عزيزي الرجل، اعلم أن العنوان استفزك، ومن الممكن، أن تكون مستاءً أيضًا منه، ولكن اسمحلي، ليس من الضروري أن تكون أنت الرجل الذي أتحدث عنه، قد تكون أفضل من الرجل الذي تتمناه أي أنثى في الوجود، ولكني أتحدث عن نوع معين من الرجال، فأتمنى ألا تعمم كلامي. فهناك كثير من الرجال، يعيشون في دور "سي السيد "، وإن لم يعيش الحالة كاملة بكل تفاصيلها، فإن له جزء من ملامح هذة الشخصية.. لا بأس بسيطرة الرجل الكاملة على زوجته وبيته وأبناءه، ولكن اي سيطرة هي التي أتحدث عنها؟.. سيطرة الحب والاحتواء، أن يعرف الرجل ما عليه، قبل أن يعرف ويفهم ما له.. أن يتفهم جيدًا أن دوره في السيطرة على بيته لا ينحصر في تفيذ أوامره فقط، ولكن السيطرة على بيته تتطلب أن يتغلغل في التفاصيل، كل تفصيلة في بيته، وأن يشعر بكل الجوانب ويستشعرها، ويحاول فهمها جيدًا ليقوم بحلها. فنجد أن الأب، مثلًا، يجد ابنته تفعل شيئا لا يريده هو، فيبدأ في إصدار الأوامر، دون معرفة ماهو سبب ما تقوم به ابنته، بالرغم من أنه لو تقرب منها باحتواء وتعرف على السبب الحقيقي لمشكلتها، فقد يتمكن من حلها.. هذا قد يكون غفوة من الرجل، قد يكون سهوًا منه أو انشغال في الحياة اليومية ومشاكلها.. ولكن في الفترة الماضية، تكررت كتيرًا أمامي جملة غريبة تعانى منها بعض النساء، وهي "مشكلتي مع زوجي إنه عايز يكسرني"، تعجبت كثيرًا عندما سمعت هذه العبارة، وتسألت نفسي، لماذا يريد الرجل كسر أنثاه؟. تحدثت إلى سماح، وهي أم لثلاثة أبناء، فقالت: "مع إني أقوم بكل واجبات المنزل، وأقدم له كل ما يريده، واعتني بأطفالي عناية جيدة، وأقوم بمتطلباته وأكثر، إلا أنه مازال يرى أنه ينقصني شئ، فهو "يريد أن يكسرني".. قولت لها: وما هي الكسرة من وجهة نظره؟، قالت: لا أعلم لكنه يقول دائمًا انتي تشعرين دائمًا أنك المسيرة للأمور في المنزل، ولا وجود لي، وأنا أريد أن أكسرك!!. تعجبت كثيرًا لما سمعته، وزادت دهشتي عندما علمت أنهم تزوجا عن حب، بل وتحدا أهلهما كي يكونوا بيتًا وأسرة يسودها الحب والاطمئنان والآمان، وتسألت أين السعادة؟ أين الحب؟ فلم أجد منها إجابة سوى نظرات حزينة، لجهلها سبب ما وصل إليه الحال. والأخرى، هي هدى، أم لثلاث بنات، تبلغ من العمر 30 عامًا، ومشكلة هدى، ليست المادة، ليست مشاكل وضغوط في السكن، ليست وليست.. واندهشت، أيضًا، عندما سمعت منها نفس الجملة، "مشكلة زوجي إنه عايز يكسرني"، ومش عارفه، فتعجبت لأني سمعت نفس الجملة في أقل من أسبوع، وبحثت كثيرًا عن معنى لما يريده الزوجان، ولم أجد سوى أن كل منهما يشعر بشموخ زوجته، وأنها تشعر بقيمة نفسها وأنها تقدم شيئًا جميلًا تستحق عليه الشكر، وتشعر أنها تقدم له الكثير من الواجبات، إذا لها كثير من الحقوق عليه.. أليس هذا من حقها؟. وأنت أيها الرجل، ممن تريد أن تستمد رجولتك؟ من أنثى!، ألا تعلم أن الأنثى أضعف مما تتخيل أنت؟، ألا تعلم أنها تظهر أمامك قوية جدًا، لأنها أضعف كائن في الوجود، وتخشى أن يظهر أمامك هذا الضعف فتطغى؟، ألا تعلم أنك أنت صانع مراكز القوة فيها؟ فإن كانت، تشعر الأنثى بالأمان الذي يكفيها مع الرجل، فلا تخشى أبدًا أن تظهر أمامك ضعيفة، مضطربة، خائفة، ومكسورة. تلك هي طبيعة المرأة، هي بطبعها كائن مكسور وضعيف، وظهور القوة في تصرفاتها أكبر مراكز الضعف فيها.. أنت تعلم أن المرأه كتلة عاطفة، وهي حساسة، أما أن تظهر في صورة ضعف أو قوة، فأنت الذي يحدد هذا، ولكن إن سمحت لنفسك أن تستمد رجولتك بالسيطرة عليها.. فاسمحلي أقولك إن رجولتك في خطر!!.