«الفوز بأصوات الأغلبية» عهدٌ كثيراً ما قطعته الفصائل السياسية على نفسها، باعتبار أنها تعى بشكل قاطع اتجاهات الرأى العام فى الوقت الحالى والمقبل، رغم غموض المشهد السياسى.. قالها منذ أيام الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، والقيادى بجبهة الإنقاذ، مؤكداً أن «الجبهة» ستحصل على غالبية الأصوات فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذا تمت عملية الانتخابات بنزاهة وشفافية، وسبق أن كررها كثيرا حزب الحرية والعدالة، آخرها ما أكده الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس الحزب، بقوله: «ننتظر انتخابات مجلس النواب قريبا، والحرية والعدالة سيحصد الأغلبية فيها»، وذلك فى مؤتمر تنظيمى حاشد فى المنيا. محسن راضى، القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين، يرى أنه من حق كل فصيل سياسى أن يقرأ طبيعة الشارع الذى يتعامل معه، وفى النهاية لصندوق الانتخابات الحكم. لكنه فى نفس الوقت يتعجب من اتجاه المعارضة لرفع شعارات كثيرة، ويكون مصيرها الفشل فى النهاية، مرجعاً ذلك إلى أن سلوكها لا يستجيب إليه الشارع، فالتصريحات ليست كلاما أو آمالا، بل لا بد أن تكون واقعا ملموسا، وهذا ما تفقده المعاضة. الحديث عن فوز حزب الحرية والعدالة بأصوات الأغلبية، فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، فى رأى راضى، لا يرجع إلى تزوير الانتخابات، كما تروج المعارضة، إنما لأن تصريحاتها طبيعية وواقعية، بدليل أن الحزب راهن على أصوات الشعب فى استفتاء الدستور، وانتخابات مجلسى الشعب والشورى، وتحقق ذلك. لم يتعجب الدكتور نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، من موقف الجماعة الواثق فى حصد غالبية الأصوات، بقدر تعجبه من ثقة المعارضة، حيث إن ثقة الإخوان له ما يبرره فى رأيه، باعتبار أن الانتخابات سيتم تزويرها لا محالة، لكن ثقة المعارضة هى الأمر الغريب، وللأسف سيخيب أملها. «فى ظل دستور باطل، ومجلس شورى غير شرعى وحكومة غير محايدة، وقانون انتخاب مفصل على مقاس الإخوان، هل نتوقع بعد كل هذا انتخابات نزيهة؟» قالها «زكى»، مؤكداً أنه لا يرى أى ضمانة لنزاهة الانتخابات، وأن الحُجّة التى دائما ما تسوقها الجماعة نكاية فى المعارضة، بأن «النخبة بعيدة عن الشارع»، العكس هو الصحيح فيها، فالشارع سبق النخبة بكثير فى رفض الإخوان، بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، وربما تكون المعارضة أحنّ على الإخوان من الشارع نفسه.