اتهم جهات مجهولة بالسعى لحرقه بالشائعات..ويطالب دائماً برفع اسمه من«ترقب الوصول » يعيش فى حالة اعتكاف ويقضى معظم وقته فى الصلاة وقراءة القرآن على الرغم من اختياره الانعزال - وربما إجباره - فى الفترة الأخيرة، إلا أن اسم الفريق أحمد شفيق ما زال يتردد بقوة كلما طغى الحديث عن مستقبل التغيير السياسى فى مصر، أو حاول البعض البحث عن بديل يصلح ما أفسدته حكومة المهندس شريف إسماعيل. المعلومات الجديدة عادت لملاحقة الرجل، ونقلت مصادر، أن مسئولين إماراتيين رسميين زاروا شفيق فى مقر إقامته، وعرضوا الوساطة لمحاولة إعادة شفيق إلى مصر، وإجراء مصالحة مع السلطات المصرية تسمح له بالعودة، مع طرح اسمه رئيسًا للحكومة المصرية، غير أن مصادر قريبة الصلة من شفيق نفت الأمر. وقالت المصادر القريبة من المرشح الرئاسى السابق: «شفيق اختار العزلة والهدوء فى كل شىء، وأنه لا يقبل أن يعود إلى وطنه مشفوعًا بغير حقه، كما أنه لا يقبل أن يتدخل شقيق عربى أو أجنبى فى الشئون الداخلية لمصر ولو كان هذا التدخل من أجله». المصادر أضافت، أن شفيق يشعر حاليًا بالاستياء الشديد طيلة الفترة الماضية بسبب محاولات الزج باسمه والإساءة له سواء من وسائل إعلامية أو على طاولات الحوار السياسى، كما أنه لم يزل متمسكا بحقه فى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والتى تكفل أن يظهر للعامة قبل الخاصة حقيقة ما دار فى الانتخابات الرئاسية المصرية لعام 2012؛ والتى أعلنت فيها اللجنة العليا للانتخابات النتيجة بفوز محمد مرسى مرشح جماعة «الإخوان المسلمون» فى جولة الحسم على غير الحقيقة، حسب كلام المصدر. وتابعت المصادر: «شفيق الذى يتمسك أيضًا بأحقيته فى تبرئة اسمه من أى شبهة فساد أو تورط فى فساد، ينأى بنفسه تمامًا فى الفترة الأخيرة عن الإدلاء بأى أحاديث صحفية أو تصريحات إعلامية، وأضافت المصادر أن المدعين والمنتفعين بأحمد شفيق سواء بالإساءة له أو بنسب تصريحات ومواقف له هم أفاكون، وليس هناك من أثر للصحة فيما ينسبونه للفريق شفيق، حتى هؤلاء الذين يزعمون أنهم منشقون عن الجماعة ويؤسسون حزبًا لمبارك ورجاله، وأنهم يحاولون الإساءة وحرق أشخاص بعينهم لصالح جهات مجهولة». ونقلت المصادر، عن شفيق قوله: «هناك محاولات دائمة للتصيد له، وتأويل كلماته ومواقفه سعيًا لهز صورة النظام المصرى، ومهما كان موقفى من النظام فإننى لست بصدد إعلان معارضتى أو تأييدى وأنا خارج وطنى، وإذا أردت إعلان موقفى فسأعلنه من مصر وليس من مكان آخر». أحمد شفيق وحسب المصادر المقربة من أسرته يعيش فى حالة تشبه الاعتكاف فنادرًا ما يغادر مقر إقامته وكثيرًا ما ينعزل داخله مختليًا بنفسه مصليًا أو قارئًا للقرآن الكريم، وبينما يتابع عن كثب ما يدور وما يتعلق بمصر إلا أنه قل ما يدلى بدلوه فى هذا الخصوص أو يصرح برأيه فيما يحدث. يأتى هذا فى الوقت أكدت مصادر أخرى مقربة من فريق الدفاع عن أحمد شفيق أن الرجل يهتم بشأن طلبه رفع اسمه من قوائم ترقب الوصول والذى صدر فى عهد الإخوان ومن المستغرب لديه عدم رفع اسمه حتى اليوم خاصة وأنه برأ ثوبه من أى اتهام ولا توجد أى قضايا ضده أو أى موانع معلنة لاستمرار قرار منعه من السفر أو ترقب وصوله إلى مصر. شفيق الذى تولى وزارة الطيران المدنى منذ 2002، وحتى توليه رئاسة الوزراء فى 29 يناير 2011 فى الأيام الأولى للثورة المصرية بتكليف من مبارك حتى تقدم باستقالته فى 3 مارس 2011 للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، قبل يوم واحد من مظاهرات دعت إليها جماعة «الإخوان المسلمون» وحركة «شباب 6 إبريل» معتبرين إياه من بقايا نظام مبارك. وطُرح اسم شفيق كخليفة لمبارك على كرسى الرئاسة، حسبما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» فى تقرير لها بعنوان «منافس جديد يبرز فى مصر» نشرته فى ديسمبر 2010، أعلن فى نوفمبر 2011 ترشحه للرئاسة، وفى 24 إبريل 2012 قررت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية استبعاده من قائمة المرشحين تطبيقًا لقانون العزل السياسى والذى اشتهر باسم «قانون شفيق»، والذى أقره المجلس العسكرى فى وقت سابق من نفس اليوم ليعود بعد يومين بعد أن طعن بعدم دستورية القانون. وبعد إعلانه الترشح للرئاسة وفى 12 مايو 2012 بدأت تنهال البلاغات على النائب العام حتى وصلت إلى 24 بلاغًا تتهمه بإهدار المال العام، وهو الأمر الذى رد عليه شفيق فى حينه ونفاه بقوة. فى 24 يونيو أعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز منافسه محمد مرسى برئاسة الجمهورية بعد حصوله على 13 مليونًا و230 ألفًا و 131 صوتًا فى مقابل حصول شفيق على 12 مليونًا و 347 ألفًا و 380 صوتًا، وهى النتيجة التى كانت ومازالت مثارًا لجدل واسع حول حقيقة نزاهة أو تزوير الانتخابات. بعد الانتخابات غادر شفيق الأراضى المصرية إلى دولة الإمارات، وفى 7 أغسطس 2012 أصدر رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة أبوظبى الشيخ خليفة بن زايد مرسومًا أميريًا بتعيين الفريق أحمد شفيق مستشارًا سياسيًا لرئيس دولة الإمارات.