كنت أتمنى أن يراجع ثوار 25 يناير أخطاءهم خلال المرحلة الانتقالية التى أدت إلى وصول الإخوان للحكم، وهذه النتيجة ساهم فيها الثوار بشكل كبير مع بعض الأحزاب المدنية وكانت النتيجة النهائية خسارة مصر كلها.. فقد استخدم الإخوان «الثوار» فى ترديد «أوهام» كشف الجميع فى ثورة 30 يونيو زيفها وأنها كانت عبارة عن دعاية إخوانية حيث افتقد الكثيرون البوصلة حول أدوار الهيئات والشخصيات المختلفة، وعلى سبيل المثال: ■ تعامل البعض مع د.كمال الجنزورى أثناء رئاسته مجلس الوزراء على أنه امتداد للنظام السابق، بينما تعاملوا مع د. عصام شرف على أنه «ثورى».. وأثبتت الأيام انحياز «الجنزورى» للدولة المصرية واقتراب «شرف» من الإخوان. ■ استسلم البعض لفكرة أن المجلس العسكرى قد عقد صفقة مع الإخوان وأنه ضد الدولة المدنية، لكن الحقيقة أن هذا المجلس له أخطاء عديدة، لكنها لم تصل لحد الخيانة وأن قياداته حاولوا الدفاع عن الدولة المدنية، لكن الثوار والقوى الحزبية استخدموا من قبل الإخوان لإجهاضها بدليل أن د. يحيى الجمل، ود. على السلمى اللذين دافعا عن «مدنية الدولة» ضد الإخوان قد تم مهاجمتهما وإقالتهما بضغط إخوانى وصمت أو موازرة ثورية ومدنية. ■ كان الثوار يتعاملون مع الشيخ يوسف القرضاوى وأيضاً صفوت حجازى على أنهما من قادة الثورة، بينما يوجهون النقد والاتهامات إلى د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر ود. على جمعة، والأيام أثبتت أن القرضاوى شيخ قطر.. و«حجازى» شيخ الإخوان والإرهاب، بينما الطيب وجمعة شيخان للإسلام الوسطى والأزهر الشريف. ■ كان الثوار يدللون فهمى هويدى، وأحمد منصور وقناة الجزيرة، بينما يهاجمون أسامة هيكل أثناء توليه وزارة الإعلام والكاتب مكرم محمد أحمد والقنوات المصرية الخاصة.. والآن يعلم الجميع أن هويدى كاتب إخوانى وأن منصور كذلك وأن «الجزيرة» تهدف لإسقاط الدولة المصرية التى ظل هيكل ومكرم والقنوات الخاصة يدافعون عنها. ■ تعامل الثوار مع تيار الاستقلال فى القضاء على أنه رمز للثورة والاستقلالية، بينما هاجموا المستشار أحمد الزند وزملاءه.. ولم يكتشفوا سوى مؤخراً أن هذا التيار، معظم أعضائه أدوات للإخوان وأن الزند هو الذى دافع عن استقلال القضاء، ولولاه لتمت أخونته بالكامل. ■ لقد هاجم بعض الثوار الجيش سواء مباشرة بشعار «يسقط حكم العسكر» أو بالصمت ودافعوا عن قطر وحماس وأردوغان وأمريكا، وهاجموا السعودية والإمارات والكويت، بينما الحقيقة الساطعة التى كشفت عنها ثورة 30 يونيو أن الإخوان وقطر وحماس وأردوغان وأمريكا أداروا أكبر مؤامرة ضد الدولة المصرية، وأن الجيش هو من تصدى لهم. ■ ■ كان يجب مراجعة الأخطاء حتى لا يقع المجتمع المصرى مرة أخرى فريسة لعصابة إرهابية خائنة بأدوات ثورية ومدنية، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، والفرصة ما زالت قائمة لتصحيح «الأوهام» الإخوانية التى رددها الثوار.