أن تري فتاة تقود سكوتر أمراً غير مألوف في شوارع القاهرة المزدحمة. لكن هناك سيدات وفتيات قررن أن يكسرن المألوف وأن ينزلن إلي الشوارع بدراجاتهن النارية في تحد لأعراف غير مبررة لأن المرأة مثل الرجل تحتاج أن تنزل للشارع وتقضي مصالحها وأعمالها في أسرع وقت ممكن وهو ما توفره الدراجة النارية بعكس السيارة التي تعلق في الاختناقات المرورية. أن تقرر امرأة أن تقود دراجة نارية في شوارع القاهرة أمر في غاية الصعوبة، وبالتأكيد وراءه قصة وحكاية. سألنا عددا من السيدات اللاتي اتخذن هذا القرار عن السر الذي جعلهن يتخذن هذه الخطوة المهمة. ندي عبد ربه، 26 عاما، وتعمل في إحدي القنوات التلفزيونية "قرار القيادة في شوارع القاهرة قد يكون من أكثر القرارات صعوبة، لكن بالنسبة لي كان الحل الأكثر كفاءة وعملية لتوفير الوقت. بعد أن بدأت قيادة السكوتر، بدأت أنظر للحياة بشكل مختلف، اكتشفت أن عمرنا يضيع في زحام القاهرة، وأننا من الممكن أن نستغل وقتنا في أمور أكثر فائدة من البقاء محبوسين داخل السيارة. قرار ركوب السكوتر جعلني أشعر بالحرية في كافة المستويات" شيماء علي الإسكندرية: كنت ذاهبة للعمل والطريق مزدحم، وأنا في السيارة شاهدت هذا الفتي الذي يعبر بسرعة الصاروخ بجانبي ويختفي سريعاً وسط الزحام. يركب سكوتر ووقتها قلت لنفسي، كم كنت أتمني أن أكون ولدا لكي أطير مثله بعيدا عن الزحام. وبعدها قلت ولم لا، هو يجلس علي كرسي ويقود وسط الطريق، لماذا لا أكون فعلاً مثله. كتمت أفكاري داخل نفسي مثل أفكار أخري كثيرة لا أصرح بها لأن الناس ستقول إنني مجنونة. فوجئت أن أختي تحدثت معي في نفس الموضوع ونزلنا مع بعض واشترينا السكوتر وبدأت أتقاسمه أنا وأختي. علا سالم: قررت شراء سكوتر عندما وجدت أحد زملائي يصل مبكراً إلي العمل، في حين أضطر أنا للبقاء ساعة كاملة في الطريق وساعة أخري لإيجاد مكان للانتظار. كنت أخرج في بعض الأوقات مع شقيقي الذي كان يجتمع مع أصدقائه أصحاب الموتوسيكلات وأحببت الأجواء جداً وطلبت من أخي أن يعلمني قيادة السكوتر رغم رفض كل أسرتي للأمر. إلا أنه كان الوحيد الذي يدعمني ويقف بجانبي. شعرت بسعادة غير عادية وأنا أكسر قيودا اجتماعية غير مبررة وأذهب للعمل بسرعة كبيرة. سولاف الحضري: بدأت قيادة السكوتر من عام ونصف، كنت أري مجموعة من الشباب يقودون السكوتر بشكل جماعي كل يوم علي الدائري، وكنت أحلم باليوم الذي أكون فيه ضمن هذه المجموعة. وبالفعل تحدثت معهم ودعموني كثيراً، لا أستطيع أن أنسي أول يوم اشتريت فيه السكوتر. بدأت أقود معهم بشكل يومي في محيط المعادي. أنا سعيدة أكثر لأن زوجي وافق علي أن أركب السكوتر وتفهم أنني أحب هذه الرياضة، وإن كنت أتمني أن يوافق أن أشتري يوماً الدراجة النارية التي نراها في السباقات العالمية وليس مجرد سكوتر. سارة أمين كنت معتادة علي قيادة الدراجات النارية الشاطئية إلي أن وقع حادث لي فتوقفت، لكني لم أتوقف عن عشق الدراجات النارية بشكل عام. وعدت للقيادة بشراء سكوتر العام الماضي، كما أنني شاركت في أكثر من اتحاد شبابي ونسائي لقيادة الدراجات النارية وأصبحت الآن مؤسسة القسم النسائي في اتحاد الرياضات النارية والسيارات. ريم حمدي: أنا عمري 37 عاما، كنت مريضة بورم في المخ وشفيت منه. كنت أتمني ركوب الدراجات النارية منذ 2003 لكنني لم أستطع الإفصاح عن رغبتي. في شهر فبراير الماضي اشتريت دراجة بخارية صينية دون أن أقول لأحد، وتدربت عليها وكنت أقع طوال الوقت. لكنني تعلمت والآن أملك دراجة هارلي سبورتسر وأقود مع زوجي الذي كان يحاول أن يصطدم بدراجتي طوال الوقت ولما رآني أقود بشكل جيد كان سعيدا للغاية. وكان أكثر من شجعني أمي وابنتي التي تبلغ من العمر 12عاما.