قال المحلل السياسي الجزائري، محفوظ شخمان، إن الحراك المنظم في خضم الأحداث المتسارعة، أبرَزَ أهمية المظاهرات الشعبية السلمية التي شهدتها المدن والجامعات والمحاكم في بلدي، ونجحت في تحريك المشهد السياسي والإعلامي، وخلق ديناميكية في الجمود القائم الذي عجزت عنه النخبة والأحزاب السياسية، وحتى وسائل الإعلام. وأضاف "شخمان" ل"الوطن": "تأجيل الانتخابات الرئاسية وخارطة الطريق المعلن عنها، هو قرار سياسي في الاتجاه الصحيح لتجنيب البلاد المسارات المجهولة، والحالات الصدامية، لا سيما وأن التهم التي طالت النظام السياسي في الجزائر أنه تمادى في رفضه لكل المسارات السياسية المتدرجة الرامية إلى الانتقال الديمقراطي المنظم، وبات نظاما ريعيا مغلقا بامتياز لا يعرف كيف يُنهي أزماته، ولا كيف يضع حدا لإخفاقاته المتعاقبة منذ الاستقلال". واختتم حديثه ل"الوطن": "هذا الحراك استعاد إحدى أدوات التغيير السلمي، وهي المظاهرات، ما سيؤدي حتما إلى استرجاع الباقي، وفي مقدمتها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى عامل آخر مهم وهو تطور وسائل التواصل الاجتماعي، وتحكم الجيل الجديد فيها، ما ضاعف من أزمات النظام، في ظل عدم قدرة الطبقة السياسية المعارضة على بلورة خريطة طريق لفرضها على السلطة، بسبب الأبوية والزعامة، وانتهاجها النهج التكتيكي بدل الاستراتيجي".