«ركز فى عربيتك، ركز فى طريقك، حافظ عليا كآنى من عيلتك، استرها علينا يا رب». «بلاش تليفون وانت سايق ، احنا دايمًا بنمشى على اليمين، احنا ماشيين على عجلتين». «خد بالك علينا..اعتبرنا أخواتك.. مش كل اللى راكب موتوسيكل يبقى حرامى أو صايع». «أقل خبطة توقعنى.. أقل استهتار يموتنى....الحكة فى لحمى مبتترشش ..الخبطة فى عظمى مبتتردش». كلمات تُعبر بها فتيات استطعن استخدام الموتوسيكل أو الاسكوتر كوسيلة مواصلات يومية خاصة، ويواجهن نظرات استغراب مجتمع اعتاد فقط على أن يقود الموتوسيكلات والعجلات الذكور فقط، لسان حالهن يقول «أنا مش واحدة مسترجلة.. أنا باركب اسكوتر علشان مستعجلة». تجربة الاسكوتر كوسيلة مواصلات يومية خاضتها الكثير من الفتيات من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية..وتظل جديرة بالتأمل.. نظرات الدهشة هربًا من الزحمة والتحرش، قررت هاجر السيد، 30 عامًا، المحاسبة بأحد المستشفيات الحكومية، أن تتخذ الاسكوتر وسيلة للوصول لعملها، والبداية جاءت صدفة عندما قرأت إعلانًا على صفحة فيس بوك «حوشت فلوس معقولة، وفكرت أشترى عربية على قدى، وفوجئت بإعلان تعليم قيادة الاسكوتر للبنات، فأرسلت رسالة للصفحة وذهبت لمكان التدريب». التدريب أربع حصص لتعليم الاسكوتر، والمدربة هى وأخواتها الثلاثة أصحاب المدرسة، «ساعدونى فى شراء الاسكوتر أيضًا منذ يناير الماضى». لكن الأمر لم يكن سهلًا، فقد كان على هاجر أن تقنع زوجها بالفكرة أولًا: « كنت محظوظة لأنه اقتنع وشجعنى والدى أيضًا»، واستخرجت رخصة القيادة، وأرتدى كل وسائل الحماية المطلوبة من سائق الاسكوتر». كان على هاجر فى النهاية اجتياز الخطوة الأخيرة، وهى مواجهة الشارع ورد فعله على قيادة بنت لاسكوتر: «الحمد لله لم يكن خوفى فى محله، البعض شجعنى والبعض الآخر كان فقط يستغرب، لكن الاسكوتر منحنى الثقة فى نفسى وجعلنى أكثر قدرة على التحمل وأكثر جرأة». تجربة الاسكوتر وفرت لهاجر الكثير من الوقت، لسهولة مرور الاسكوتر بين زحمة السيارات، «كان المشوار من الشغل إلى منزلى يستغرق ساعتين، وأصبحت مع الاسكوتر لا تتجاوز الساعة، وتفويلة الاسكوتر 30 جنيهًا فى الأسبوع فقط، يعنى كمان بأوفر فلوس». هاجر أنشأت جروبًا على الواتس آب يجمع البنات اللآئى يستخدمن الاسكوتر، وشاركن معها فى التدرب على قيادته، منهن الطبيبة والمدرسة والمديرة والطالبة، ويتبادلن المعلومات حول أفضل أنواع وسائل الأمان ووسائل منع السرقة، والاستفادة من خبرات بعضهن فى كل ما يخص القيادة. «هى دى بنت ولّا ولد» أمّا سلمى، 22 سنة، الطالبة بكلية لغات وترجمة بجامعة أكتوبر، فتعشق ركوب الموتوسيكلات، فخالها علّمها قيادة الموتوسيكلات منذ الصغر، تقول: «أنا كان معايا مبلغ وحبيت أجيب عربية لقيت تكلفتها كبيرة، تصليح وبنزين ففكرت بما إنى بأسوق موتوسيكلات أصلًا من زمان، والموضوع متقبلينه فى البيت، واتفقت مع ماما إنى أمشى على مهلى، وأخلى بالى من نفسى». عام ونصف العام تقود فيها سلمى الاسكوتر، وتؤكد أن المضايقات التى تتعرض لها لا تُذكر، ولكن أغلب ردود أفعال الناس هى الاستغراب ونظرات الذهول، وترديد عبارات مثل «إيه ده؟ هو اللى سايق دى بنت؟ هو فيه بنات بتسوق موتوسيكلات؟ والله جدعة!». تستخدم سلمى الاسكوتر وكأنه سيارة تمامًا، فهى تذهب به إلى جميع مشاويرها وأيضًا كليتها، فهى من سكان العجوزة وجامعتها فى أكتوبر، فيوفر لها الوقت والمال «حتى سعر الجراج أقل من العربية، يعنى أنا بادفع 100 جنيه فى الشهر والعربية 350 جنيهًا». لكن أكثر المشاكل التى تتعرض لها سلمى، كما يتعرض لها كل سائقى الاسكوتر والموتوسيكلات هى أن قائدى السيارات لا يهتمون بمراعاة حق الموتوسيكلات فى السير بجانبهم، مما قد يعرض حياة السائق للخطر، متمنية أن تشمل حملات التوعية المرورية التركيز على هذا الأمر. «ثلاث دقائق» تجربة دينا عصام، 32 عامًا، مديرة حسابات بشركة للأسمنت، كانت مختلفة، البداية كانت عندما استوقفت طبيبة تقود الاسكوتر، وقررت خوض التجربة معها واستمتعت بالفعل قررت فى 3 دقائق إنى أشترى الاسكوتر بدل العربية، لأنى كل ما أحوش للعربية أسعار العربيات تزيد وأنا متبهدلة فى المواصلات، عدت إلى البيت وشجعتنى أمى لخوض التجربة بكلمات مثل: إنتى مش خسرانة حاجة طالما بعقل ومفيش تهور، جربى البنت زى الولد». وبعد تشجيع والدتها قررت شراء الاسكوتر قبل تعلم قيادته، واصطحبها والدها فى حصص التدريب، التى كانت ثلاثة أيام فى الأسبوع، واستمرت شهرًا، لتصبح سائقة اسكوتر. ترى دينا أن وسائل المواصلات الصغيرة الحجم كالدراجة والاسكوتر تقلل من الزحام المرورى، كما إنها توفر الكثير من الوقت والتكلفة فى استهلاك البنزين: «كنت أدفع يوميّا أكثر من 30 جنيهًا والتاكسى 55 جنيهًا كى أصل لعملى، الآن الأمر لا يتعدى 20 جنيهًا، لكن أهم ما منحه لى الاسكوتر هو الشعور بالحرية وبالأمان خاصة لأنى ملتزمة باستخدام الخوذة». •