منذ الإعلان الدستوري الانقلابي قرر السيسي إنقاذالبلاد بإرادة شعبية وانتظر ساعة الحسم مرسي فشل في إبعاده عن المؤسسة العسكرية والجيش حذره من تكرار سيناريو المشير وعنان لولا تدخل الجيش في 3 يوليو لدخلت مصر إلي حرب أهلية لا تنتهي الصحافة الغربية تقول: »إنه ناصر الجديد الذي أذل أوباما« و»فيسيك« يقول إنه أعظم قائد عسكري بعد »أيزنهاور« خروج 40 مليون مصري وتفويض السيسي إعلان بتتويجه قائدًا أعلي لثورتهم كان المشهد مبهرًا، أمواج بشرية تتدفق، الوطن أصبح لوحة من أقصاه إلي أقصاه، مصر كلها في الشارع، الأعلام ترفرف، وصور الفريق أول عبدالفتاح السيسي تزين الصدور. في هذا اليوم كان التحدي الكبير، إحصائيات جوجل قالت إن العدد وصل إلي 40 مليونًا، تفوق حتي علي عدد الذين خرجوا يعلنون رفضهم لحكم الإخوان في 30 يونية، سهرت مصر حتي الصباح، وأعلنت بصوت عال أمام العالم كله، أنها فوضت القائد العام عبدالفتاح السيسي في اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بردع الإرهاب. لم يكن خروج الناس مجرد استجابة لنداء السيسي فقط، ولكنه كان أيضًا تعبيرًا عن قناعة الجماهير بالرجل قائدًا أعلي للثورة، يخوض معها معركتها منذ اليوم الأول، يدافع عن ثوابت الوطن، يتحدي حكم الإخوان وينتصر عليهم بإرادة الشعب وعزيمة الرجال. راجعوا كل تصريحات »السيسي« منذ البداية، كان ولاؤه فقط للشعب، وكان مقصده الناس، كانت كلماته تعبر عن حب عميق لهذا الوطن، وكانت رسائله تحمل معاني متعددة، لقد أدرك منذ نوفمبر الماضي تحديدًا أي بعد اصدار الإعلان الدستوري الانقلابي أن مرسي أعلن انحيازه الصريح للجماعة علي حساب الدولة، وأنه لم يعد منذ هذه اللحظة رئيسًا لكل المصريين كما كان يدعي ويزعم!! كان مرسي أيضًا يدرك، ومنذ البيان الأول الذي أطلقه القائد العام في 8 ديسمبر من العام الماضي، والذي حذر فيه من خطورة تردي الأوضاع وطالب فيه بالوصول إلي حل توافقي بين الجميع .. أدرك أن القائد العام لم يعد مستعدًا للقبول بتعليمات مكتب الإرشاد، ولذلك قرر إفساد الدعوة التي أطلقها »السيسي« للحوار، رغم أنه سبق أن حصل علي موافقة محمد مرسي عليها. تدفقت في مجري النهر مياه كثيرة، لعب الرجلان سويًا لعبة شد الحبل علي مدي أكثر من سبعة أشهر، استخدم فيها السيسي تكتيكات عديدة، لكنه كان دومًا يتحرك بدوافع وطنية وأخلاقية وبذكاء سياسي واجتماعي أبهر الجميع. كانت لحظة الانتصار مدوية، اربكت مرسي وجماعته، لم يصدقوا حتي اللحظة الأخيرة، وأظنهم لم يصدقوا وقائع ما شهدته البلاد في الثالث من يوليو حتي الآن، ليسوا هم فقط، لقد شاركهم في ذلك كثير من الداخل والخارج. أدرك المصريون بقلوبهم قبل عقولهم، أن الرجل يتحدث بلسان صدق، وأن هذا القائد الحاسم الملتزم، يحمل بين جنباته قلبًا يذوب عشقًا في الوطن وفي الإنسانية، يتحلي بنبل بلا حدود، انه يعرف الناس، ويعيش بين ظهرانيهم، يقرأ الواقع، ويتوقع حركة الأحداث، انظر إلي مفرداته عندما يتحدث عن الشعب، تأمل كيف يحترم إرادته، ويجعل منها مرجعيته، لكل ذلك امتلك القلوب والعقول، وتربع علي عرشها. يوم الجمعة الماضي، كان يوم التتويج الكبير، بإرادة شعبية، قال الناس »إن السيسي هو قائد الثورة