لم يعد عالم قيادة الدراجات النارية بالإسكندرية مقتصرا على الرجال وحدهم، حيث قررت عدد من الفتيات اقتحام هذا المجال وبقوة من خلال إنشاء مدرسة لتعليم الفتيات قيادة "الاسكوتر"، وهو نوع من أنواع الدراجات النارية صغيرة الحجم، حيث انتشرت خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ عدد كبير من الفتيات يقمن بقيادة الدراجات النارية بشوارع المدينة. وبالبحث عن أسباب تلك الظاهرة، تبين أن مدرسة لتعليم الفتيات قيادة الدراجات النارية هي الأولى من نوعها قد فتحت أبوابها لتعليم الفتيات بالمدينة. التقى "صدى البلد"، شيماء على، 26 عاما، مؤسسة المدرسة، والتي قالت: "أردنا من خلال هذه المدرسة أن نكسر عددا من "التابوهات" الثابتة في الأذهان عن أن قيادة الدراجات النارية مقتصرة على الرجال، وأن الفتيات والنساء قادرات أيضا على قياداتها وبمهارة مماثلة لمهارة الرجال، وإن مافيش حد أحسن من حد". وأضافت شيماء، أنها تقود "سكوتر"، وذلك منذ 4 أعوام تقريبا، مشيرة إلى أن الفكرة جاءتها عقب ملاحظتها لأكثر من مرة شبابا يقودونه ويتمكنون من خلاله من تخطي الزحام، فيما كانت هي تظل عالقة في الزحام لساعات بسيارتها. وتابعت: "قررت أن أبيع سيارتي، وقمت بشراء سكوتر بديلا عنها"، مشيرة إلى أنها لاقت رفضا من أسرتها وخطيبها، وقالت: "المشكلة التي واجهتني، هي أنني كنت غير قادرة على قيادته، فانضممت إلى مدرسة متخصصة لتعليم القيادة"، مشيرة إلى أنها كانت الفتاة الوحيدة بينهم، وهو ما دفعها إلى التفكير في إقامة مدرسة خاصة بتعليم الفتيات، وبالفعل اتفقت مع صاحب محل دراجات نارية شهير بالإسكندرية لتستأجر منه جراج كمقر للمدرسة. وأضافت: "أنشئت صفحة على موقع "فيس بوك"، للدعاية للمدرسة، وبالفعل وجدت إقبالا من الفتيات، حيث كانت أول مجموعة قمت بتعليمها مكونة من 10 فتيات، ومع مرور الوقت قامت المدرسة بتخريج عشرات الفتيات". وعن المضايقات التي تتعرض لها الفتيات اللاتي يقدن الدراجات النارية، قالت: "بالطبع كان هناك مضايقات من بعض الشباب في بداية الأمر، حيث كان الأمر لا يزال غريبا عن المجمتع المصري، ولكن مع الوقت تغير الحال بعد أن اعتاد الجميع رؤية فتيات يقدن دراجات نارية بالشارع"، مضيفة: "ولكن في نفس الوقت وجدت تشجيعا من البعض، خاصة السيدات".