عرض أحد الليبيين يدعى "مسعود" -مُقيم بمدينة الشقيقة الليبية- خيمة للرئيس الراحل معمر القذافي للبيع، قال إنه حصل عليها من أحد ضباط الجيش المقربين منه، مشيرًا إلى أنه يتلقى عروضًا يومية لشرائها، لكنه ينتظر للحصول على أفضل سعر. ويرى مسعود أن للخيمة نوعيتها ولونها والرسومات التي تزينها، والتي لم تتوفر إلاّ لدى القذافي. يُذكر أن الخيمة كان يستقبل فيها القذافي الرؤساء في البلاد، وسبق وأخذها معه إلى فرنسا وإيطاليا ودول عدة، كما ألفَتَ صاحب الخيمة الحالي إنها مكتملة بجميع مشتملاتها منذ أن كان يستعملها الرئيس الراحل في أسفاره الأخيرة. واستقبل كثير من الليبيين نبأ عرض الخيمة للبيع، بمزيج ما بين السخرية والجد والنقد، حيث دعا عدد من المواطنين إلى عدم بيعها، والإبقاء عليها لأنها تعد معلمًا وتاريخًا للبلاد، بينما قلل آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي من أهمية تلك الخيمة ورأوا أنها دليل على فترة من الاستبداد، لا بد أن تمحى. يُذكر أن القذافي كان دائمًا خلال زياراته الخارجية ما يُصر على الإقامة في خيمة بدوية، وهو ما تسبب في حالة من الجدل ببعض الدول حينها، على غرار ما حدث في الولاياتالمتحدة الأميركية خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2009، عندما كان القذافي يبحث عن أرض لينصب عليها خيمته خلال زيارته إلى نيويورك، وفشل في تأمين مكان في متنزه سنترال بارك في مانهاتن، في الجانب الشرقي العلوي، وفي أنغليوود بنيوجيرسي. واضطرت الحكومة الليبية حينها إلى عقد صفقة لنصب الخيمة في مزرعة سفن سبرينغس، والتي يمتلكها الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في ضاحية بدفورد في نيويورك، إلا أن القذافي لم يقم بالخيمة. وتباهى ترامب خلال حملة ترشحه للرئاسة الأميركية في يونيو عام 2016، وصرح حينها في لقاء تلفزيوني عن الأمر: "أنا الوحيد فقط الذي جنيت مالًا كثيرًا من القذافي إذا ما تتذكرون، جاء إلى البلاد وكان عليه إبرام صفقة معي لأنه كان بحاجة إلى مكان للإقامة". وزاد ترامب من تباهيه: "القذافي دفع لي ثروة، ولم يقم هناك في الخيمة، فقد قرر الإقامة في مكان آخر". يُذكر أن سعر الخيمة تجاوز ال27 ألف دينار ليبي حتى الآن، إلا أن صاحبها لم يُقرر بيعها بعد.