«كان يتلذذ فى إذلالى وإهانتى، لم أشعر يومًا تجاهه بمشاعر الابن لأبيه، كان رجلً قاسيًا حرمنى من كل شىء، فحرمته من الحياة وقتلته هو وزوجته التى كانت تساعده على إيذائى .» بتلك الكلمات القاسية أدلى المتهم بقتل والده وزوجته وإشعال النيران بهما بتفاصيل ارتكابه لجريمته البشعة، وأضاف: «لم أعرف معنى السعادة أو الفرحة يومًا وأنا معه، طوال حياتى وأنا محروم من كل المشاعر الطيبة، الحنان والحب كلمتان لم أعرف معناهما أبدًا وأنا أعيش معه، كان يعاملنى بقسوة لم أجد لها مثيلً، كان الجميع يتعجب من معاملته الوحشية معى، لم أعرف السبب يومًا ولكن معاملته معى جعلتنى أكرهه، وقتلت بداخلى أى مشاعر تجاهه .» وأضاف المتهم: «أستطيع أن أصف حياتى معه بأنها العذاب بعينه وإن وجد وصف أكثر قسوة من ذلك فإنه هو، أيام كثيرة كنت أجلس مع نفسى وأ سألها لماذا يكرهنى والدى، لماذا لا يعاملنى بلطف أو حنان كباقى الآباء، كنت لا أجد إجابة تفسر لى تصرفاته معى، فسألته يومًا عن سبب قسوته معى لم يجبنى، كنت أشعر بالضيق كثيرًا، فلماذا أقرب الناس لى يكرهنى ولا يحب رؤيتى، فكرت كثيرًا فى الانتحار للتخلص من تلك الحياة القاسية التى أعيشها، ولكن سببًا ما كان يبقينى على الحياة، لم أجد لى ملاذا سوى أصدقاء السوء وتعاطى المخدرات لأنسى لأهرب بهما من معانتى .» وتابع: «أفرطت بتعاطى المواد المخدرة، وكانت هى السبب الوحيد الذى يجعلنى أشعر بالسعادة، وتنسينى حاضرى المؤلم وواقعى الأليم، ولكن لكى أستمر فى تلك الحالة كنت بحاجة دائمًا إلى المال الذى افتقده دائمًا، حاولت الحصول عليه بشتى الطرق، واقترضت كثيرًا وسرقت أكثر ولكن في النهاية كنت أجد نفسى أكثر احتياجًا له، وفى أحد الأيام كنت أريد شراء المخدرات ولم يكن معى مال يشبع رغباتى، حاولت أن أقترض من أحدهم ولكننى لم أنجح، فقررت أن أذهب إلى والدى الذى يملك الكثير من المال وأطلب منه، ذهبت إليه وطلبت منه المال بحجة أننى مريض وأريد شراء دواء، لكنه نظر لى كعادته تلك النظرة المليئة بالكرة والبغض ورفض إعطائى المال، صرخت فى وجهه فلم يكن منه وزوجته إلا أن قاما بالتعدى على وإهانتى .» واختتم المتهم قائلً: «لم أشعر بنفسى وقتها، فالضياع أصبح نهايتى، كنت أعلم ذلك، فكل ما كان يسيطر على وقتها هو الانتقام لنفسى من ذلك الرجل الذى كان سببًا فى عذابى ووصولى إلى تلك النهاية، فى لحظة دفعته عنى بقوة وأمسكت بعصاة خشبية وأبرحته ضربًا هو وزوجته حتى سمعت أصوات عظامهم تتكسر ورأيت الدماء تنفجر منهما، تركتهما على تلك الحالة ثم سكبت عليهما البنزين وأشعلت النيران بهما عقابًا على ما فعلاه معى .» وكان قسم أول السلام، قد تلقى بلاغًا بنشوب حريق بغرفة حارس عقار، 62 سنة، نتج عنه مصرعه وزوجته ربة منزل، 55 سنة، وإصابة نجله، سائق توك توك،30 سنة، بحروق بذراعه اليمنى. وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث من مفتشى قطاع الأمن العام بالتنسيق مع الإدارة العامة لمباحث القاهرة لكشف غموض الحادث، بعدما كشف تقرير الصفة التشريحية وجود كسر بقاع جمجمة الحارس وكسر بالعظم لزوجته، كما أشار تقرير فحص خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية إلى أن الحريق متعمد. وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة ابن حارس العقار، وبضبطه أقر بارتكاب الجريمة لوجود خلافات مادية بينه ووالده، فقرر الانتقام منه، حيث تعدى على الأب والزوجة باستخدام عصا خشبية، وقام بسكب سائل الكيروسين عليهما وفتح أسطوانة البوتاجاز وأضرم النيران بهما، وأكد أن إصابته حدثت أثناء ارتكابه الواقعة، تم تحرير محضر وإخطار النيابة التى أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.