أجساد متلاحمة وأعين موجهة صوب شاشات التليفزيون وأصوات تعلو وتخفت مع تحركات الكرة داخل الساحرة المستديرة.. هذا هو حال المصريين فى معظم المقاهى التى امتلأت عن بكرة أبيها أمس لمشاهدة مباراة «البرازيل - كرواتيا» فى اليوم الأول لافتتاح بطولة كأس العالم 2014 فى البرازيل. «إحنا بنستنى البطولة بفارغ الصبر.. أصل الكورة فى دمنا وبنلعبها ولو بشراب»، قالها إبراهيم حمدى، صاحب أحد المقاهى فى شارع الدقى، الذى حرص على تجهيز المكان لاستيعاب أكبر عدد من الزبائن فى موسم كأس العالم، الذى يُدر عليه دخلاً كبيراً له ولجميع أصحاب المقاهى الأخرى فى هذا التوقيت، لافتاً إلى أنه كان يتوقع حضور عدد كبير من المواطنين على المقهى قبل بدء عرض المباراة بفترة، ليفوزوا بمقعد. حمدى عطية، أحد سكان مدينة 6 أكتوبر، يرى أنه رغم عدم مشاركة مصر فى البطولة، فإنه حرص على متابعتها من البداية، لمشاهدة الرياضة الحقيقية التى نفتقدها، مشيراً إلى أنه سيشاهد بعض المباريات مع زوجته وأولاده فى المنزل، بالرغم من تكلفة شراء جهاز «الريسيفر» الذى يعرض المباريات: «الناس مابقاش عندها روح رياضية زى زمان، وممكن تقوم خناقة على نتيجة مباراة وآلاقى القهوة قلبت مجزرة»، ويستكمل: «ياما نفسى الدنيا ترجع حلوة زى زمان والفرجة على الماتشات تبقى بنفس». مايكل نبيل، طالب فى جامعة القاهرة، فرح كثيراً ببدء بطولة كأس العالم، قائلاً: «إحنا نسينا الكورة بتتلعب إزاى، بسبب السياسة اللى أكلت دماغنا، وهشوف البطولة حتى لو هسقط السنة دى»، مؤكداً اعتياده على تقديم التبريرات والأعذار إلى أسرته طوال أيام البطولة، بحجة شراء المراجعات، حتى يتمكن من مشاهدة البطولة فى المقهى: «دى بطولة متتعوضش، وهتحجج عشان أخرج من البيت واتفرج بمزاج».