الحقيقي، وخلفه كلنا جنود« .. إن الجماهير لا تفوض إلا من تحب، ولا تثق إلا فيمن تبدو متأكدة من صدقه وإخلاصه، والمشهد العام يقول إن السيسي أصبح رمزًا وقائدًا لمسيرة النضال علي طريق التحرير. أدرك الجميع أن مصر باتت أمام اللحظة التاريخية المهمة، كان لها أن تبحث عن طريق للخلاص، تحركت الجماهير من كل حدب وصوب، أطلق حزب »الكنبة« كل طاقاته وإبداعاته، تحركت النخبة الوطنية التي قادت الحرب السياسية والإعلامية منذ اللحظة الأولي لوصول الإخوان إلي الحكم، أطلق شباب »تمرد« الوطني حملته التي جمعت 22 مليون توقيع في أسابيع معدودة، تم تحديد الثلاثين من يونية لبدء شرارة الثورة، انتصر الجيش لشعبه في فترة زمنية لم تزد علي ثلاثة أيام، وكان النصر مبهرًا. لم يكن القائد العام طامعًا في شيء، اتخذ قرارًا تاريخيًا لا يستطيع اتخاذه إلا الرجال، تحدي جبروت الأمريكان وجماعتهم في مصر، كان يعرف منذ البداية أن القرار ليس سهلاً، وأنه يعد من أخطر القرارات في تاريخ مصر الحديث، لكنه فعلها، نسي كل شيء وفعلها، لم يتردد، ولم يتراجع. أصابنا بالذهول، رغم أن الجميع كان لديه حس وجداني بأن الإخوان سيسقطهم الشعب والجيش قبل مجيء شهر رمضان، كان الجيش في حاجة إلي سند شعبي، كان قد اتخذ قراره، لأنه أدرك أن حكم الإخوان سيقضي علي الجيش والدولة، وأن المخطط، مرتبط بخطة الشرق الأوسط الجديد، وأن الإخوان يلعبون الدور الأخطر في المنطقة، وأن أمريكا تحميهم وترعاهم وتتولي أمرهم. كان متوقعًا أن يسلم السيسي إدارة البلاد إلي رئيس المحكمة الدستورية، انها إشارة ذات معني للداخل والخارج، لم يطرح الرجل نفسه قائدًا وزعيمًا، لقد بدا كمواطن مصري بسيط، فقط قام بدوره الذي عهد به إليه شعب مصر، أعاد الفضل كله إلي الناس، مع أنه يعرف ونحن نعرف أنه لولا تدخله وحسمه للأمر لدخلت البلاد في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. استطاع السيسي أن يدير الأزمة باحتراف، لقد قال عنه »روبرت فيسك« الكاتب البريطاني الأشهر »إنه أعظم قائد عسكري بعد ايزنهاور«، وقالت عنه ال»سي.إن.إن« إنه أصبح بطلاً شعبًا بعد أن أزاح حكم الإخوان. أخيرًا وبعد عبدالناصر، جاء رجل من المؤسسة العسكرية يبهر الجماهير مجددًا، يقودها نحو التحرر من التبعية يرفع راية الكرامة الوطنية، ينحاز إلي بسطاء الناس، يدافع عن الديمقراطية ورفض الإقصاء حتي النهاية، يتبني خيارات الشعب، ويعطي إشارة البدء لوضع دستور جديد، وخارطة طريق لبناء المستقبل بإرادة شعبية حقيقية. لم تكذب »ال»وول ستريت جورنال« عندما قالت إن عبدالناصر عاد في ثوب الفريق السيسي وأذل أوباما وحرمه من أية مكاسب داخلية علي الأرض الأمريكية .. حيث إن متداولي الأسهم في البورصات العالمية أصبحوا يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضي أنه قد أصبح في مصر »ناصر« جديد، يصر علي إذلال أوباما!! كانت واشنطن تتابع مواقف »السيسي« وتحللها، وكان بيانه القوي الصادر في الثامن من ديسمبر 2012، أي في أعقاب أحداث الاتحادية يحمل اشارات محددة، ويؤكد أنه لن يسمح أبدا بسقوط الدولة وانتشار الفوضي، ويعلن انحيازه للشعب والحرص علي وحدته. منذ هذا الوقت بدأ المخطط الأمريكي الإخواني ضد