الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن إجراء جولة الإعادة لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 في 5 محافظات    الإيجار القديم.. هل يخالف الإسلام فعلا؟!    التعاون الإسلامي: نثمن جهود مصر تجاه غزة ونطالب بتسريع عمليات إعادة الإعمار    نتنياهو: نستعد لحدوث مفاجأة من إيران    بعد رحيل مودريتش، ترتيب قادة ريال مدريد في الموسم الجديد    بعد حل أزمة الVAR، موعد مباراة أهلي طرابلس والهلال في الدوري الليبي    إحالة أوراق 3 متهمين في قتل شخص بالقليوبية للمفتي    حكاية فلاش باك الحلقة 4، زياد يكتشف تفاصيل صادمة عن علاقة مريم ومروان    1307 مواطنين استفادوا من قافلة طبية مجانية بقرية منشأة شومان في الدقهلية    رحيل الدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق بعد مسيرة حافلة بالعطاء(بروفايل)    مفتي القدس: مصر سند دائم للقضية الفلسطينية منذ النكبة.. والذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز الفتوى الرشيدة    تصاعد الصراع وكشف الأسرار في الحلقة الرابعة من "فلاش باك".. أول ظهور ل خالد أنور    نجوى كرم: أتمنى تقديم دويتو مع صابر الرباعي (فيديو)    غدا.. الفرقة القومية للفنون الشعبية تقدم عرضا بمدينة المهدية ضمن فعاليات مهرجان قرطاج بتونس    «اعرف دماغ شريكك».. كيف يتعامل برج الميزان عند تعرضه للتجاهل؟    حكم الوضوء لمريض السلس البولى ومن يعاني عذرا دائما؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    "الوطنية للانتخابات": 516 ألفا و818 صوتا باطلا بنظام الفردي في انتخابات الشيوخ    محافظ سوهاج فى جولة مفاجئة للمستشفى التعليمى للاطمئنان على الخدمات الطبية    نائب وزير الصحة تجتمع بعميد كلية التمريض دمنهور لبحث ملفات التعاون المشترك    ريال مدريد يرفض إقامة مباراة فياريال ضد برشلونة في أمريكا    ديمبلي: التتويج بدوري أبطال أوروبا كان أمرًا جنونيًا    متحدث باسم الخارجية الصينية: الصين تدعم كل جهود تسوية الأزمة الأوكرانية    الرقابة الصحية (GAHAR) تطلق أول اجتماع للجنة إعداد معايير "التطبيب عن بُعد"    منسقة الأمم المتحدة: إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب يعكس اهتمام مصر بالرياضة كقوة ثقافية ومحرك للتنمية    الحسيني وهدان يتوج بذهبية الكونغ فو في دورة الألعاب العالمية    وسام أبو علي يستعد للسفر إلى أمريكا خلال أيام.. والأهلي يترقب تحويل الدُفعة الأولى    رامي صبري وروبي يجتمعان في حفل واحد بالساحل الشمالي (تفاصيل)    رئيس جامعة أسيوط يستقبل محافظ الإقليم لتهنئته باستمرار توليه مهام منصبه    ما الحكمة من ابتلاء الله لعباده؟.. داعية إسلامي يُجيب    الشيخ رمضان عبدالمعز: قبل أن تطلب من الله افعل مثلما فعل إبراهيم عليه السلام    ضبط سائق لحيازته 53 ألف لتر سولار بدون مستندات تمهيدًا لبيعها بالسوق السوداء في الأقصر    رئيس الأعلى للإعلام يكرم رائد الإعلام العربي فهمي عمر    ما نتائج تمديد ترامب الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوما أخرى؟    وزير التعليم العالي يفتتح المجمع الطبي لمؤسسة "تعليم" بمحافظة بني سويف    كريستيانو رونالدو يطلب الزواج من جورجينا رسميًا    «مصيلحي» و«المصيلحي».. قصة وزيرين جمعهما الاسم والمنصب وعام الموت    غدًا.. قطع المياه عن مدينة أشمون في المنوفية 8 ساعات    خصم يصل ل25% على إصدارات دار الكتب بمعرض رأس البر للكتاب    الطقس غدا.. موجة شديدة الحرارة وأمطار تصل لحد السيول والعظمى 41 درجة    حجز نظر استئناف المتهم بقتل مالك قهوة أسوان على حكم إعدامه للقرار    وزيرة التخطيط تشارك في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة 2025-2030    "الجمهور حاضر".. طرح تذاكر مباراة