اسمها «كريمة» وشهرتها «بديعة».. لا حظ لها من اسمها ولا من شهرتها، لم تكن «كريمة» مع زوجها الكادح بل كانت كذلك مع عشيقها، لم «تبدع» شيئاً من أجله بل كرّست كل «إبداعها» لخيانته والتفنن فى التخلص منه. سمراء.. لكنها ليست بسمرة أرض الجنوب هناك فى قرية «مزاتا شرق» بمركز دار السلام بسوهاج التى نشأت بها وتزوجت، لا تهتز لها شعرة ولا تطرف لها عين خجلاً ولا انكساراً من جريمتها. فى أسرة فقيرة لأب يعمل باليومية وأم بسيطة لا هم لها سوى تربية أولادها بما يتيسر لها من جنيهات معدودة نشأت «كريمة»، وعندما بلغت عامها السابع عشر وافقت على أول عريس لتزيح الحمل عن أسرتها الفقيرة فتزوجت من أحد جيرانها بالقرية ويدعى «على»، وكان عمره فى نفس عمرها. تزوجت وأنجبت من زوجها 3 بنات أكبرهن «دعاء»، 5 سنوات، ثم «فريال»، 4 سنوات، و«نعمة»، 8 شهور.. مرت الأيام عليها ثقيلة فلم تكن راضية بما قسمه الله لها؛ فزوجها عامل باليومية مثل والدها تماما، وهاهى تعيش نفس المعاناة التى عاشتها والدتها وتكرر نفس المأساة. أصيبت ابنتها الكبرى بمرض فى القلب ونصحها الأهالى بالذهاب إلى أحد الأطباء فى القاهرة لعلاجها، وكان ذلك تحديدا منذ عامين، فحملت ابنتها وسافرت مع زوجها، وعندما نزلت من القطار فى محطة مصر أخبرت زوجها بأنها تفكر فى الذهاب لخالتها التى تقيم فى منطقة الساحل حتى توفر على زوجها نفقة الإقامة فى «لوكاندة» شعبية، ولاقت الفكرة استحسان زوجها، وعندما ذهبت لخالتها وجدت ضالتها التى تبحث عنها: طالب فى الثانوية العامة يدعى على السيد، عمره 18 عاما، وهو ابن خالتها، نسجت شباك غرامها حوله سريعا فوقع فى حبها بأسرع مما تتخيل.. مكثت لدى خالتها لمدة أسبوع، هو فترة علاج طفلتها الصغيرة، وفى غياب خالتها وزوجها عن المنزل تمكّنت من إقامة علاقة غير شرعية معه. بعد أن انتهت فترة علاج الطفلة الصغيرة سافرت هى وزوجها إلى مسقط رأسها بمركز دار السلام بسوهاج، لم يتحمل العشيق البعد عنها، وبعدها بأسبوع غادر القاهرة متوجها إليها بحجة زيارة شقيقته المتزوجة من أحد أقاربه بالقرية، ورتبت له الزوجة الخائنة عدة لقاءات غرامية داخل منزلها، وذلك فى غفلة من الزوج المخدوع المسالم، ومكث الشاب ما يقرب من الشهر فى المنطقة وتعددت اللقاءات بينهما خلال تلك المدة، بعدها غادر عائدا إلى القاهرة ليستكمل دراسته، واستمرت العلاقة بين الاثنين لمدة عامين كاملين كانت تسافر فيها العشيقة لتقابل الفتى الساذج بحجة إجراء تحاليل لطفلتها المريضة. أخبر «على» عشيقته برغبته فى تطليقها من زوجها ليتزوجها ويقيم معها فى القاهرة، ولم تتمالك نفسها من الفرحة وأخبرت زوجها على الفور برغبتها فى الطلاق منه لأنها لم تعد تحتمل العيش معه، بعد ذلك حاول الزوج مرارا إثناءها عن فكرتها من أجل تربية البنات وأخبرته بأنها تريد أن تتزوج شخصاً غيره، لكنه ظل متمسكا بها، وتركت الزوجة منزل الزوجية وذهبت لأسرتها، لكن والديها لم يقبلا بفكرتها فى الطلاق، خاصة أن زوجها لم يُسئ لها فى يوم من الأيام ولا يرفض لها طلباً، وأخبرت والدتها أنها تريد أن تتزوج من ابن خالتها الطالب، لطمت والدتها على خديها من هول الصدمة وأجبرتها على العودة لزوجها مرة أخرى وأخبرت عشيقها «على» بأن مسألة زواجهما أصبحت مستحيلة بعد رفض والدتها ذلك، وقرر أن يفاتح خالته فى الموضوع واتصل بها وحدثها عن لوعته وعذابه دون «بديعة» وأنه لا يستطيع العيش دون ابنتها المتزوجة، فردّت قائلة: ما تطلبه هو المستحيل بعينه، إلا فى حالة واحدة هى بعد موت زوجها.. وهنا اختمرت الفكرة فى ذهنه وتساءل: لماذا لا أتخلص منه ليخلو لى الجو؟ وأخبر ابنة خالته بما يدور بداخله من أفكار شيطانية فوافقت على الفور على فكرته الجهنمية. بدأ «على» يفكر فى كيفية التخلص من زوج ابنة خالته، وهداه تفكيره إلى إخبار الزوج المخدوع بأنه فقد هاتفه المحمول داخل أرضه الزراعية المجاورة لترعة فى حضن الجبل، بعدها يجهز عليه، وعرض الخطة على ابنة خالته فرحّبت بذلك. أخبرت الزوجة زوجها بأن ابن خالتها فقد هاتفه المحمول ويعتقد أنه بداخل أرضه وعليه الذهاب ومقابلته والبحث عن هاتفه، وخرج الزوج من منزله فى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وقابل العشيق وظل يبحث عن الهاتف داخل الزراعات، وأثناء عملية البحث عاجله بضربة على الرأس بحجر فقد بعدها الوعى وأكمل جريمته بتوجيه عدة طعنات نافذة فى الرقبة وطعنة واحدة فى البطن وألقاه فى الترعة، لكن شاء حظه العثر أن تظل الجثة على حافة الترعة ولم تسقط فى الماء، وظن العشيق أنه تخلص من الشخص الذى يقف فى طريق سعادته واتصل بعشيقته يخبرها بإتمام المهمة بنجاح. فى الصباح، عثر الأهالى على الجثة وأبلغوا العقيد أحمد الراوى، رئيس فرع البحث الجنائى لقطاع الشرق، بالجريمة وانتقل رجال المباحث بقيادة الرائد مصطفى التهامى رئيس مباحث مركز دار السلام لموقع الجريمة، وأشارت التحريات إلى ارتباط زوجة المجنى عليه بعلاقة غير شرعية بنجل خالتها المقيم فى القاهرة ورغبته فى الزواج منها، ورجحت التحريات أن يكون ذلك سببا فى الواقعة وتأكدت صحة تلك التحريات بعد ضبط المتهم؛ حيث عُثر فى هاتفه المحمول على صور له مع زوجة المجنى عليه فى أوضاع مخلة، وبمحاصرته بما توصلت إليه التحريات اعترف بارتكابه الواقعة لرغبته فى الزواج من ابنة خالته وأوضح أنه حضر من القاهرة قبل الواقعة بعدة أيام بناءً على تنسيق مع ابنة خالته، وأضاف أن عشيقته أخبرته بأن زوجها يمتلك قطعة أرض هو وشقيقه الوحيد مساحتها 16 قيراطا وأن سعر الأرض ارتفع بشكل كبير بعد أن تم إنشاء طريق سريع بجوار تلك القطعة ووصل سعرها إلى 3 ملايين جنيه، وأشار إلى أنها أخبرته بأنهما سيعيشان فى سعادة بعد بيعها ميراثها من زوجها، وبالقبض على الزوجة الخائنة اعترفت بجريمتها بالاتفاق مع ابن خالتها على قتل زوجها لأنها ارتبطت به بعلاقة غرامية وأنها عقدت العزم على الزواج منه ولم تتخيل أن يتم كشف جريمتها بتلك السرعة.