القائد العام للجيش، قطعت جماعة الإخوان وبتعليمات من السفيرة الأمريكية الطريق على دعوة السيسى للحوار والتى كان مقررًا لها الثالثة من عصر الأربعاء 12 ديسمبر.. .. كانت الإهانة متعمدة، لكن القائد العام كان أكبر من كل هذه الآلاعيب، ابتلع المرارة والتزم الصمت، لكن قواعد الجيش ظلت تغلى، لأنها أدركت المعنى والهدف!! ومع تصاعد العنف وانتشار الفوضى فى البلاد، لم يكن هناك خيار أمام الجيش سوى أن يعلن أكثر من مرة أنه مع الشعب ولن يتخلى عنه، حاول استيعاب الأوضاع فى مدن القنال، وبورسعيد تحديدًا، لأنه أدرك أن هناك مخططا لإلحاق هذه المحافظات الثلاث بسيناء، أى تتراجع فيها سيطرة الدولة وتعم الفوضى، ويتم اسقاطها عمليًا تحت يد جماعات الارهاب التى كان يرعاها ويقوم على أمرها رئيس الدولة وجماعته فى هذا الوقت. .. كان مرسى غاضبًا من دور الجيش فى هذه المحافظات، وكان أكثر ما يقلقه هو التفاف الجماهير حول قادته، كان يريد المواجهة، لكن التصريح الذى أطلقه المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة العقيد أحمد على فى هذا الوقت والذى قال فيه »إن تأمين مدينة بورسعيد الباسلة عهد قطعه رجال القوات المسلحة على أنفسهم مهما كانت التضحيات« أربك حسابات مرسى وجماعته!! كان يريد توريط الجيش، لكنه فوجئ بالموقف الحاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال لقائه بهم فى 5 فبراير الماضى وهو الاجتماع الذى استمر لأكثر من ثلاث ساعات وخرج منه مرسى غاضبًا بعد أن أدرك أن الجيش قد حسم أمره، وأنه لن يواجه الجماهير ولن يلوث يده بالدماء.. تحمّل السيسى حرب الشائعات التى أطلقتها الآلة الإعلامية الإخوانية، اتهامات تطاله وأخرى تطال المؤسسة العسكرىة، أطلقوا شائعة قرب اقالته كانت بالونات اختبار، لكن الجيش قال إنه لن يسمح أبدًا بتكرار سيناريو خروج المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، وأن المساس بقادة القوات المسلحة خلال الفترة الراهنة سيكون أشبه بحالة انتحار للنظام السياسى القائم بأكمله. تصدى السيسى بكل ما يملك لمحاولات أخونة الجيش أدرك مرسى حالة الغضب التى سادت الجيش فراح يعطى اشارات تؤكد الثقة وتدحض ما تردد من أن هناك مؤامرة ضد القائد العام، وجه الشكر إلى قادة الجيش ورجال القوات المسلحة وبعث إليهم ببرقية على دورهم فى حفظ الأمن بالقمة الإسلامية بعد 15 يوما على انتهاء أعمال القمة. لم تتوقف الحرب الإخوانية ضد الفريق السيسى، ظلت الاهانات تتردد على ألسنة رموز الجماعة وقادتها بل إن بعضهم تجرأ وراح يصرح لوسائل الإعلام بالقول »إن الرئيس أدب الفريق أول السيسى خلال لقاء عقده معه فى هذا الوقت!! كان السيسى يطلب من الرئيس خلال لقاءاته المتعددة ضرورة البحث عن حل سياسى للأزمات المتفاقمة فى المجتمع لكن مرسى كان يرفض الاستجابة ويصف التظاهرات التى عمت المحافظات فى هذا الوقت بأنها مجرد أعمال »صبيانية وبلطجة« سرعان ما ستنتهى!! فى فبراير 2013، وعندما أطلق الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان تصريحه الشهير خلال زيارته لدولة الامارات عن »استعداد الجيش لتلبية مطلب الشعب والنزول إلى الشارع إذا ما احتاجه بعد ثانية واحدة« أدرك