«أردت تطهيره من الخطايا والذنوب الغارق فيها ليل نهار، لكنه رفض الاستماع إلىَّ فلم أجد أمامى حلًا سوى قتله لأحرره من ذنوبه وخطاياه».. بهذه الكلمات كانت تلك الكلمات القاسية جزءًا من الاعترافات التى أدلى بها قاتل والده بإمبابة أمام المستشار مهاب الصياد رئيس نيابة إمبابة، وذلك بعد نشوب مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة قام المتهم على إثرها بقتل المجنى عليه بعدة طعنات متفرقة بالجسد. وقال المتهم فى اعترافاته: طول عمرى وأنا أحب والدى وأخاف عليهما، كنت على استعداد أن أضحى بعمرى من أجل الدفاع عنهما وحمايتهما من أى خطر، ولكننى لم أتصور أن أكبر خطر سيهددهما هو نفوسهما، فمنذ عدة شهور شعرت بأن الله ألقى الهداية داخل قلبى فأصبحت ملتزمًا دينيًا، وقتها أحسست أن علىَّ واجبًا لابد أن أقوم به، وهو أن أدعو كل من حولى إلى الهداية والالتزام خوفًا عليهما من العذاب. مشاجرة نشبت بين كل من المجنى عليه ونجله بسبب خلافات عائلية تطورت إلى القتل وأضاف المتهم: وجدت أن والدى مازالا يرتكبان أشياء تعد من الخطايا والذنوب، حاولت التفاهم معهما خوفًا عليهما من العذاب، تحدثت معهما كثيرًا، وحاولت بشتى الطرق أن أدعوهما إلى الهداية من أجل الفوز بالجنة والنعيم ولكنهما بدلًا من اتباعى وتصديقى أخذا يتهماننى بالجنون والخبل وأننى أصبحت مريضًا نفسيًا، ويجب أن أخضع للعلاج، صدمنى حديثهما فأنا أخاف عليهما وأسعى لحمايتهما من نفوسهما الغارقة فى الذنوب والمعاصى وبعد كل ذلك يقابلان خوفى عليهما بكل استهزاء. واختتم المتهم: سيطر الإحباط وحالة غريبة من فقدان الأمل والضياع بسبب رد فعل والدى على دعوتى لهما بالهداية وترك حياتهما المليئة بالخطايا، وفى يوم الواقعة جلست مع نفسى عدة دقائق قررت بعدها أن أذهب وأحدث والدى مرة أخرى لأحاول إقناعه بالرجوع عن طريق الشيطان، وعندما ذهبت إليه وبدأت أتكلم معه بهدوء فوجئت برد فعل عنيف منه تجاهى وقيامه بإهانتى واتهامى بالجنون، وبدأ يضربنى بشدة، فى تلك اللحظة شعرت بأننى قد فقدت السيطرة على جميع أجزاء جسدى، وكأن شخصًا آخر هو من يحركنى فذهبت قدماى مسرعة إلى المطبخ، وأمسكت يداى بالسكين واتجه جسدى إلى والدى، وبدأت أطعنه بالسكين أكثر من طعنة، حتى سقط أمامى غارقًا فى دمائه على الأرض، مع سماعى لصوت صراخ والدتى بعدما شاهدت والدى جثة ملقاة على الأرض عدت إلى وعيى وأدركت مدى بشاعة جريمتى وخرجت من البيت مسرعًا؛ هربًا من مصيرى المحتوم. وأشارت التحقيقات إلى أن والدة المتهم استنجدت بالأهالى فور خروج نجلها من المنزل بعد تنفيذ جريمته، وتم إخطار الجهات الأمنية التى تمكنت من ضبطه ليلًا فور عودته إلى المنزل. وأكدت والدة المتهم خلال التحقيقات، أن تصرفات نجلها كانت غريبة خلال الآونة الأخيرة، ودائمًا يثير الخلافات بشكل مستمر مع والده، لافتة إلى حديثه عن الثواب والعقاب، كما أنه أخبرها أنه رسول مبعوث من عند الله ويرغب فى تغيير الوضع الذى يحيط به، وأن كل حياتنا تشوبها الحرمانية، مؤكدة سلامة قواه العقلية، رغم أنه يتصرف بغرابة. كان قد تلقى قسم شرطة إمبابة بلاغًا يفيد بقيام شاب بقتل والده بمحل سكنه بسبب نشوب خلافات أسرية بينهما، على الفور انتقلت قوة أمنية من القسم إلى محل الواقعة، وأفادت التحريات بأن مشاجرة نشبت بين كل من المجنى عليه ونجله، بسبب خلافات عائلية تطورت إلى مشاجرة.. استل خلالها الابن سكينًا من مطبخ الشقة وتعدى على والده بالضرب بسكين وسدد له 10 طعنات فى مختلف أنحاء جسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. بعد إعداد الأكمنه تم إلقاء القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة التى باشرت التحقيقات، وإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات.