حالة واحدة تجعل التحكيم الدولى فى صالح مصر.. وعلى الدولة ترسيم كل حدودنا البحرية الدولة لم تعتمد على أى بحث علمى.. وكل ما جاءت به وثائق تاريخية قد يشكك فيها البعض جدل كبير أُثير، وما زال، حول جزيرتى تيران وصنافير، منذ اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية التى أدخلت الجزيرتين، الواقعتين فى البحر الأحمر، داخل الحيز السعودى، وزاد الجدل بعد حكم محكمة القضاء الإدارى ببطلان الاتفاقية. إلا أن الجيولوجى محمد الجزار، فى حواره ل«الصباح» أكد أن الجزر سعودية وأن مضيق تيران مشترك، وأنه «كان يتمنى أن لو كانت الجزر مصرية لكن بالعلم وبترسيم الحدود الفعلى بعيدًا عن أى عواطف ثبت أن الجزيرتين سعوديتان، وأنه فى حالة اللجوء إلى التحكيم الدولى سيكون الحكم لصالح المملكة»، وطالب بأن تجرى مصر ترسيمًا لكل حدودها البحرية فى البحرين المتوسط والأحمر. ما رأيك فيما أثير حول جزيرتى تيران وصنافير؟ - لدى خرائط منذ عام 1895 تقول بسعودية الجزيرتين، وهناك خرائط بيسميتريك التى تعين أعماق المياه فى أى بحر أو نهر، وتبين أن الجزيرتين ناحية السعودية وليستا ناحية مصر. كيف يتم إجراء الترسيم العلمى؟ - يجب أن نحدد الأرض الصلبة من جهتى البحر الأحمر السعودى والمصرى ونسجل منحدر البحر من الجهتين والمنحدر يقاس بعمق المياه أى 200 متر عمق للمياه، والمسافة ما بين العمقين فى جهتى البحر تقسم بالنصف بين الدولتين، وهذا الأمر هو ما يحدد علميًا من الأحق بالجزيرتين. هل تقاس ال200 متر عمق، من المنطقة الصلبة؟ - لكى نقيس العمق نبدأ القياس بالفاسوم، الذى يساوى 6 أقدام، ونبدأ ب 100 فاسوم، أى بما يعادل 600 قدم، ثم نقسم على 2.3، فتعطينا 200 متر، ويكون هذا هو المنحدر المائى. وإذا لم يُجر هذا الترسيم، هل نسلم بالخرائط القديمة؟ - الخرائط القديمة تقول إنهما تابعتان للسعودية، وربما هو ما اعتمدوا عليه بالفعل فى إقرار أن الجزيرتين تابعتان للمملكة، ويجب أن تعلن الدولة بشفافية: هل قامت بهذه الإجراءات العلمية أم لا؟، فلو قامت بها فسيكون موقفها قويًا جدًا. هل تتوقع حدوث ترسيم حدود علمى بالفعل؟ - ربما يكون حدث ولا أستطيع الجزم بما لم أره، لكنهم قالوا إن هناك شغلًا استمر لمدة 8 أشهر، من الممكن أن يكون تمت فيه هذه الإجراءات، وآخذ عليهم ما حدث من تعتيم، فمن حق الناس أن تعرف هل تم الترسيم علميًا أم لا، فالشفافية لو كانت موجودة ما كنا سنجد أزمة من الأساس، ولكنا أغلقنا باب الرأى فى وجه غير المختصين، الذين لا يرون أى أهمية للعلم. إذا لم يتم ترسيم حدود علمى سواء فى البحر الأحمر أو المتوسط.. هل هناك مشاكل؟ - ترسيم الحدود يجب أن يتم حتى تعرف أنك تعمل فى حدودك أو حدود غيرك، وسبق أن نبهنا إلى ضرورة إجراء ترسيم حدودى فى البحر المتوسط، خاصة أن اكتشافات الغاز هناك كثيرة، ومن الممكن أن تبذل جهدًا فى اكتشاف حقل ثم تجد أنه فى حدود غيرك، فيجب أن تُرسم الحدود المائية بدقة. وماذا عن الرأى الذى يقول إن صنافير سعودية أما تيران فمصرية، لأنها، وفقًا للخريطة، قريبة من الحدود المصرية؟ - تيران ناحية السعودية وليست مصر، والأمر لا يقاس بمجرد النظر للخريطة بالعين المجردة، بل يجب أن يكون هناك ترسيم علمى للحدود، كما قلنا. وربما يأتى الترسيم بجديد، لكن يجب أن نسجل أنها على الخريطة أيضا أقرب للسعودية من مصر. هذا عن الجزر.. فماذا عن مضيق تيران؟ - المضيق مشترك بين مصر والسعودية، ولا يمكن أن نقول إنه ملك لأيّ منهما، ومن يقول إن المضيق مصرى لا يفهم طبيعة المنطقة هناك، والقول بأن المضيق مصرى خالص أو سعودى خالص غير مقبول. لكن هناك خرائط متعددة تسببت فى أزمات؟ - هناك شركة ألمانية قامت بأعمال تنقيب بالبحر الأحمر ورسمت أعماقه وسجلت خرائط لها لصالح الدول التى كانت تعمل لها، أما نحن فلم نرسم أو نعرف حدودنا حتى الآن. هل اعتبار الجزيرتين سعوديتين، يمكن المملكة من السيطرة على البحر الأحمر وما يجرى فيه؟ - بكل تأكيد لا، فالأعماق ملك للطرفين طبقًا للمسافة ما بين حدوده وعمق البحر، والجزيرتان لا تضيفان أى شىء فعلى للسعودية، ولن تسيطر بهما على شىء، وما حدث من تنقيب عن المعادن فى البحر الأحمر مع السودان كان بعيدًا عن الجزر، فى الحدود بين المملكة والخرطوم ولا علاقة للجزر به، والحقيقة أن هذه المنطقة غنية بالمعادن. لماذا لم تقدم الدولة ما يثبت سعودية الجزيرتين.. حتى الآن؟ - الدولة لم تعتمد على أى بحث علمى فى ذلك، وكل ما جاءت به هو وثائق تاريخية قد يشكك فيها البعض، وكان عليها أن تعتمد على مكتب استشارى عالمى يحدد الأمر. وماذا لو لجأنا للتحكيم الدولى؟ - التحكيم الدولى سيدرس الأمر بكل صوره، وسيجرى ترسيمًا للأعماق والحدود، وطبقًا لما هو موجود على الخرائط، وسيكون قرار التحكيم الدولى بأن الجزيرتين سعوديتين، إلا فى حالة واحدة وهى اختلاف المنحدر وكذلك الأعماق ب 200 عمق فى كل من الجهتين، بحيث تكون المنطقة الصلبة أقرب لمصر بالجزيرتين. وأكرر: الخرائط القديمة تثبت أن الجزيرتين سعوديتان جولوجيًا وجغرافيًا، وأيضًا طبقًا للخرائط المائية. ماذا عن التشكيك والتخوين، سواء لمن قال إنهما سعوديتان أو من قال إنهما مصريتان؟ - أنا مصرى وأتمنى أن لو كانتا مصريتين، لكن الأمانة العلمية تحتم علينا أن نقول الحقيقة.