مرسى أن الجيش قرر الانحياز الكامل للشعب، وعزز من ذلك التصريحات القوىة التى أدلى بها الفريق أول السيسى خلال لقائه بطلاب الكلية الحربية فى 29 يناير 2013، لقد كان يؤكد دوما أن خيارالجيش هو مع الشعب دائما، وفى هذا اللقاء أكد أن استمرار المشهد الراهن دون معالجة تؤدى إلى عواقب وخيمة تضر بالأمن القومى. بعد تصريحات الفريق صدقى اجتمع مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، درس التصريح ، وطلب من مرسى ابعاد الفريق صدقى، حاول مرسى اقناع السيسى، لكن كلمات السيسى كانت واضحة »لن نسمح بالتدخل فى شئون المؤسسة العسكرية، ولن يتم ابعاد الفريق صدقى، لأن تصريحاته كانت باتفاق مشترك بيننا«. كانت هوة الخلاف تتعمق بين القائد العام وبين رئيس الدولة كانت الأزمة تتفاقم، الحرب تتصاعد علنا ومن خلف ستار، وكان الشارع يترقب، من سيبدأ بالضربة القاصمة. كانت الجماهير بقلوبها وعقولها مع الجيش، ترى فيه الخلاص، والملاذ الآمن، ثقتها فى النخبة تزعزعت، أدركت حقائق المخطط الإخوانى ضد الجيش وضد الدولة، وكانت رؤية المحللين الغربيين فى هذ الوقت تقول إن الجيش قد يضطر إلي التدخل حال تدهور الأوضاع الأمنية، لكن لا أحد كان يمكن أن يعرف حدود هذا التدخل وابعاده. فى هذا الوقت نشرت مجلة »فورين بوليسى« الأمريكية مقالاً قالت فيه »إذا تدخلت القوات المسلحة فإن ذلك لا يمكن اعتباره نزهة فى حديقة. وقالت صحيفة »كريستيان ساينس مونيتور« عندما يحذر الجيش المصرى من انهيار الدولة فقد حان وقت القلق. لم يستوعب محمد مرسى ولا جماعة الإخوان ما ذكره المحلل السياسى الأمريكى »ستيفن كوك« المتخصص فى دراسات الشرق الأوسط فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى فى هذا الوقت عندما قال »إن عودة الجيش المصرى إلى ثكناته لا تعنى أبدًا أنه ابتعد عن النظام السياسى، حيث إن تحذير السيسى من انهيار الدولة مثير للانتباه« وقال »إذا تطور الوضع لن يجد الجيش أمامه اختيارًا، كما أنه من المرجح أن يجد استقبالاً حارًا، والرأى العام لن يعارض فى هذه العودة«. وحتى عندما دعا د.محمد البرادعى إلى تدخل الجيش فى هذا الوقت فقد قال حرفيًا »إن الواجب الوطنى يحتم على الجيش التدخل إذا كانت مصر على شفا التراجع وأن تدخله سيكون القرار الصحيح لتحقيق الاستقرار حتى يمكن استئناف العملية السياسية. كان الجيش يمسك بكل خيوط اللعبة، كان يدرك حجم المخاطر، ويتابع المؤامرة فى سيناء بأبعادها المختلفة، لكنه رفض أية محاولة للانقلاب أو تأزيم المواقف.. لقد وصلت معلومات إلى قادة الجيش فى شهر فبراير الماضى عن وجود مؤامرة »إخوانية أمريكية لعزل القائد العام الفريق أول السيسى وعدد من القادة العسكريين وعندما أدرك الإخوان أن الجيش قد علم بتفاصيل المخطط، اجتمع مكتب الارشاد يوم السبت 6 ابريل الماضى وأصدر بيانًا هدفه ازالة مخاوف المؤسسة العسكرية حيث زعم فيه »إن ما نشرته الصحف حول وجود خطة من الإخوان بالتعاون مع الحكومة الأمريكية لإقالة الفريق أول عبدالفتاح السيسى يهدف إلى الاساءة للجماعة ومحاولة تشويه تاريخها، وأن الهدف من وراء ذلك هو تأليب مؤسسات الدولة واشعال الكراهية والعداوات والعنف والتحريض على التخريب«. وكانت