أريد أن أقول لكل إنسان، إذا كان رجل أو امرأة، يهودي أو مسيحي أو مسلم، أن علاقته بالله هي علاقة خاصة جدًا، ولا يحق لأي أحد مهما كان أن يتدخل فيها، إلا إذا سمحت أنت له، وأنت وحدك الذي ستضع له الحدود في ذلك. لأن الله خلقك حر، وسمح لك بأن تخطئ وتتعلم من خطأك، وإلا لو كنت ملاك لا تخطئ، فلماذا أنت مع باقي البشر على الأرض؟.. ولا تصدق من يفتي لك بأن معتنقي الأديان الأخرى كفار.. لماذا؟ من أين أتت هذه الأديان؟ أليست هي من عند الله؟ بماذا إذا تفسر هذا الكفر؟ أتعتقد أن الله يخطئ؟ حاشا لله طبعًا. إذا فبماذا تفسر أن الله أنزل التوراة؟ هل تعتقد أن الله أخطأ، ويصحح خطأه بأن أنزل الإنجيل بعده، ثم أدرك أنه أخطأ فأنزل القرآن بعد المسيحية؟ أعطني تفسير لهذا، إذا لو قلت أن معتنقي الأديان الأخرى كفار، فأنت تدعي على الله بأنه أخطأ في كل مرة، ولكن يوجد تفسير آخر. إن الله عندما خلق الكون، خلق كل شيء وعكسه، الليل والنهار، السماء والأرض، الشمس والقمر، الرجل والمرأة، الأبيض والأسود، ومن هذه الأشياء الكثير جدًا.. فهو يحب الاختلافات والتنوع، وينتظر مننا أن نحب بعضنا على اختلافتنا أيضًا، لا أن نكفر الآخر لأنه لا يشبهنا، فأنت بذلك تتدخل في شؤون الله، وتريد أن تعدل عليه أيضًا كما تفعل مع الآخرين. لو أن الله أراد أن يخلق كل البشر نسخة واحدة فقط لفعل، وغير منتظر منك أنت أن تفعل ذلك، هو يريدك أن تنظر داخل نفسك، أي أبعد بكتير من الذقن والجلابية، فهذه التفاهات لا تفيد البشرية بشئ، ولا تهم الله في شئ أيضًا.. فهو يريدك أن ترقى بأفكارك وأفعالك لتفيد البشرية وترقى بهم أيضًا، وتنشر الحب غير المشروط والخير للكل. لأن خالق كل هؤلاء البشر هو خالق واحد، فالله ليس له جنسية ولا لون ولا يعتنق دين بعينه، فهو خالق كل شئ، ولا يفضل أحد عن الآخر إلا بفعله وأخلاقه الكريمة، ولكن البشر هم من يفعلون ذلك، وللأسف باسم الله . فأنا أحبك يا ربي من كل كياني وقلبي، حب مطلق بلا حدود، ولهذا فأنا أحب كل ما صنعته يدك، فأنا لا أرى في خلقك أي نواقص أو اختلافات، أنا لا أرى إلا أنهم من صنع يدك فقط وهذا يكفي.