أثبتت دراسة أجراها كل من الدكتور يوسف الحسانين، أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية وعميد كلية الإقتصاد المنزلى بجامعة المنوفية، والدكتور أشرف هاشم، أستاذ الملابس والنسيج بالكلية وجود ملابس للأطفال بالأسواق المحلية تحتوي على مواد سامة تضر الجلد، وقد تسبب أمراضا سرطانية، إذا تم استخدامها لفترة طويلة. البحث تناول رصدا لبعض الخامات والمركبات الكيميائية الرديئة التي تستخدمها بعض المصانع في تجهيز الملابس النسيجية الداخلية والخارجية بصفة عامة وللأطفال بصفة خاصة، حتى أصبحت تلاقي رواجا هائلا نظرا لرخص سعرها، وسهولة التعامل معها، بالإضافة إلى زهو ألوانها، وتمتعها بدرجة عالية من الثبات. وتضمنت الدراسة اختبار 80 عينة من أقمشة وملبوسات الأطفال المنتشرة بالأسواق المحلية على مدار عام كامل من محافظات وسط الدلتا ومنها: الدقهلية والغربية والمنوفية وأكد الدكتور يوسف أنه تم غسل هذه الملابس تحت معاملات مختلفة شملت درجة الحرارة والصابون وبعض المنظفات الصناعية شائعة التداول، وأعقب ذلك اكتشاف المواد السامة والمسرطنة باستخدام تقنيات التحليل الكروماتوجرافى السائلى عالى الأداء فى ماء الغسيل الناتج عقب كل معاملة، وأثبتت النتائج أن عينات ملابس الأطفال التى شملتها الدراسة كانت تحتوى على مستويات زائدة من مركب كيميائي يستخدم فى عمليات الطباعة والصباغة له تأثيرا مباشرا على الجلد، وقد يسبب السرطان. وأضاف في بيان له أنه طبقا للتحاليل المعملية فإن مستوى ذلك المركب فى العينات وصل إلى أكثر من 76 جزء فى المليون، وهو ما يعادل ضعف النسب الآمنة والمقررة من الاتحاد الأوروبي لمواصفات هذه الملابس، وكذلك احتوت بعض العينات التى شملتها الدراسة على مركبات سامة أخرى مثل "الأمينات العضوية والفورمالين" ، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت أن استخدام بعض المنظفات الصناعية وتغيير درجة الحموضة ودرجة الحرارة لمياه الغسيل أدى الى ضعف ثبات اللون بالملابس وزيادة كمية تلك المواد السامة والمسرطنة المنصرفة فى ماء الغسيل، وقد أكدت أيضا نتائج الدراسات أن تواجد تلك المركبات بنسبها المذكورة بالملابس المتداولة بالأسواق المحلية، وما يتبع ذلك من زيادة التلوث نتيجة لصرف مياه الغسيل بها، هى أحد الأسباب التى تؤدى إلى زيادة احتمالات شيوع الإصابة بالسرطان وأمراض الجلد والحساسية فى أفراد المجتمع المحيط. وينصح الباحث فى دراسته بضرورة التأكد من مصدر المنتج النسيجي قبل شرائه مع مراعاة غسله بصورة جيدة قبل ارتدائه لتلافي أخطار المواد والصباغات الكيماوية الموجودة به، وكذلك عدم الانقياد وراء المنتجات مجهولة الهوية التي تتميز بتكلفتها البسيطة، وأضرارها الصحية والبيئية الجسيمة.