قمة التحدى هى قيام مؤسسة الرئاسة بتسريب خمس عشرة صفحة من تقرير لجنة تقصى الحقائق التى شكلتها جماعة الإخوان حول وقائع قتل المتظاهرين منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى 30 يونيو 2012، إلى صحيفة »الجارديان« البريطانية وكان الهدف هو الاساءة إلى الجيش المصرى واظهاره أمام العالم بمظهر القاتل لشعبه، وهو أمر كان بمثابة »خيانة« ارتكبتها مؤسسة الرئاسة بتعليمات مباشرة من الرئيس نفسه، مما أثار غضب الجيش المصرى.. وكان اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع الرئيس بمقر وزارة الدفاع فى 11 ابريل 2013 بمثابة انذار أخير إلى رئيس الدولة، حيث جرى تحذيره من خطورة التفريط في التراب الوطنى واعلان رفض الجيش تأجير قناة السويس والتحذير من خطورة دفع البلاد إلى حرب أهلية وضرورة التوقف فورًا عن حملة اهانة الجيش والسعى للانتقام من قيادته. وهكذا ظل الصراع يتصاعد بين الجانبين، ومع تأزم الأوضاع، حاول الفريق أول السيسى أن يجد حلاً، لكنه فشل، بسبب تعنت الرئيس المعزول ومكتب الارشاد، ولذلك لم يكن أمام السيسى من خيار سوى الاستجابة للإرادة الشعبية. انطلقت الحملات التى شنتها الجماعة وحلفاؤها، اتهامات وأكاذيب، محاولات لاثارة الفتنة، تحويل الصراع السياسى إلى صراع دينى، مئات الملايين تنفق، الآلة الإعلامية المشبوهة تطلق شائعاتها المزيفة، محاولات حثيثة لدفع البلاد إلى حرب أهلية، وجر الجيش إلى الصدام، لكن حكمة القيادة فوتت الفرصة، ودعت الشعب إلى التدخل ومنح القائد العام تفويضا شعبيا لمواجهة الارهاب. زحفت الجماهير من كل حدب وصوب، خرجت كما لم تخرج من قبل، وقالت للسيسى »نفوضك« ونطلب منك مواجهة حلف الشر والإرهاب ونحن معك ومن خلفك.. أول أمس اجتمع مجلس الدفاع الوطنى، اتخذ قرارات صارمة لا عودة إلى الوراء، وليس مسموحا بالارهاب والفوضى، يجب فض الاعتصامات والتجمعات الارهابية فورًا وبالقانون، لابد من مواجهة الأمر فى سيناء بكل شجاعة وحسم، البلاد يجب أن تعود إلى الهدوء والاستقرار سريعًا، والجهات المعنية مفوضة باتخاذ كافة الاجراءات القانونية فى ذلك.. الساعات القادمة ستكون حاسمة، مصر أمام مرحلة تحول كبير، لا تفريط فى المكاسب، ولا تراجع عن الثوابت، القطار بدأ رحلته ولن يتوقف إلا فى محطته الأخيرة، مصر عادت إلينا وحتما ستهزم كل الأشرار والمتآمرين. وفى كل هذه المشاهد التى عاشتها مصر طيلة الفترة الماضية ولا تزال تعيش تداعياتها، يبرز اسم الفريق أول عبدالفتاح السيسى وتتصاعد أسهمه قائدًا وطنيا شجاعًا، سجل اسمه بحروف من نور فى صفحات التاريخ، بعث الأمل فى النفوس، وعاد يلملم الشتات وينهى الانقسام وينقذ مصر من خطر الانهيار.. إنه مواطن بسيط، وقائد فذ، ومقاتل جسور، لكنه يعرف معني الوطن، ويدرك أن التضحية بالروح فى سبيله هى فرض عين على كل مصرى ومصرية، قارئ للتاريخ، مثقف، واع بمخاطر اللحظة، يضع مصلحة الوطن أولاً لا يهتز، لا يخاف، لا يتراجع، لكنه عندما يتحدث تبدو كلماته الهادئة كالنسيم العليل الذى يسرى مخترقا القلوب والعقول، لقد توج بطلاً، وقائدا سنمضى خلفه ونحن على ثقة من أنه سيمضى بنا حتما إلى بر الأمان، ليعيد بناء مصر ويبعث نهضتها من جديد.