"هنا القاهرة" الكلمة الشهيرة التي اعلن بها المذيع أحمد سالم بصوته عن افتتاح البث الإذاعى المصري، الذي يمر عليها 81 عاماً على ميلادها فكانت صوتاً لكل المصريين، وبعدها ينطلق صوتا أم كلثوم والقارئ محمد رفعت ليفتتحان الإذاعة المصرية. وقد عرفت مصر الإذاعة في مراحل متقدمة عن الدول العربية وبالتحديد في سنة 1925 م أى بعد ظهور أول محطة إذاعية في العالم بخمسة سنوات من خلال محطات أهلية يملكها بعض الهواة وتعتمد في تمويلها على الاعلانات التجارية ومن أمثلتها في لك الوقت "راديو فاروق، راديو فؤاد، راديو فوزية، راديو سابو". وفى بداية مايو 1926 صدر المرسوم الملكى يحدد شروط استخراج تراخيص الأجهزة اللاسلكية طبقا للاتفاقيات الدولية، وبدأت هذه المحطات الأهلية تذيع بالعديد من اللغات كاللغة العربية وللأجانب في مصر كانت تذيع بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية. كانت إذاعة "مصر الجديدة"، هي أول إذاعة أهلية، وبعد عامين افتتحت محطة أهلية أخرى أوروبية هي إذاعة "سابو"، وفي العام 1932 افتتحت "محطة راديو الأمير فاروق"، وفى الإسكندرية افتتحت إذاعتان أشهرهما "محطة راديو فيولا". وهذه الإذاعات كان يقوم بتشغيلها هواة، لذلك استخدموها كما يحلو لهم، فبعضهم استخدمها لبث رسائل الغرام، والبعض الآخر في الاعلان عن البضائع وايضا للرسائل الخاصة والموجهة إلى اصدقائهم ولقد حاولت الحكومة المصرية، آنذاك، تنظيم الإذاعات الأهلية والسيطرة عليها، لكن تلك الاذاعات قاومت بشدة وكانت تهدأ أحيانا وتمتنع عن بث رسائل الغرام، ثم تعود مرة أخرى للعبث. لقد كان معظم أصحاب تلك الاذاعات من التجار الذين استغلوها للترويج لبضائعهم وتحقيق الربح من وراء إذاعة الإعلانات التجارية، مثل محطة راديو فؤاد التي أنشأها عزيز بولس، ومحطة راديو فاروق التي أنشأها تاجر أجهزة الراديو الياس شقال، كما كانت معظم هذه المحطات شركات بين عدد من الأفراد، وكانت ضعيفة الإرسال لا تغطي أكثر من الحي الذي تذيع منه، ومعظمها أقيمت في غرفة أو شقة صغيرة، وتتعرف علي رغبات مستمعيها عن طريق الخطابات والمكالمات، حيث كان يحمل البريد يوميا الي بعض هذه المحطات ثلاثين أو أربعين خطابا، وكانت علي حد وصف جريدة الأهرام التليفونات لا تهدأ في الغرفة الملحقة بغرفة الإذاعة ، وكانت هذه المحطات تجيب طلبات مستمعيها في التو واللحظة ويتراوح إرسال معظم هذه المحطات الأهلية ما بين2 4 ساعات يوميا، سواء علي فترة ارسال واحدة أو علي فترتين، حتى جاء عام 1934 لإعلان عن البث الرسمي للإذاعة المصرية. وقد ترأس الإذاعة الكثير من الإعلاميين والإذاعيين قدموا من خلالها أروع البرامج والمسلسلات الإذاعية في محاولة لتقديم مواد ترفيهية راقية ومواد ثقافية ودينية، ومن بينهم "سعيد باشا لطفى، محمد بك قاسم، محمد حسني بك نجيب، محمد كامل الرحماني، محمد أمين حماد، عبد الحميد فهمى، محمد أمين، عبد الرحيم سرور، محمد محمود شعبان، صفية زكي، فهمى عمر، أمين بسيوني، حلمى مصطفى، فاروق شوشة، حمدى الكنيسي، عمر بطيشة، إيناس جوهر، انتصار شلبي، إسماعيل الششتاوي، عادل مصطفى، عبد الرحمن رشاد، نادية مبروك" ومن أهم البرامج والمسلسلات الإذاعية التى ساهمت في تكوين وتشكيل ثقافة المجتمع المصري وترفيهه وتسليته: "ع الناصية، كلمتين وبس لفؤاد المهندس، غنوة وحدوتة، بابا شارو، إلى ربات البيوت، المسلسل الإذاعى صابرين، وأفواه وأرانب، ريا وسكينة، ألف ليلة وليلة، أوبريت عواد باع أرضه، والدندورمة".