سبق وكتبت فى هذا المكان مقالاً بعنوان: «ملة الذقن واحدة»، أؤكد فيه أن كل القوى والأحزاب والتيارات الإسلامية تنضح من نفس البئر الذى تنضح منه جماعة الإخوان، وها هى الأحداث تثبت ذلك، حين خرج علينا كل من حزب «مصر القوية» بزعامة «عبدالمنعم أبوالفتوح»، وحزب النور السلفى بزعامة «يونس مخيون»، وأعلنا انسحابهما من مفاوضات خارطة الطريق التى حددها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وأرجعا ذلك إلى سقوط قتلى من جماعة الإخوان فى موقعة «الحرس الجمهورى». لقد أحجم أبوالفتوح ومعه السلفيون عن المشاركة فى الموجة الثالثة من موجات ثورة يناير فى 30 يونيو، وتلكأوا وتلكعوا فى دعم مطلب القطاع الغالب من الشعب المصرى بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ورغم ذلك لم يتأخر «السيسى» عن إشراكهم، وخصوصاً حزب النور، فى العملية السياسية طبقاً لخريطة الطريق، رغم أن شباب الحزب يقفون فى ميدان «رابعة» إلى جوار الإخوان، وكان هدف «السيسى» من ذلك عدم إقصاء التيار الإسلامى عن المشهد، كل ذلك لم يعجب تلك الذقون التى ترتدى وجوهاً «عيرة» تخفى بها وجوهها الإخوانية الحقيقية، وأخذوا يعطلون مسيرة التوافق على اسم رئيس للوزراء، ولم يعجبهم طرح اسم الدكتور «محمد البرادعى»، وأخذوا يهددون بفاتورة سوف تدفعها مصر إذا تم تسميته رئيساً للوزراء!، ثم كان موقفهم الحاد والصارم بعدم المشاركة فى المفاوضات بعد موقعة «الحرس الجمهورى». يتباكى أبوالفتوح والسلفيون الآن على الدم الإخوانى المهدر، ورغم مشاركتنا لهم فى الأسف على الدم الذى أريق، فإننى لا أفهم لماذا لم يتباكوا على المسيحيين المصريين الذين سقطوا شهداء على يد المتطرفين، قبل ساعات من أحداث الحرس الجمهورى، ولم أسمع صوتاً منهم يشجب أو يدين مذبحة الشيعة المصريين فى قرية أبوالنمرس الذين ولغ السلفيون فى دمائهم، هل البكاء والنشيج يعلوان فقط إذا كان الدم المهدر دماً إخوانياً؟ لماذا لم يبكِ هؤلاء على قتلى مذبحة المنيل وغيرهم ممن راح دمه هدراً برصاص «الإخوان»، لماذا لم أسمع لسانهم يتحدث عن الأطفال الذين ألقى بهم هذا المهووس الجهادى من فوق سطح أحد المنازل بالإسكندرية. لقد شاء الله أن يسقط القناع عن تلك الوجوه الإخوانية التى تتخفى وراء أسماء أخرى!، وصدق الله العظيم إذ يقول: «ولو تواعدتم لاختلفتم فى الميعاد»، فلو كل الدنيا خططت لكشف المستور «الإخوانى» فى أمر حزبى مصر القوية والنور فى التوقيت الحالى لاستعصى عليها ذلك، ولكن الله شاء أن تتكشف كل الحقائق أمام المصريين، ويتأكد للجميع أن «أبوالفتوح» و«مخيون» يعملان كوكيلين لجماعة الإخوان، وأتصور أنهما إذا لم يراجعا مواقفهما فسوف يكون مصيرهما من مصير «مرسى» وإخوانه.. يبدو أن مآلاً واحداً سوف يجمع كل الذقون.. وكله بأمره!.