هل يخوض شباب ثورة 25 يناير انتخابات مجلس النواب القادمة؟ حول هذا السؤال انقسم شباب الثورة فالبعض يري ان يشارك حتي لا ينفرد فصيل واحد بحكم مصر ويقبض علي السلطتين التنفيذية والتشريعة متمثلة في مجلس النواب القادم.. كما ان المشاركة في الانتخابات سوف تفرز قيادات سياسة جديدة وتزيل كيانات قائمة وتغير الخريطة السياسية لمصر مستقبلا..وعلي الجانب الآخر يري بعض شباب الثورة ان المقاطعة هي أسهل لأن ما تقدمه حكومة د. هشام قنديل من ضمانات لنزاهة الانتخابات لا تكفي بل ويدعو المواطنين لمقاطعة الانتخابات. تستضيف »أخبار اليوم« هذا الاسبوع كلا من د. مصطفي النجار عضو مجلس الشعب السابق و»المستقل« والذي يؤيد خوض الانتخابات وهشام رزق أمين الشباب بحزب الكرامة وعضو جبهة الإنقاذ والذي يتمسك بالمقاطعة. د. مصطفي النجار النائب السابق أشارك في الانتخابات امتثالاً لأبناء دائرتي فشلنا في اقناع جبهة الإنقاذ بالعدول عن المقاطعة لا نستطيع تدبير مليون جنيه أو حتي 50 ألفا! هل قررت خوض الانتخابات القادمة أم لا؟ أنا أفكر في المشاركة مبدئياً ولكنني قررت أولاً أن ألجأ إلي دائرتي الانتخابية وقمت بإعداد استبيان وبشكل علمي لكي أعتمد علي قياس اتجاهات أبناء دائرتي الانتخابية، والذين منحوني أصواتهم في الانتخابات السابقة وأصبح لهم حق عندي وعليّ واجب تجاههم وكانت النتيجة أن أبناء دائرتي يريدون أن أخوض الانتخابات وبنسبة 07٪ ولهذا سوف أنفذ ما رآه أبناء دائرتي. وما أسباب اعتراض البعض علي المشاركة في الانتخابات بدائرتك؟ تركزت اعتراضاتهم علي الخوف من التزوير إلي جانب ان معظمهم اصابة احباط شديد بسبب الأحداث الأخيرة وحالة الانقسام التي شملت كل الاتجاهات. خطوة مهمة وما رأيك مبدئياً في مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة؟ لا أري وجهاً لمقاطعة انتخابات مجلس النواب القادمة، فهي أول انتخابات بعد اختيار رئيس دولة من خلال صندوق الانتخابات وبعد الثورة التي سالت خلالها دماء الشباب وهي خطوة لاستكمال المؤسسات التشريعية وربما نختلف مع النظام السياسي أو مع قانون الانتخابات ولكننا لابد أن نشارك في الانتخابات القادمة لإيجاد معارضة داخل مجلس النواب القادم. وما رأيك في مقاطعة جبهة الانقاذ للانتخابات القادمة؟ أنا حضرت الاجتماع الأخير لجبهة الانقاذ ومعي مجموعة من نواب مجلس الشعب السابقين ومنهم باسل عادل وباسم كامل وطلبنا من قادة جبهة الانقاذ إرجاء قرارهم بمقاطعة الانتخابات لمزيد من المناقشة ولمحاولة ايجاد حلول أفضل ولكنهم صمموا علي المقاطعة ولم يستجب أحد منهم لرأي الشباب بل لم يستمعوا لوجهة نظرهم، ووجدت أن رأيهم يصب في قالب واحد هو أن الانتخابات عملية عبثية وأن عناد النظام لم يترك أي فرصة للمشاركة السياسية ويرون أن المقاطعة هي الحل وأنها أفضل كثيراً من المشاركة في انتخابات مجلس النواب القادمة، واعترف ان شباب الثورة فشلوا في اقناع قادة جبهة الانقاذ في المشاركة في الانتخابات كحل ايجابي وأن نبعد عن السلبية المتمثلة في المقاطعة.. وأنا أري أن المشاركة في الانتخابات أفضل ولأسباب عديدة منها ألا أترك الحكم لفصيل واحد ينفرد به ويقصي جميع الاتجاهات الأخري، وفي نفس الوقت أري أن المقاطعة ليست ضمن سيناريو متكامل فهي تمثل.. قفزة في الفراغ. سلبية المقاطعة هل هناك من يساند دعوتك للمشاركة في الانتخابات؟ أنا اتخذت موقفي ولا أعرف أين أضع قدمي؟، والحالة في الشارع الآن صعبة حيث تري النسبة الكبيرة من المواطنين أن المقاطعة عملاً سلبياً وأنها سوف تزيد من سيطرة الاخوان المسلمين علي مفاصل الدولة ولهذا لجأت لدائرتي الانتخابية قبل أن أقرر خوض الانتخابات القادمة. كنت نائباً في البرلمان الماضي علي المقاعد الفردية فهل سوف تخوض المعركة القادمة أيضاً بعيداً عن القوائم؟ أنا حالياً مستقل وتركت الحزبية لأنني غير راض عن العمل السياسي وأري الساحة السياسية الآن غير مهيأة للعمل الجماعي ولهذا قررت العمل مستقلاً بشكل مؤقت.. وخضت الانتخابات السابقة علي المقعد الفردي عن دائرة مدينة نصر والقاهرة الجديدة. وهل يختلف موقفك الآن عن الانتخابات السابقة؟ نعم، الانتخابات القادمة تختلف تماماً عن السابقة فأنا كنت معروف إعلامياً ومن مول حملتي الانتخابية هم الناخبون أنفسهم.. وكنت وكيلاً مؤسساً لحزب العدل في ذلك الوقت أما الانتخابات القادمة فهي مشكلة كبيرة أمام الشباب. ولماذا لا تخوضون انتخابات مجلس النواب القادمة بقائمة تضم شباب الثورة؟ كان هناك تفكير في عمل قائمة علي مستوي الجمهورية تضم شباب الثورة بكل دائرة، ولكننا لم نستطع بسبب التمويل، فالشباب ليس لديهم ما يمول حملات انتخابية فنحن مازلنا في بداية حياتنا فمن أين لنا توفير مليون جنيه أو حتي 50 ألف جنيه؟ ولهذا فأنا أدعو المواطنين لدعم حملاتنا الانتخابية والمساهمة في التمويل لمرشحي المقاعد الفردية لأن القوائم يصعب تمويلها تماماً. ألم تفكرون في التحالف مع الأحزاب الأخري انتخابياً؟ لن نتحالف مع أي جهة أو حزب، وأري أن المعارضة لديها فرصة كبيرة سواء كأحزاب أو مستقلين لأن الاخوان المسلمين في حالة ضعف شديد بسبب تحملهم لأخطاء وجودهم بالسلطة، وهم الآن المسئولون عن كل السلبيات التي يراها الناس وسوف تؤثر عليهم كثيراً لأن لديهم سوء إدارة سياسية كما أن مشروع النهضة الذي تحدثوا عنه أصبح بلا مضمون.. ولو خاضت المعارضة الانتخابات بإسلوب قوي سوف تتراجع نسبة تمثيل حزب الحرية والعدالة بالانتخابات القادمة.. ولدينا الآن مؤشرات قوية منها انتخابات اتحادات الطلاب بالجامعات وما أعلن منها حتي الآن مزعج جداً للإخوان المسلمين وأيضاً تراجعت نسبتهم في نتائج بعض النقابات المهنية. فرصة هائلة للمعارضة إذن كيف تري خريطة الانتخابات القادمة؟ الناخبون يبحثون وبشكل عام عن بديل للإخوان المسلمين، وإذا لم تخض القوي المدنية الانتخابات بقوة سوف تضيع علي نفسها فرصة تاريخية لتقليم أظافر جماعة الاخوان المسلمين أمام صناديق الانتخابات. وهل هناك أحزاب قادرة علي المنافسة؟ نعم، فالاتجاه السلفي بأحزابه يتقدمون الآن علي الساحة وأيضاً حزب مصر القوية وحزب النور وتحالف حزب الوسط مع حزب الحضارة لديهم فرص كبيرة إلي جانب المحسوبية علي النظام السابق سواء بالقوائم أو المقاعد الفردية لمستقلين وبصفة خاصة بالمحافظات كل هؤلاء لديهم فرص كبيرة في الفوز بمقاعد بالبرلمان القادم. وهل تلتزم جبهة الانقاذ بالمقاطعة حتي النهاية أم سوف تغير رأيها؟ أتوقع أن يتقدم عدد ليس بالقليل كمستقلين من أعضاء جبهة الانقاذ بالمحافظات ومن الكبار والشباب. وأين حزب الوفد علي الخريطة الانتخابية؟ حزب الوفد كان رقم »3« داخل البرلمان الماضي وأمامه حتي الآن فرصة كبيرة لحصد مقاعد أكثر حصل عليها، ولكن لو استمر مقاطعاً سوف يفقد كثيراً من رصيده التاريخي لدي الشعب وأتمني أن يعيد حساباته بشكل عام وبسرعة. هل تتوقع أن يترك حزب الحرية والعدالة دوائر لرموز المعارضة؟ لا أعتقد ذلك، فالإخوان المسلمين في وضع ضعف انتخابي ولن يتركوا دائرة واحدة وسوف يخسرون كثيراً بمدن القناة والمدن الحضرية وعواصم المحافظات فوضعهم صعب للغاية في هذه الانتخابات. وكيف تضمن نزاهة الانتخابات؟ وهل توافق جبهة الانقاذ في شكوكها تجاه الانتخابات القادمة؟ الإدارة الانتخابية من قبل المرشحين هي المسئولة عن نزاهة الانتخابات ويستحيل معها التزوير الآن لكل مرشح مندوبون ووكلاء في اللجان وفي الفرز الذي يجري علي مرأي ومسمع من الجمهور، ونزاهة الانتخابات تضمنها نسبة المشاركة في التصويت وإدارة المرشح للعملية الانتخابية وهنا يصبح التزوير صعباً للغاية من حيث المبدأ إلي جانب ضمانات قوية تتمثل في الاشراف القضائي الكامل علي الانتخابات. إذن لماذا تشكك جبهة الانقاذ في نزاهة الانتخابات؟ هم يتحدثون عن التزوير بشكل مطلق والفرق بيني وبينهم أنني أري عملية التغيير تأتي بالتراكم أنا أشارك وأكسب مساحة وتزداد حتي أستطيع التغيير عبر صناديق الانتخابات، أما هم فيراهنون علي الخيار الثوري وتقديري أن اللحظة الثورية في تراجع الآن. ماذا تقول للناخب المصري؟ أقول له دافع عن مستقبلك ومستقبل أبنائك بالذهاب لصناديق الانتخابات وتابعه طوال العملية الانتخابية من أجل انقاذ وطنك، ولو تمت الانتخابات بنزاهة سوف تفرز برلماناً متوازناً يغير المشهد السياسي في مصر وتظهر قوي سياسية جديدة ومعارضة مختلفة وتتلاشي بعض الرموز السياسية وأيضاً بعض الكيانات سوف تفقد تأثيرها وتصبح خارج العملية السياسية ودائرة التأثير. هشام رزق عضو جبهة الإنقاذ المقاطعة هل الحل القضاء المصري انتصر لنا الباحثون عن السلطة منذ 08 عاما.. لن يترگوها هل مازلتم مصممين علي مقاطعة الانتخابات القادمة؟ نعم، حتي الآن نحن كحزب الكرامة وأحد أعضاء جبهة الإنقاذ نري ان المقاطعة هي الحل، وإذا تغيرت الأمور ربما نعيد النظر في قرارنا، ونحن الآن نثبت أن القضاء المصري انتصر لنا، وسوف نعقد اجتماعا نناقش فيه ما رأته المحكمة. هل تفكر في خوض الانتخابات مستقلا؟ لا.. أنا رشحت نفسي في الانتخابات الماضية كمستقل وحصلت علي 52 ألف صوت بدائرة الحسينية شرقية ولكن هذه المرة سوف ألتزم بقرار جبهة الإنقاذ. أتمسك بقرار الجبهة وهل سوف نتمسك برأي الجبهة في حالة قناعتك بجدوي المشاركة لا المقاطعة؟ نعم، سوف تتمسك بقرار الجبهة وأنا لست موافقا علي آراء د. مصطفي النجار لأننا نواجه سلطة متوحشة انفردت بالتشريع وتمسك بكل السلطات وأسأل د. مصطفي النجار هل تأمن الاخوان المسلمين في إجراء انتخابات بلا تزوير؟ انهم يبحثون عن السلطة منذ 08 سنة ووصلت لهم بالفعل وسوف يعملون المستحيل للحفاظ عليها. وإذا أقر د. النجار بأن التزوير مسئولية المرشح والناخب فما رأيك؟ أنا اختلف مع د. النجار لأن التزوير يشمل البيانات نفسها كإضافة 9 ملايين صوت ولا ننسي ما أعلن رسميا من أن ماكينة لطباعة الرقم القومي قد تمت سرقتها أثناء ثورة يناير وأخشي أن تستخدم في الانتخابات لطبع أرقام قومية لجلب أصوات غير حقيقية علي سبيل المثال.. كما ان اتساع الدوائر الانتخابية لا تمنح فرصا متكافئة للمرشحين فدائرتي الانتخابية تضم 052 لجنة ومسموح لي بتوكيل عام ومندوب بكل لجنة ربما لا يحضر لأن أقصي عدد لمندوبي المرشحين هو 7 فقط.. إذن للتزوير أشكال وألوان كثيرة. وما رأيك ان المقاطعة سوف تمنح حزب الحرية والعدالة فرصة الانفراد بالسلطة؟ طالما ان الظروف الحالية لم تتغير فالمقاطعة أفضل كثيرا من دخول معركة بلا قواعد سليمة. وما رأيك ان شباب الثورة داخل جبهة الإنقاذ يرون المشاركة لا المقاطعة؟ الشباب هم العمود الفقري للمعارضة داخل جبهة الإنقاذ والناس تؤيد قرار الجبهة في المقاطعة وزاد تأييد الشارع لجبهة الإنقاذ بعد حكم تأجيل الانتخابات.. وغير صحيح ان جبهة الإنقاذ يحكمها الكبار. كيف تري خريطة الانتخابات القادمة؟ لو تمت الضمانات التي نطالب بها سوف تحصد جبهة الإنقاذ والتي سوف تخوض الانتخابات بقوائم وبدون كوتة لأي حزب علي 06٪ إلي 07٪ وسوف يحصد الاخوان المسلمين علي 02٪ فقط من أصوات الناخبين وباقي الأحزاب كالسلفيين والوسط علي 01٪ من أصوات الناخبين. مكون أساسي كيف تري حزب الوفد حاليا؟ حزب الوفد مكون أساسي داخل جبهة الإنقاذ ونعتز بموقفه الوطني في مقاطعة الانتخابات وسوف تلتزم كل الأحزاب والمستقلين داخل الجبهة بقراراتها وتخوض الانتخابات بشعارات واحدة وقوائم يحدد مرشحيها قوة المرشح وفرص نجاحه دون تقسيم من أي نوع. ومن سوف يمول المرشحين؟ أعضاء جبهة الإنقاذ سوف يساهمون كل طبقا لقدرته المالية. سبق وتحالف حزب الوفد في الانتخابات الماضية وتحالف حزب الكرامة مع الاخوان المسلمين وخاض في النهاية الوفد الانتخابات منفردا فما رأيك؟ لن نتحالف مع الاخوان المسلمين ونحن الآن أحزاب مدنية وأعتقد ان الوفد سوف يستمر في جبهة الإنقاذ حتي النهاية والسياسة ليس لها ثوابت وإنما تتغير قراراتها طبقا للمعطيات المتاحة. هل تتوقع أن يتخلي حزب الحرية والعدالة عن بعض الدوائر لمرشحي المعارضة؟ لا.. هذا حزب وكيان متوحش لا يري غير نفسه ولن يتخلي عن دائرة واحدة لغير مرشحيه. البعض يري انكم خائفون من الانتخابات وأنكم بلا قواعدة شعبية ما رأيك؟ لا.. قواعدنا في الشارع والمحافظات قوية جدا وترفض سياسات الاخوان المسلمين ولن تجري معهم شائعات مثل أننا سوف نرشح قيادات النظام السابق بل لدينا مرشحونا وجماهيرنا والشارع الآن منقسم تماما ما بين تيار مدني وتيار الإسلام السياسي والأمر واضح أمام الناخبين. ماذا تقول للناخب المصري؟ أقول له لو لم تتغير الظروف السياسية ولم نحصل علي ضمانات قوية لنزاهة الانتخابات فعليك ألا تذهب لصناديق الانتخابات إذا تمسكنا كجهة إنقاذ بمقاطعة الانتخابات.. وأن لدينا البدائل في صورة مشروعات اقتصادية وسياسية واجتماعية.