أشرف طارق دياب سليم، 27 سنة، أحد المتهمين الذين صدر حكم ببراءتهم فى قضية مذبحة استاد بورسعيد، يروى فى حوار ل«الوطن» تفاصيل سنة كاملة قضاها خلف القضبان، يقتله الشعور بالضياع وأنه لن يخرج مرة أخرى، وربما حكم عليه بالإعدام. ■ ما الاتهامات التى وجهت إليك؟ - النيابة وجهت لى 8 تهم هى السرقة بالإكراه، والقتل، والشروع فى القتل. ■ ما قصة القبض عليك؟ - كنت جالساً على أحد المقاهى أنتظر صديقاً لى قبل المباراة بساعات، وعندما جاء لى قال لى أنا معى تذكرة دخول لحضور المباراة وعرض علىّ شراءها، وبالفعل اشتريتها، ودخلت الاستاد، وخرجت بعد أن رأيت الأحداث تتصاعد، ووجدت اثنين من جمهور الأهلى يبكيان، وسألتهما عن سبب بكائهما فقالا لى «إحنا خايفين نتقتل من البورسعيدية» فقلت لهما أنا بورسعيدى، ولا نؤذى أحداً، وأنتما فى حمايتى وقمت بتوصيلهما حتى موقف السيارات، وتعرفت عليهما، وعرفت أنهما شقيقان واسمهما كريم ومحمد، وتبادلنا أرقام التليفونات، وانتظرت حتى ركبا واتصلت بهما عقب وصولها لأطمئن عليهما، وبعد 9 أيام ركبت تاكسى أنا وأحد أصدقائى وتحدثنا عن يوم المباراة، وما حدث وعن أننى كنت فى الاستاد بعد أن اشتريت تذكرة من أحد أصدقائى بالصدفة، ومشاهد مقتل شباب الألتراس، ثم نزلنا وجلسنا على إحدى الكافيتريات، وبعد 10 دقائق فوجئت بضابط شرطة من قسم المناخ وسأل عن بطاقاتنا الشخصية، وعرفت أن سائق التاكسى أبلغ عنا، واصطحبنا الضابط إلى مديرية الأمن، وهناك عرضوا علىّ صورة وسألونى هل أنت هذا؟ فقلت نعم، وكنت أقف فى الصورة بشكل طبيعى. ■ كيف كان التعامل معك داخل السجن؟ - كنت أتمنى الموت فى كل لحظة، كنا 4 فى حجرة واحدة متر فى متر، يغلق علينا الباب ولا يفتح سوى مرة واحدة فى الصباح لندخل الحمام. ■ هل عرفت ما حدث عقب إحالة أوراق عدد من المتهمين إلى المفتى؟ - سمعنا طلقات النيران، وكنا فى الدور الأول وكانت تتساقط علينا الطلقات الفارغة، وعرفت أن 2 من الشرطة قُتلا، وعرفت أن اثنين من زملائى «حسيبة وحمص» حكم عليهما بالإعدام فشعرت أن هذه هى النهاية. ■ ماذا كان شعورك عندما سمعت الحكم ببراءتك؟ - شعرت أنى ولدت من جديد، استقبلتها بالدموع، شعرت بأن عدل الله موجود. أخبار متعلقة: بورسعيد.. المدينة الغاضبة الأحداث الأخيرة تكشف: المستشفيات خارج نطاق الخدمة الحكم واحد ورد الفعل مختلف: أهالى المتهمين يروون تفاصيل «الساعات الثقيلة» والد «عطعوط»: «الداخلية» ضربت ابنى بالرصاص فى مخه و«اليهود ما بيعملوش كدا» المتهم «البرىء» فى «مجزرة بورسعيد»: مصر كلها متهمة «الوطن» ترصد: مسيرات ليلية غاضبة فى شوارع بورسعيد.. والعصيان يفرض نفسه «السلفية الجهادية»: الحكم فى المجزرة «طاغوتى مسيس»