لم يترك الإخوان طرفاً أو فصيلاً فى مصر إلا وطالته ضرباتهم، ومن بين هذه الأطراف التيار الصوفى الذى ينتمى إليه أعداد طائلة من المصريين، ويرى الشيخ جابر قاسم، وكيل المشيخة الصوفية بالإسكندرية، أن المشهد الحالى لا يعدو كونه مؤامرة أمريكية إخوانية على الوطن والجيش؛ بغرض تفتيت الشرق الأوسط. قال الشيخ جابر قاسم فى حواره ل«الوطن»: إن مصر لن يحكمها رؤساء متطرفون مرة أخرى، معتبراً أن الجماعة هى أم الجماعات الإرهابية والمتطرفة.. وإلى نص الحوار. ■ صف لنا كيف تقرأ المشهد على الساحة السياسية المصرية فى الوقت الحالى؟ - المشهد الحالى لا يعدو كونه مؤامرة غربية أمريكية بيد إخوانية على مصر والقوات المسلحة، لتفتيت الشرق الأوسط. ■ وما وجه التقارب بين الإخوان والأمريكان، وما هى المنافع المتبادلة بينهما؟ - زعماء البيت الأبيض بعد الحرب العالمية الثانية قالوا إنهم يعملون على السيطرة على العالم وقيادته لمدة 50 سنة، ووصلوا إلى مبتغاهم عن طريق المنظمة الصهيونية العالمية، لكنها بعد حادث تفجير برج التجارة العالمى فى عام 2001، قررت أن تكون لها ذراع أخرى تعمل بها فى الدول الإسلامية، ورأت أن الأفضل لشغل هذا الدور هو جماعة الإخوان. ■ وهل تتفق الاستراتيجية التى تتبعها أمريكا مع الإخوان مع استراتيجيتهم مع الجماعات الإسلامية المتطرفة فى أفغانستان أو باكستان، مثل تنظيم القاعدة؟ - أمريكا تسير وفق مخطط واضح ومدروس، ومن ضمنه أن يستقطب النظام الإخوانى الحاكم، قبل خلعه فى 30 يونيو، لكل المتطرفين والإرهابيين فى تلك البلدان، بحيث يسهل عليها تحقيق أكبر استفادة ممكنة من النظام الإخوانى الحاكم. ■ هل صحيح أنه كان من بين استراتيجيات الإخوان وأنصار المعزول محمد مرسى شق صف الجيش؟ - هذا هو المخطط الذى حاولوا تنفيذه بالفعل، لكن ما غاب عنهم أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليس هو من قام بإسقاط مرسى، لكن 33 مليون مصرى هم من قاموا بذلك. ■ أين التيار الصوفى من الأحداث الحالية، وما دوره المتوقع خلال الفترة المقبلة؟ - نحن تيار لا يبغى السلطة حتى وإن كان قادراً على الوصول إليها، ونحن نؤمن بأن إصلاح المجتمع يأتى من تنمية الأخلاق ونشر صحيح الدين الوسطى. ■ هل سيكون لكم دور فى دعم أو مواجهة أى مرشح رئاسى فى الفترة المقبلة، أم تعتبرون أن ذلك عمل بالسياسة؟ - مصر لن يحكمها متطرفون مرة أخرى، ونحن فى القلب من أبناء الشعب المصرى، لن نسمح بذلك وستكون لنا قوة تصويتية فى غاية القوة لمواجهة ذلك. ■ ما تقييمك للمعزول محمد مرسى من الناحية الدينية عن الفترة التى قضاها فى قصر الرئاسة؟ - مرسى قال قبل أن يصل إلى عرش مصر إنه سيضع على مكتبه آية «وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ» إلا أنه لم يعمل بها ولا بغيرها، فهو ألحق بالإسلام أبلغ الضرر. ■ برأيك ما أخطر عيوب الإخوان كجماعة، وما يشوب أعضاءها وشبابها من أخطاء؟ - هى كثيرة، لكن أخطرها على الإطلاق هو مبدأ «الجندية» الذى يُعد أحد أبرز مكونات الشخصية الإخوانية، خاصة أنهم يتدربون ويؤدون القسم والبيعة لأن يكونوا جنوداً لطاعة أوامر المرشد وليس الله عز وجل. ■ هل من فوائد عادت على المجتمع من فترة حكم الإخوان المسلمين؟ - الفائدة الوحيدة من فترة حكم المعزول محمد مرسى وجماعته لمصر، هى أن أراد الله أن يكشف غطاء التدين عنهم، ويظهرهم أمام عامة الشعب على صورتهم الحقيقية. ■ ماذا تتوقع إذا رشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى نفسه فى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة؟ - لا أريد هذا، فأنا أراه بطلاً وطنياً، لكننى مع ذلك أعتقد أنه إذا خاض غمار المنافسة سوف يكون الأقوى وسيكتسح الجميع.