وترتد إلى ذاكرتى حكايات ألف ليلة وليلة تحكى شهرزاد عن حلاق بغداد المزين الذى ادعى أنه بلغ من العمر عتيا فطلب من الشاب أن يوصله بضعة أمتار، فكان أن ركب فوق ظهره إلى الأبد هل يقبل المصريون الاحتلال الوطنى مرة أخرى ولكن تحت عباءة العقيدة وهو أسوأ أنواع الاحتلال، فبالبرغم من بشاعة الاستعمار فإنه يحفز روح المقاومة أما الآخر فهو يفضى إلى الموات. هل يظن الإسلام السياسى أنه استحوذ على مصر، وأن أزهار الربيع أينعت له وحده ليقطفها ولتقبع كل أطياف المجتمع فى الخريف الأبدى؟ فبعد إعلانهم أنهم لا يرغبون فى الرئاسة ثبت أن كلام الليل يمحوه النهار، ولقد شيدوا دولة داخل الدولة تحت الأرض منذ نيف وثمانين عاما دون استسلام وعندما صعدوا فوق الأرض أصابهم نهم ابتلاع كل السلطات وإذا امتطوا كرسى الحكم فلن يرحلوا أبدا، فالفاشية الدينية على يقين بأنها ظل الله فى الأرض، انظر حولك إيرانأفغانستان والسودان، هم مسلمون 7 نجوم، فهناك أزمة مواطنة ليس بينهم وبين المسيحيين فحسب ولكن بين المسلم والمسلم الآخر، وإذا تم تنصيبهم سيتحول ميدان التحرير إلى مبانٍ، منعا للتظاهرات. أقول هذا لمن يرددون أننا سنخلعهم لو لم يعجبونا وسلم لى على الميدان! وترتد إلى ذاكرتى حكايات ألف ليلة وليلة تحكى شهرزاد عن حلاق بغداد المزين الذى ادعى أنه بلغ من العمر عتيا فطلب من الشاب أن يوصله بضعة أمتار، فكان أن ركب فوق ظهره إلى الأبد مستغلا تعاطف وبراءة الفتى، أهدى هذه الحدوتة الموشاة بالحكمة لمن يؤمنون برحيل إخوان سلف فى يوم من الأيام. أما الوثيقة الهزلية «البيتى» فقد تصدقها فقط ذات الرداء الأحمر، لا ساسة ونخبة وثوار يتحدثون عن مصر أمة لا عن شئون منزلية ولكنه يحدث فى مصر بلد العجائب المولعة بتراب النعام والتوغل فى الأوهام المضللة مثل التيار الدينى الذى حصد 5 ملايين صوت والحقيقة أنهم 10 ملايين حيث تضاف أصوات د. أبوالفتوح. إن الحراك الثورى يجب تفعيله فى إطار الدولة العصرية، أما ترويج أن جمال مبارك يمكن أن يعود فهذا هو التحريض واللامعقول، فلقد استيقظت الجميلة النائمة وأيقنت أن الحرية هى جوهر الحياة الإنسانية فلا لمقاطعة الانتخابات، لأنها ستصب فى مصلحة الدولة الدينية وسيتم إحلال الربيع العربى، بالربيع الإخوانى، وسيتم إحلال استبداد باستبداد أكثر عنفا وما يحزننى الآن هو توظيف الحكم على مبارك وأعوانه لمصلحة الحملة الانتخابية لمحمد مرسى، ومن ثم تستغل الثورة التى قامت من أجل الحرية، فى وأد الحرية. يقول نجيب محفوظ: الديمقراطية هى روح الحرية.. والديمقراطية ليست شيئا نطالب به الحكومات وحدها وما لم تترسخ فى المجتمع بجميع مستوياته لا جدوى منها. ويبدو أن العديد من الثوار، النخبة والساسة يقدمون ثمار الثورة للمرة الثانية إلى الجماعة ولا يتعظون من الدرس الإيرانى، فيسمحون لهم باستغلال صدمة الحكم على الرؤوس الرقطاء للنظام السابق وأتعجب من السلوك الاندفاعى غير الناضج وهو التحول الجذرى فى المواقف والتخلى عن الدولة المدنية والارتماء فى أحضان الجماعة لأن الحكم حمل فى طياته الإحباط الجم! وخدشت حواسى كلمة نائب الحرية والعدالة فى برنامج الدكتورة هالة سرحان عندما قال للدكتور صلاح عنانى: الإخوان أسيادك!! أى استعلاء، فالمعنى الحقيقى أن الإخوان أسيادكم جميعا وهذا قبل الوصول إلى قصر الرئاسة.