قد يبدو فى البداية أن قيادة الأسكوتر للبنات أمر طبيعى، لااتشارها فى عدد من مدن الجمهورية، والبعض اتخذتها كوسيلة للتنقل. ولكن يختلف هذا بطبيعة الحال فى مدينة عمالية، يغلب عليها الطابع الريفى المغلق، 0لى حد ما، ويعتبروها سُكانها عادة غريبة أستقدمت عليهم من الخارج . وما بين مشجع ومتحفظ، قرر "محمد رضا شحاته"، 26 سنة، والحاصل على دبلوم صنايع، أن يستثمر موهبته فى قيادة الأسكوتر لمساعدة تلك الفتايات، اللاتى يرغبن فى ذلك، عن طريق تأسيس مدرسة، تُعد هى الأولى من نوعها فى مدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، لتدريبهن على قيادة الأسكوتر . "الأسكوتر من أكثر وسائل المواصلات سهولة وسرعة وكمان بتوفر فلوس كتير" ، هكذا بدأ حديثه محمد شحاته ل "الصباح"، مضيفا: قيادة الأسكوتر للبنات متوفر بصورة طبيعية فى محافظة القاهرة والأسكندرية، واتجهت معظم طالبات الجامعات لقيادته، لأنه الأسهل والأوفر ماديا لهن، ومن هنا جائتنى فكرة تأسيس مدرسة لتعليم الفتيات عن طريق كورسات حتى الوصول للأحترافية، موضحا أنه فى البداية كنت أخشى تعليقات الناس وردود أفعالهم على ذلك ، خاصة لأن مدينة المحلة ذات طابع ريفى ،ولم يعتادوا مثل هذا الأمر، ولكن أستجمعت شجاعتى مع مزيد من الجرائة وأقدمت على ذلك "طالما مش عيب ولا حرام"، وشجعنى أسرتى وجميع المحيطين بى، خاصة بعد أن لاحظت حب الفتيات لقيادة الأسكوتر، ولكنهم يخشوا العادات والتقاليد . وتابع: "منذ 3 شهور بدأت الأعلان عن كورسات مجانية لتعليم الفتيات قيادة الأسكوتر على وسائل التواصل الأجتماعى لتشجيعهن، وكانت المفاجأة فى أقبال العديد منهن على تعلمه، فى هذه الفترة الصغيرة وشرائه لأستخدامه كوسيلة للتنقل فى شوارع المدينة، وفى البداية علمت زوجتى وأستمرت لمدة 6 حصص حتى تمكنت تماما من قيادة الأسكوتر بكل سهولة وأحترافية فى الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية، ثم جاءت فتاة أخرى مقيمة فى أحدى قرى مركز المحلة وكانت تريد التعلم بهدف الذهاب به إلى الكلية بموافقة أسرتها . واضاف: "ثم بدأت الفكرة فى الأنتشار و العديد من الفتيات يُقبلن على تعليم قيادة الأسكوتر ،وكعادة أولياء الأمور يخشون على بناتهن من السير به فى الأماكن المزدحمة، ولكن أحاول أقناعهم بأنها وصلت إلى مرحلة الأحترافية فى كيفية التعامل مع الأسكوتر ،مع توفير سبل الأمان لها، ودفعنى ذلك إلى الأستعانة بمدربات ممن حصلوا على الكورس لمساعدتى فى تدريب الفتيات "اللي عندها أسكوتر تقدر تحصل علي وظيفة مدربة معانا" . وعن أهم المشاكل التى واجهها أكد "شحاته" عدم وجود أماكن تصلح لتعليم قيادة الأسكوتر، لأنه يحتاج فى البداية إلى مكان واسع وأمن ،وأضطر إلى تعليمهن فى الشارع والبعض يخجلن من هذا ، فضلاً عن مضايقات بعض الناس للفتيات نظراً لأنها عادة جديدة على المجتمع المحلاوى، ويؤدى إلى تراجع البعض، لافتاً، أنا أتمنى من جميع الفتيات تعليم قيادة الأسكوتر لأنه المستقبل فى ظل الزدحام المرورى فى جميع مدن الجمهورية. ومن جابنها، أوضحت هند كامل أحدى المتدربات من المحلة، أتعلم قيادة الأسكوتر منذ شهر لأنه يوفر الكثير من الوقت ووسيلة للهروب من الزحام، وعندما عرضت الأمر على أسرتى وجدت معارضة فى البداية ولكن بالأقناع وافقوا ،خاصة بعد ما شاهدوا وسائل الأمان المتوفرة فيه، لافتة ، سعيدة بوجود مدرسة لتعليم الفتيات قيادة الأسكوتر ، لأنهم يحتجن المشاركة فى المجتمع المدنى مثل الشباب . وأشارت ، أن كل بلاد العالم يعتبروها شيئًا عاديًا، وهذه الوسائل الصغيرة في الحجم كالدراجة و الأسكوتر تقلل من الزحام المروري في الطرق، كما أنها تنجز كثيراً من الوقت والتكلفة، وأهم شيء للفتيات في قيادة الاسكوتر هو الأمان الشخصي والجرائة فى أتخاذ القرار وعدم تعرضهن للمضايقات من الشباب فكل شىء فى بدايته يكون صعب، ولكن بمرور الوقت يصبح الأمر مألوف فى المجتمع...