تصاعدت أزمة حزب النور السلفى، التى تجددت بعد استقالة 150 من قياداته وأعضاء برلمانيين، ويسابق المستقيلون الزمن لإنشاء حزب جديد باسم «الوطن»، ويجرون مباحثات مع حزب حازم صلاح أبوإسماعيل للدخول معه فى تحالف سياسى. ويؤسس أبوإسماعيل حاليا تحالفا إسلاميا يحمل اسم التحالف الوطنى ويضم إلى جانب حزب أبوإسماعيل حزبى الفضيلة والشعب ومن المقرر الإعلان عنه بعد غد السبت. وكشفت مصادر مقربة من الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور، مساعد رئيس الجمهورية، عن لقاء جمعه هو والمستقيلين من حزب النور، بالشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، منتصف ليل أمس الأول، بمنزل أحد قيادات حزب النور المستقيلة بالمنطقة المجاورة لمقر الحزب بالمعادى، استمر حتى الثانية من صباح أمس، وناقش شكل العلاقة بين الحزب الجديد سواء بالاندماج كما حدث مع حزبى الفضيلة والشعب، أو خوض الانتخابات المقبلة فى قائمة واحدة. وقال معتز عبدالخالق، عضو مجلس الشورى، وأحد المنسحبين من النور، إن القيادات المستقيلة ستشكل حزبا مستقلا عن أبوإسماعيل يضم مؤسسى الحزب الحقيقيين، وكشف عن عزمهم إنشاء تحالف سياسى يضم حزب «حازم»، ومستقيلى النور بقيادة الدكتور عماد عبدالغفور باسم «الائتلاف الوطنى». وحسب «عبدالخالق»، فإن رئيس الحزب سيتقدم باستقالته خلال ساعات، مؤكداً أنه فى حالة استمرار «عبدالغفور» كرئيس للنور فإنهم سيتجهون لإنشاء الحزب الجديد بمعزل عنه. وقال أيمن إلياس عضو المكتب التنفيذى لحزب «أبوإسماعيل»، إنهم التقوا بالقيادات المستقيلة من «النور»، واتفقوا على تشكيل حزبين، الأول يضم المستقيلين ويرأسه «عبدالغفور»، والثانى لأنصار الشيخ «حازم». وكشف عن دمج حزبى الفضيلة والشعب التابع للجبهة السلفية فى حزب «أبوإسماعيل»، الذى سيعلن عنه فى مؤتمر صحفى بعد غدٍ السبت. وأضاف إلياس: «هناك اتصالات مع الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، وحزب الأصالة للاندماج فى التحالف، مستبعدا انضمام الإخوان المسلمين إلى هذا التحالف»، وأكد أنه اتفق مع قيادات «النور» أن تكون استقالاتهم سابقة لاستقالة «عبدالغفور». وعلمت «الوطن»، أن اجتماعا سريا عُقد فى مقر حزب «البناء والتنمية»، التابع للجماعة الإسلامية، ضم الدكتور صفوت عبدالغنى، عضو مجلس الشورى المعين، والدكتور طارق الزمر، رئيس المكتب السياسى للبناء والتنمية، وعبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وعلاء أبوالنصر أمين الحزب، وقيادات مستقيلة من حزب النور وهى: محمد نور، المتحدث السابق، والدكتور هشام أبوالنصر أمين محافظة الجيزة السابق، والدكتور كامل عبدالجواد، والشيوخ محمد الكردى وراضى شرارة ومحمد المسلاوى المستشار القانونى للنور، وذلك فى ضوء التنسيق وبحث خوض الانتخابات المقبلة فى قائمة واحدة. فى المقابل، عقدت الهيئة العليا لحزب النور التابع للدعوة السلفية، اجتماعا مساء أمس الأول لبحث تطورات الأزمة، وقال عمرو مكى عضو الهيئة العليا ورئيس اللجنة الثقافية: «هدف الاجتماع الوقوف على أركان الحزب والنظر فى تصحيح المسار وإعادة هيكلته بشكل أكثر واقعية». وأضاف ل«الوطن»: «المستقلون ال150 ليسوا قيادات بالحزب، ومنهم 3 فقط، وبعضهم استقال منذ فترة، وتلك الاستقالات لم تؤثر على هيكلة الحزب». وأكد «مكى»، أن «عبدالغفور» لم يتقدم باستقالته من الحزب خلال اجتماع الهيئة العليا، وأنه مستمر فى رئاسة النور، وأوضح أن هناك سعيا لإعادة هيكلة الحزب خصوصاً المكتب الإعلامى، وسيكون نادر بكار والدكتور أحمد خليل متحدثين باسم الحزب وستضاف شخصيات أخرى إليهما. وقال: «فيما يخص الشكاوى المقدمة لمجلس الشيوخ بشأن الانتخابات الداخلية للنور فإن المجلس عرض على الهيئة العليا نتائج التحقيق فى الشكاوى، وتأكد أن أغلبها غير صحيحة، وأن بعضها به أخطاء فردية»، مؤكداً أن نتيجة الشكاوى ستعرض على الجمعية العمومية القادمة. من جانبها، أصدرت مكاتب أمانات حزب النور بشتى المحافظات عددا من البيانات أكدت فيها أنهم يتابعون عن كثب ما يحدث داخل الحزب، وطمأنوا قواعد الحزب بأن ما سموها «هذه الفرقعات الإعلامية لم ولن تؤثر فى تماسك النور». وجددت أمانة «النور»، فى قنا، ثقتها فى الهيئة العليا، ودعت شبابها لعدم الالتفات إلى وسائل الإعلام التى تريد النيل من أعضائها، وقال الدكتور مصطفى عبده أمين عام الحزب بقنا، إن الأمانة تؤيد قرارات الهيئة العليا قلباً وقالباً، تجاه الأحداث الجارية، وأكد أن هذا أمر متفق عليه بإجماع أمناء مراكز الحزب بالمحافظة وجميع المكاتب التنفيذية