استمرارًا للأنباء المتواترة عن الضغوط التي يمارسها النظام الحالي على الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الأسبق لمنعه من العودة إلى مصر، وممارسة السياسة في الوقت الحالي، زار مسئول سيادي رفيع الإمارات لإقناع المسئولين في الدولة الخليجية بالحد مما يعتبره "تحركات غير مقبولة" لرئيس الوزراء الأسبق، بحسب تقارير صحفية. وذكرت صحيفة "الشروق" أن رئيس أحد الأجهزة السيادية زار أبوظبي قبل أيام للبحث والتنسيق في ملفات عديدة منها إقناع مسئولي الإمارات العربية المتحدة "مما تعتبره القاهرة تحركات غير مقبولة من جانب المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق والمقيم في الإمارات منذ خسارته للانتخابات الرئاسية صيف 2012 بفارق ضئيل أمام منافسه مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى الذي أقر الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال تصريحات له في ألمانيا أنه فاز في انتخابات ديمقراطية حقيقية". ونسبت الصحيفة إلى مصدر لم تسمه إن "هذا المبعوث ليس الأول الذي يذهب إلى الإمارات لبحث هذا الملف كما أنها ليست المرة الأولى التي نثير فيها هذا الأمر ولكن الأمور تأخذ منحنى غير مقبول لأنه يتحرك الآن كما لو كان سياسيًا في المنفى وهذا غير حقيقي وغير مقبول". ووفق ما نقلت الصحيفة عن مصدر رسمي مصري آخر، فإن "القاهرة لا تمانع في بقاء شفيق في الإمارات وهو في كل الأحوال "اسمه على قوائم الترقب والوصول عكس ما يروج له" ولكن هناك "أمور غير مقبولة ولا يجب أن تسمح بها الإمارات التي بالتأكيد لا تريد أن تبدو كما لو كانت تحتفظ بورقة ضد نظام الحكم الحالي في القاهرة". وأضاف المصدر أن "أحدًا لا يشكك فى الدعم الإماراتي لمصر سياسيًا واقتصاديًا وأنها قامت بدور استثنائي بعد 30 يونيو بما في ذلك تكفلها باستئجار شركة دعاية كبرى في أمريكا عملت خلال العامين الماضيين من أجل التصدي لمقولة إن إزاحة مرسى عن الحكم كان انقلابًا". في الوقت نفسه أشار المصدر إلى "استمرار الدعم الاقتصادي الإماراتي لمصر وإن كان بوتيرة أقل في ضوء توافق القاهرة وأبوظبى على ضرورة السحب التدريجي للدعم الخارجي لأن "مصر يجب أن تقف على قدميها اقتصاديًا". وكانت لافتات انتشرت في شوارع القاهرة تدعو إلى عودة الفريق أحمد شفيق، ما أثار جدلاً واسعًا حول توقيتها، في ظل اتهامات من جانب إعلاميين موالين للسلطة الحالية لآخر رئيس وزراء في حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك بأنه ضالع في مخطط يهدف إلى الإطاحة بالسيسي من السلطة. وذكرت تقارير صحفية أن النظام أبلغ شفيق بأنه غير مرغوب في عودته إلى مصر حاليًا، بعد تكرار الإعلان عن قرب إلى مصر منذ منتصف العام 2012، لاسيما بعد إسقاط نظام حكم الإخوان في 3 يوليو 2013، واعتقال عدوه اللدود الرئيس السابق محمد مرسي. وكانت تسريبات صوتية منسوبة إلى شفيق أظهرت غضبه وانتقاده المجلس العسكري بقوة، والرئيس عبدالفتاح السيسي قبل إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، وشكك في نزاهة الانتخابات، وقال إن الدولة "هتوضب له الصناديق".