل (إجبار الجانب الأثيوبى على الإعلان صراحةً أمام مصر والمجتمع الدولى لتبادل المعلومات حول معدلات تدفق النهر، والمواصفات الفنية للسد، أو رؤية أثيوبيا فى إدارة سد النهضة فى سنوات الوفرة أو سنوات الندرة).
25- وأخيراً، يجب على الصين أن (تنسق أكثر مع السودان الذى يبدو أنه لم يتعافَ بعد من سياسات نظام البشير المخلوع لصالح مصر، ولتحقيق السلام الإقليمى فى كافة الدول الأفريقية لإنجاح مبادرتها العالمية للحزام والطريق).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.