عمر عبد الكافى: تبخر "الرضا" وراء كثرة حالات الطلاق فى عصرنا محيط إيمان الخشاب واصل الدكتور عمر عبد الكافى خلال حلقات برنامجه "أخلاقنا فى الميزان" والذى يقدمه على قناة الرسالة الفضائية الحديث عن أخلاقيات الزوجة في الإسلام وحقوق وواجبات هذه الإنسانة التي بصلاحها يصلح المجتمع كله، وببعدها عن الطريق يفشل المجتمع كله. وطرح خلال الحلقة تفشى ظاهرة الطلاق فى مجتمعنا العربي والإسلامي والتى بدأت تظهر قائلاً: أنظر في بعض البيوت بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من الزواج يأتيني الطرفان العريس والعروسة... يعني ما أكملوا نصف عام بعد، يعني لم يساكنها تحت سقف واحد إلا منذ أربعة أشهر فقط، ماذا تريدان؟ يريدان الطلاق. الطلاق في شهور أربعة، يعني نحن ما عرف أحدنا ملكات الآخر، ما عرف أحدنا تصورات الآخر، ما عرف أحدنا ما الذي يجب عليه وما الذي يحق له. لماذا يا بنيتي؟ تقول: هو لم ينسى الشلة القديمة، يعني لم ينس حياته مع رفقائه،هو يتصور بعد زواجه أنه يريد أن يكون رجلا أمام أصدقائه، بعض من أصدقائه ممن تزوج منهم أو لم يتزوج، فإن أراد أن يترك هذه الرفقة أو هذه الشلة باكرًا مثلا بعض صلاة العشاء، أه أنت تخاف من زوجتك،،هذا الكلام الغريب والعجيب الذي يجب أن لا يقال. فعندئذ تثار فيه الرجولة الكاذبة، أو تثار عنده الكبر العربي. نقول لهذا الزوج : أنت لماذا يا فلان تتأخر خارج البيت؟ يقول: أنا لا يحكم أمري أحد، أنا مالك الأمر، أنا القيم، يقول ربنا: (الرجال قوامون على النساء) ونأخذ الآيات هكذا من سياقها ونفصلها تفصيلا على أنفسنا، الرجل قيم ولا يحفظ من الأحاديث ومن الآيات شيئًا إلا أن المرأة إذا باتت وزوجها غضبان عليها، باتت تلعنها الملائكة. وتسأل الشاب العريس وأنت يا بني لماذا أنت مشجع على الطلاق هكذا؟ يعني هي تطلب، هي بطبيعتها أنثى، والأنثى مقدمة عاطفتها على عقلها، لماذا لم يعط الله عز وجل قضية الطلاق بيد المرأة؟ لأنها إن غضبت يومًا وكثيرًا ما تغضب ربما تطلق نفسها من الرجل، وهذا طبيعي، ولكن الله أعطاها للرجل ليس لأنه عقله أزكى أو لأن عقله أكبر أو لأن عقله أرجح، لا.. لأن عقله مقدم على عاطفته بدليل بسيط جدًا، الزوجة أحيانا تأتي بالزوج من العمل بصراخ وبخطورة على الهاتف وأن الأمور قد وصلت إلى حد أن الولد في حالة خطيرة جدًا، ولد رضيع مثلا، يترك الرجل عمله ويترك مكتبه ويترك اجتماعاته ويترك مصنعه أو متجره أو عيادته أو أو إلى آخره، ويعود سريعًا فيجد أن الولد قد زادت مثلا درجة حرارته نصف درجة، تنقلب الدنيا، فهذه عاطفة، قد توظف أحيانًا في مكانها وقد توظف بعيدًا عن مكانها. هذه العاطفة المقلوبة أو العاطفة الغير منتظمة... لم يعط الله عز وجل أمر الطلاق للمرأة، لماذا؟ لأن قوامة الرجل ليست بالقوة ليست بالعضلات ليست بالتكوين الجسماني ليس بالذكورة، فعندنا رجولة وذكورة، ونحن نتكلم عن جانب الرجولة، قال ربنا: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى)(القصص: من الآية20) رجل يعني فيه من الرجولة، كمالات الرجولة، قد يكون في كثير من النساء صفات الرجولة، الشهامة، النخوة، تحمل المسئولية، الصبر، الاحتمال، تقديم الخير، فالإسلام لا يتكلم عن الذكورة والأنوثة يتكلم عن الرجولة وحقوق الرجولة، يعني فيه رجال يحبون أن يتطهروا، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، فهذه صفة الرجولة بمعناها الإسلامي العظيم الواسع. واضاف دكتور عبد الكافى: أحبتي في الله مرة أخرى ونحن نتواصل عن أخلاقيات الزوجة في الإسلام، وبعض الحديث عن حقوقها وواجباتها، السؤال الذي نطرحه كيف يزيد الرجل رصيده عند زوجته، كيف تزيد المرأة رصيدها عند زوجها؟ أولا أنت تعلم يا بني أن هذه متعلقة جدًا بأمها، وأنه ربما أمها ما أنجبت غيرها مثلا كان وسط خمسة من الذكور فهي وردة البيت الناضرة، فأنت جئت وأخذتها من هذا المجتمع، فشعر البيت هناك بالنقص، ما بالك أن تزيد أنت الرصيد وتأخذها بين الحين والحين لزيارة أمها والتودد إليها وهذه كأنها أمك، وأنت عندما تبر هذه الأم أنت عن طريق حسن التبعل أو حسن التعامل مع الزوجة يكون لك رصيد كبير عند هذه الإنسانة، حتى إن حدثت أشياء منك أو أخطاء أو سقطات تغافلت هذا أمر. الأمر الثاني إذا فرضنا جدلا أن أم هذا الزوج لأنه إحنا عندما نرفع الحواجز تنقلب الأمور رأسًا على عقب، هذه الأم ربما فضولية بعض الشيء، نحن كعرب فضوليين، مع أن الله يقول: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36) فقضية التطفل أو حب الفضول أو.... (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)(المائدة: من الآية101) أحيانًا طبيعة بعض النساء بالذات حب الفضول. فربما تسأل الأم سؤالا بريئا لا تقصد منه شيئا وتقول لزوج ابنتها مثلا أين كنتم بالأمس، فيرجع إلى البيت مزمجرًا مقطبًا جبينه يوم واثنين وثلاثة كيف لأمك أن تسألني هذا السؤال، هل تشتغل عليَّ مخابرات عامة، مالها هي ومالنا، وبهذا المنطق أنت تجرح كيان الإنسان الذي أمامك. فى الوقت الذى من السهل ان تتفهما المسألة منذ التقدم للخطبة من البداية، نحن نريد أن يكون لنا خصوصية معينة، وإذا حدث ودب بيننا خلاف نأتي لكم ككبار ونعرض عليكم مشكلتنا وتبحثون لها عن حل بهذا الود يبدأ الحوار، أما قضية أن أخذ موقف وأشن حملة شرسة على الزوجة لأن أمها سألت سؤالا ربما لا تقصده، فهذه كارثة. ويجب ان نعلم ان هناك كارثة اخرى وهى البدء بمعصية في قضية الأفراح، الأفراح المختلطة ومطرب ومطربة وطبل وزمر في البداية واختلاط وعري في البداية، يعني كل هذا يؤخذ ويوضع في ميزان سيئات العريس وميزان سيئات العروس، والناس تظن أننا نريد أن ينكد الناس بعضهم على بعض في العرس والأفراح، من الذي قال هذا؟ الإسلام دين سرور دين ابتسام سبحان الله ملة سمحاء، ما جعل عليكم في الدين من حرج، ولكن في الإطار الشرعي، ما معنى الإطار الشرعي؟ قلت لك في بداية الحلقات أنه يمكن للبيتين أن يدعو الناس إلى مكان، ولكن مكان منفصل بين الرجال والنساء، أو يوم للرجال ويوم للنساء، أو ليست هناك إمكانيات مادية يوم واحد للرجال والنساء ولكن النساء مع بعضهن البعض مع العروس والعريس مع الرجال وفي آخر المطاف العريس يأخذ عروسه إلى البيت بدون ذنوب ولا سيئات ولا فوضى ولا اختلاط ولا نظرات حرام ولا عري ولا غير ذلك. فهناك أفراح تدخلنا في أرقام خيالية. يعني ما أنزل الله بها من سلطان، وسيحاسبنا رب العباد عن أموالنا من أين اكتسبناها وفيما أنفقناها، بل على العكس أنا أعرف أُناس من أصحاب الملايين والمليارات بفضل الله عز وجل ماذا يصنعون؟ يأتون يوم تزويج ابنه أو ابنتهم ويقصر العرس على الشيء الشرعي في وليمة والمبلغ الذي كان سيتكلفه الفرح بالآلاف المؤلفة يزوج عشرين وثلاثين شاب وبنت غير قادرين على الزواج، فيدخل ليس العرس على بيته فقط وليس الفرح والسرور على ابنته فقط أو على ابنه فقط وإنما على عشرين وثلاثين أسرة. إذًا يستطيع الإنسان أن يدخل السرور على الآخرين، فيصنع رصيدًا عند الآخر، فهل يا بنتي وأنا أحدثك وأنت زوجة صالحة إن شاء الله رب العالمين. يا أخي في صناعة هذا الرصيد عند الزوج للتحبب إليه. أيضًا فيه قضية خطيرة باستمرار تمر، وتجبل المرأة بكثرة الأولاد و بواجباتهم ومذاكرتهم والاهتمام بهم وبالذات لما الأولاد يبدءون في الكبر ويكبروا ويعدوا مرحلة المراهقة ويدخلوا الجامعة وتبدأ الأم تعتز بهم وتفخر بهم وتستشعر قوة ضاربة و تستميل الأولاد إليها، فإحنا لسنا في قضية أحزاب، نحن لسنا حزب الخضر ضد الحزب الاشتراكي أو الحزب الاشتراكي ضد الحزب الرأسمالي، لا.. إحنا بيوت منتظمة منضبطة لكل واحد حقوق فلا تغفلي أيتها الزوجة الكريمة الاهتمام بالزوج مهما كثر الأولاد لأنه له حقوقًا عليك، وأنت يا بني يا أيها الزوج وأخي الكريم أنت يجب أن تراعي هذه المرأة التي من صلاة الفجر إلى بعد العشاء كالنحلة الدءوب التي لا تهدأ ولا تستريح ولا تنام. أعود إلى ما قلته في بداية الحلقة ما الذي أكثر من حالات الطلاق ولم يكثر هذا أيام آبائنا وأجدادنا الأقربين لأن مسألة الرضا يبدو قد تبخرت، هذه المشكلة الأولى، المشكلة الثانية يبدو أن بعض الأسر الزواج عندهم سهل فالطلاق أسهل. يعني الولد تخرج من الجامعة وجئنا له ببيت وفرشنا له البيت وجئنا له بأغراض ودفعنا له شبكة ودفعنا له مهر وعملنا له عرس وعملنا له فرح وهو لم يدفع ولم يتكلف جنيه واحد، اذن فالطلاق عنده سهل، فالأمر الذي يجمع الأمر كله أننا قلنا أن خط الاعتدال وخط الالتزام بالكتاب والسنة لا يتعدى الزوج على الخط ولا الزوجة على هذا الخط، وإنما يتوقف كل إنسان عند خط الاعتدال ثم يتحرك إلى مرحلة الفضل. يؤلمني كثيرًا عندما تأتي الزوجة بعد 25 سنة أو 30 سنة تقول أنا الذي بنيته، أنا التي تزوجته وكان معدمًا، فلماذا تمنين عليه؟ لماذا هذا المن؟ هل هذا يصنع رصيدًا عنده؟، وأنت يا أيها الزوج الكريم لا تقول في الجلسة أنا انتشلتها من الفقر، وانتشلتها من أب كان موظفا بسيطا ، يجب ان لا أتعدى أنا على الطرف ولا يتعدى الطرف الثاني عليَّ، أعرف الحقوق التي لي لا أخذ أكثر منها، وأعرف الواجبات التي علي يجب أن أؤديها .هنا نقول نحن قد التزمنا بخط الاعتدال الذي يجب أن تستقيم به بيوتنا، طرد الله شياطين الإنس والجن عن بيوتنا وعن بيوت المسلمين وعمرها الله بالطاعة. اللهم اجعل من زوجاتنا وذريتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا.