لا يعرف الكثرين ما هى بطاقة "الكارت بوستال" الذب تكافحها الدولة المصرية والعديد من دول العالم ، والتى يعود تاريخها لالآف السنين ، وكيف تحولت الهديا إلى صناعة يتربح منها العديد ولاتسيطر عليها الدولة أو تستفيد منها . وتعود بطاقة " البوستال " تاريخها إلى الآف السنسن حيث ظهرت لأول مرة في تاريخ العالم على ضفاف النيل ومراكب الزهور ومواكب الفراعنة والكهنة، والأهرا مات وأبوالهول. وتطورت البطاقات البريدية الفرعونية لتأخذ شكل تبادل التهاني بين الأسر الفرعونية المختلفة في عيد الحصاد وفيضان النيل، كما تطور استخدامها مع الفتوحات الإسلامية للبلدان العربية، وأصبحت تتبادل بين الأمراء والسلاطين، وسميت في هذه المرحلة ب"القراطيس". انتقلت الفكرة إلى أوروبا بشكل سريع، وتلقفها كبار الفنانين هناك، ومنهم الفنان الإنجليزي جون هورسلي عام 1846 عبر تصميم بطاقات بريدية ترصد جماليات وسحر الشرق الذي كان متيمًا به عندما يوفد من قبل حكومته لمصر وسوريا والعراق. وشهدت هذه الكروت نقلة نوعية في أوروبا منتصف القرن التاسع عشر بسبب ظهور التصوير الفوتوغرافي، الذي سجل جماليات العمارة والآثار والطبيعة في أوروبا والعالم، مع التركيز على جماليات وسحر الشرق في مصر ودمشق وبلاد ما وراء النهرين، وفي عام 1862 عينت الملكة فيكتوريا، المصور دي فرانسيس برفورد ليلتقط اللحظات التاريخية والأحداث الهامة بعيون عدسات الكاميرات في رحلة أمير ويلز إلى مصر وسوريا، والذي التقط 210 كروت بوستال خلال هذه الرحلة. ورأى الفنان والمصور البريطاني توم فيليبس، الذي جمع ونشر صور 1000 بطاقة بريدية مسلسلة تاريخيًا من 1900 وحتى 1999 في كتاب بعنوان "قرن البطاقات البريدية"، أن العامل الرئيسي المتحكم في سوق البطاقات البريدية هو قوة شعور الحنين إلى الماضي والذكريات لدى المشترين. ومثلت الآثار حول العالم مادة خصبة لكروت البوستال، وتأثر المصور الكويتي جعفر إصلاح بكل ما يدور في قاهرة المعز، وجمع صورًا تعتبر مادة خصبة لبطاقات بريدية حكت تاريخ شعب مصر في ألبوم "روح مصر". بمرور السنوات أصبح كارت البوستال صناعة كبيرة وليس مجرد هواية كما بدأ خاصة في دول شمال إفريقيا وعلى رأسها مصر وسوريا، وما يميز هذه البطاقات أنه برغم عتاقتها تظل صامدة في وجه طفرة التحديث ورسائل الإنترنت. ونشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر أمس، قرار اللواء كمال الدالي، محافظ الجيزة، رقم 1793 لسنة 2018، بشأن منع بيع ال"كارت بوستال" إلا بعد الحصول على إذن من الجهات المختصة.