فى تصعيد مفاجئ، شهد مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو» إجراءات ضد بعض العاملين، حيث أكدت بعض المصادر ل«الصباح» أن هذه الإجراءات لم تقف عند حد بعض العاملين، التى تعد عقابا تعسفيا من المسئولين عن الجهاز لقيام هؤلاء العاملين بمهاجمة وانتقاد سياسات ومواقف حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بل إن هذه الإجراءات شملت شخصيات عامة ونشطاء سياسيين.
حيث قام رئيس قطاع الأخبار إبراهيم الصياد، بتحديد بعض الأسماء لمنع ظهورها على الشاشة، بما يعد ردة لما كان يحدث فى العهد السابق، حيث كان هناك ما يعرف ب«القوائم السوداء» ومن بين الأسماء المدرجة بهذه القائمة، النائب زياد العليمى، الفنان التشكيلى صلاح عنانى، أحمد ماهر، بلال دياب، وأحمد دومة. وقد اعتبرت بعض الائتلافات الثورية داخل ماسبيرو أن هذه الإجراءات جاءت بهدف تصفية الحسابات مع بعض العاملين بهدف استرضاء صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام.
كانت آخر الوقائع ما قام به وزير الإعلام، بتصعيد المخرج مجدى لاشين إلى منصب مستشار رئيس التليفزيون، وتعيين المخرج على سيد الأهل، رئيسا للقناة الأولى، حيث صدر قرار لاشين بمفرده كنوع من العقاب على تقديم لاشين لبرنامج« استديو27» على الرغم من ارتفاع نسبة المشاهدة للبرنامج، وفى تصريحات خاصة ل «الصباح» قال لاشين: كنت أتوقع القرار ضمن حركة التغييرات القادمة ولكنى فوجئت بقرار صدر منفردا، ولكنى لا أهتم بذلك لأنى قدمت ما اقتنعت به لتليفزيون بلدى.
كما نفى «لاشين» التصريحات الصحفية التى نشرت على لسانه فى عدد من المواقع الإخبارية والفنية بانتقاده سياسات الوزير بعد صدور القرار ، مؤكدا أن هذا هو حديثه الأول مع وسائل الإعلام بعد صدور القرار، ومن بين تلك الإجراءات معاقبة المخرج على غيث، مدير إدارة البرامج الثقافية بالقناة الأولى، بمجازاته 15 يوما لأنه قام بسب وإهانة وزراء سابقين «صفوت الشريف وأنس الفقى» المحكوم عليهما بالسجن فى العديد من قضايا الفساد، وصدر قرار بخصم 15 يوما من راتبه كنوع من أنواع الضغط لإبعاده عن مهاجمة الإخوان ورفضه تدخل أحد من خارج ماسبيرو فى هيكلة المبنى. وأكد «غيث» فى تصريحات خاصة ل«الصباح» أن مجازاته ليست بداعى إهانة وزراء سابقين، رغم ما جاء فى تقرير الشئون القانونية ولكنه قرار تعسفى واضطهاد من ثروت مكى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، لمطالبتى الدائمة بالإصلاح وإبعاد رموز النظام السابق من قيادات ماسبيرو، وأكد «غيث» أنه وزملاءه لن يسمحوا بمرور قانون الإعلام المرئى والمسموع بوضعه الحالى.
من جانبه قال إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار، فى تصريحات خاصة : لا توجد أى قوائم سوداء للشخصيات العامة والسياسية لمنعهم من الظهور على الشاشة، وخير دليل على ذلك ظهور كل الشخصيات من جميع الفصائل السياسية، مشيرا إلى أن ما يتردد بين بعض النشطاء السياسيين فى الحركات السياسية عن منعهم من الظهور بالتليفزيون المصرى، مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، وأن هؤلاء الأشخاص يروجون لهذه الشائعات بغرض الشو الإعلامى، حتى يظهروا بمظهر المضطهدين من قبل الإعلام الرسمى، ثم يأتى الإعلام الخاص بدوره ويستضيفهم ليخرجوا على الجمهور حاملين صورة سيئة للإعلام الرسمى للدولة.
كما أضاف: إننا لم نتلق أى إملاءات من قبل وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود بمنع ظهور أى من الشخصيات العامة والسياسية بسبب موقفها العدائى للإخوان، ولكن كل ما يطلب فقط هو عرض الرأى والرأى الآخر لتحقيق الحد الأدنى من المهنية الإعلامية فى طرح الآراء.