سواء كان الموقع تويتر (twitter)، أو فيس بوك (face book)، فكلاهما يقع ضمن شبكات التواصل الاجتماعى الذى دعانا الله إليه بشكل أو بآخر حين قال عزّ وجلّ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، ووضع الإسلام أسس التعاون بين الناس وبعضهم بعضاً حين قال الله فى محكم التنزيل «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ»، وهكذا يا عزيزى تعرف أن هناك أهدافاً من هذا التواصل مثل التعارُف والتعاون على البر والتقوى. ويضاف إلى ذلك الدعوة إلى الله بالأسلوب الأمثل الذى وضعه الله عزّ وجلّ فى كتالوج الإنسان المسلم الذى نعرفه بالقرآن الكريم.. يقول سبحانه وتعالى: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ». وسعادتك قد تفهمنى أكثر فى موضوع التواصل الاجتماعى إذا حدثتك عن النبى عليه الصلاة والسلام، وهو من أحرص الناس على هذا التواصل، سواء لصفاته وأسلوب حياته كبشر محبوب ممن حوله قبل أن يُبعث نبياً رسولاً (الصادق الأمين من قبل البعثة، والرجل الذى نزع فتيل أزمة الحجر الأسود حين وضعه على ردائه وجعل ممثلاً لكل قبيلة تمسك طرفاً، لكى لا تحدث معركة)، أو بتكليف من الله عزّ وجلّ حين قال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، وقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا»، وقال أيضاً: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا». وكان النبى، صلى الله عليه وسلم، «ما لقى أحداً إلا وبدأه السلام»، كما كان «خلقه القرآن»، ويقول أحد الصحابة: «ما رأيت أحداً أكثر تبسُّماً من رسول الله»، فحتى البسمة وسيلة للتواصل الاجتماعى أثاب الله عليها المسلم: «تبسُّمك فى وجه أخيك صدقة»، وفى هذا الحديث تحديداً شبكة من التواصل الاجتماعى يحدّدها النبى، عليه الصلاة والسلام، ولنقرأ الحديث كاملاً: «تَبَسُّمُكَ فِى وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِى أرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِىءِ الْبَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالْعَظْمَ عَنْ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِى دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ». نحن إذن أمام رجل يحرص على التواصل الاجتماعى. يمزح ولكنه لا يقول إلا حقاً، كما قال فى الحديث، يخاطب الناس بأحب ألقابهم إليهم، ولو كانوا كفاراً (جاءه عتبة بن ربيعة ليغريه بترك دين الله فرد عليه: أفرغت يا أبا الوليد؟)، وكان صلى الله عليه وسلم يستفيد من التواصل مع صحابته، ويؤكد ذلك، فقد نزل على نصيحة سلمان الفارسى بحفر خندق، ووضع صلى الله عليه وسلم قاعدة مهمة فى التواصل بين نبى وأمته حين أكد: «أنتم أدرى بشئون دنياكم»، فمن الوارد أن يخطئ عليه الصلاة والسلام فى أمر دنيوى، وهو ما يؤكد أنه (بشر)، لكنه يؤكد فى الوقت ذاته «إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به فإنى لن أكذب على الله عزّ وجلّ». وهنا أذهب بك على الهواء مباشرة فى التو واللحظة إلى موقع «تويتر» الذى هو أحد أهم وأشهر مواقع التواصل الاجتماعى الذى تكتب عليه ما تريد فى أقل من 140 حرفاً، لكى يعرف الناس كيف تفكر، بمنتهى الإيجاز والتكثيف، وبعبارات سهلة سلسة، وهو ما فعله محمد بن عبدالله حين غرّد قبل أكثر من 1400 عام بأحاديث موجزة مختصرة تنصح وتهدى وتعلّم وتدعو إلى الله وتهديك أسلوب حياة «life style» يمكن أن تعيش عليه مستريحاً، وقد حرص النبى فى لغته على السهولة، والإيجاز والتكثيف، وفى نفس الوقت العمق والبلاغة ليتواصل مع المسلمين فيعلمهم أمور دينهم، ويتواصل مع غير المسلمين فيعرفون الإسلام مما يقول. عزيزى القارئ، دعنى أقولها لك بمنتهى الثقة والفخر: لو كان بيننا محمد صلى الله عليه وسلم، لاستخدم «تويتر»، وكتب عليه أحاديثه النبوية الشريفة، أو مؤكداً لآيات من الله عزّ وجلّ، وهذا تصورى لتغريدات يمكن أن يكتبها النبى، وكلها من أحاديثه الصحيحة التى لم تزد على 140 حرفاً، وكانت «تويتر».. قبل أن يوجد «التويتر». * إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت. * آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان. * أبغض الرجال إلى الله: الألد الخصم (المبالغ فى الخصومة). * ابغونى الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم. * اتقِ الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. * اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. * اتقوا الله واعدلوا فى أولادكم. * اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة. * اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً فإنه ليس دونها حجاب. * أثقل شىء فى ميزان المؤمن خُلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذىء. * اثنتان تدخلان الجنة: من حفظ ما بين لحييه ورجليه دخل الجنة. * اجعلوا من صلاتكم فى بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً. * أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد فى سبيل الله. * أحب الحديث إلىَّ أصدقه. * أحب للناس ما تحب لنفسك. * احفظ لسانك ثكلتك أمك يا معاذ.. وهل يُكب الناس على وجوههم إلا ألسنتهم. * أخوف ما أخاف على أمتى كل منافق عليم اللسان. * أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك. * أدخل الله الجنة رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً وقاضياً ومقتضى. * ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ. * ادعوا الناس وبشّروا ولا تنفّروا ويسّروا ولا تعسّروا. * يا بنى سم الله وكُل بيمينك وكل مما يليك. * إماطة الأذى عن الطريق صدقة. * تبسُّمك فى وجه أخيك صدقة. * الحياء شطر الإيمان. * إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. * من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين. * إذا أحب أحدكم أخاه فى الله فليعلمه، فإنه أبقى فى الألفة وأثبت فى المودة. * إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق. * إذا أعطيت شيئاً من غير أن تسأل فكل وتصدق. * إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولون. * إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة. * إذا دخل شهر رمضان فُتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين. * إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظُّلة، فإذا أقلع رجع إليه. * إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر. * إذا سمعت الرجل يقول: هلك الناس، فهو أهلكهم. * إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً. * إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما. * إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور. * إذا كانت الفتنة بين المسلمين فاتخذ سيفاً من خشب. * إذا كان لأحدكم خادم قد كفاه المشقة فليُطعمه فإن لم يفعل فليناوله اللقمة. * إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه. * إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجَ رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، فإن ذلك يحزنه. * إذا نسى أحدكم اسم الله على طعامه، فليقل إذا ذكر: باسم الله أوله وآخره. * إذا وُسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة. * إذا وُضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء ولا يعجل حتى يفرغ منه. * أربع أفضل الكلام لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. * أربعة يبغضهم الله تعالى: البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزانى والإمام الجائر. * ارحم من فى الأرض يرحمك من فى السماء. * استعيذوا بالله من الفقر والعيلة، ومن أن تظلموا أو تظلموا. * استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذى نعمة محسود. * إن من أحبكم إلىّ وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً. * خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى. * من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرّم عليه الجنة. * دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه. * إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فُحشه. * من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. * ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعل إذا خلوت. * إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق. * أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. * إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له. * إن ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً، فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. * تهادوا تحابوا. * تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم؛ فإن صلة الرحم محبة فى الأهل مثراة فى المال منسأة فى الأثر.