الزمالك والمقاولون العرب في الدوري    الوزير يترأس اجتماع الجمعية العمومية العادية لشركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يحيل المدير الإداري لمستشفى الجلدية والجذام للتحقيق    12 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    رسميًا.. باريس سان جيرمان يتعاقد مع مدافع بورنموث    وزير الصحة يبحث مع المرشحة لمنصب سفيرة مصر لدى السويد ولاتفيا التعاون الصحى    12 أغسطس 2025.. ارتفاع طفيف للبورصة المصرية خلال التعاملات اليوم    الرئيس السيسي يستقبل اليوم نظيره الأوغندي لبحث تعزيز العلاقات الثنائية    «تعليم كفر الشيخ» تعلن النزول بسن القبول برياض الأطفال ل3 سنوات ونصف    مصرع طفل غرقا في ترعة باروط ببني سويف    الداخلية تضبط تيك توكر يرسم على أجساد السيدات بصورة خادشة للحياء    انتشال جثمان طفل غرق في بحر شبين الكوم بالمنوفية    "زاد العزة" تواصل إدخال المساعدات المصرية إلى القطاع رغم العراقيل    أمين الفتوى: "المعاشرة بالمعروف" قيمة إسلامية جامعة تشمل كل العلاقات الإنسانية    تنطلق الخميس.. مواعيد مباريات الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري    العظمي 38.. طقس شديد الحرارة ورطوبة مرتفعة في شمال سيناء    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مصطفى الفقى فى حوار كاشف ل :"الصباح "السيسى لايحكم الآن .. ويجب أن يكون رئيسا للوزراء
نشر في الصباح يوم 20 - 11 - 2013

اعتبر الدكتور مصطفى الفقى، الكاتب والسياسى المعروف، أنه إذا ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لانتخابات الرئاسة القادمة فسيكون مثل «عصا موسى» التى تلقف كل العصيّ، مشيرا إلى أن هناك محاولات كثيرة للنيل من «السيسى»، خاصة أن بعض القوى ترى فيه شبح «عبدالناصر» جديدا.
ورأى «الفقى» فى حواره ل«الصباح» أن الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، رجل له وزنه وتاريخه، لكنه يصلح للحكم فى «ظروف عادية» وليست استثنائية، حسب قوله، وأن المشير حسين طنطاوى رجل شديد الوطنية والحساسية للأرض المصرية ولكنه لم يوفق فى إدارة البلاد.. وإلى نص الحوار:
* بداية.. كيف ترى المشهد السياسى المصرى الآن؟
- أعتقد كلما مضى وقت أطول على أحداث 30 يونيو و3 يوليو يشعر الناس بشىء من القلق لأن الزخم والحماس الذى رافق تلك الأحداث بدأ يتأكل ويتراجع، وبالتالى تراجعت مشاعر الثقة فيما يحدث، والمشكلة الحقيقة فى رأيى أن الذين قاموا ب30 يونيو، والفريق أول عبدالفتاح السيسى تحديدا ليس هو الذى يحكم، فكأنما حققت إنجازا، وليس مسموحا لك بأن تباشر حماية هذا الإنجاز كما يجب.
* فمن الذى يحكم؟
-لدينا حكومة برئاسة الدكتور حازم الببلاوى، وهو رجل له وزنه وتاريخه، ولكن أعتقد أنه يصلح للحكم فى «ظروف عادية»، أما هذا الظرف الاستثنائى فهو شأن آخر، لذلك تقدمت بمقترح واضح وهو تشكيل «حكومة حرب» مصغرة تتكون من 10 أو 12 وزيرا فقط، وأدعو «السيسى» صاحب الإنجاز البطولى فى تعديل المسار المصرى لأن يترأس هذه الوزارة، ولا مانع أن يحتفظ بمنصبه كوزير للدفاع وقائد عام القوات المسلحة فى ظل تلك الحكومة المقترحة.
* ولكن هناك اعتقاد لدى العامة أن «السيسى» يحكم من خلف الستار؟
-هذا الكلام غير صحيح، وكنا نتمنى ذلك، ومن خلال معرفتى بأعضاء مجلس الوزراء أعلم أن «السيسى» يأتى فى موعده وينصرف فى موعده ولا يتدخل إلا قليلا، وهناك تصريحات معينة لرئيس الوزراء تدل على أن هناك نوعا من الابتعاد من جانب «السيسى» عن أمور الحكم، حين قال فى الإمارات: «لقد ذهب العسكر بلا رجعة ولن يعودوا إلى الحكم مرة أخرى»، وتصريحه عن «مبارك» وتدخله فى السلطة القضائية وكل هذه الأمور غير موفقة، بالإضافة للإيقاع البطىء للإنجاز الحكومى.
ولابد أن نعترف أن ما قام به «السيسى» ورفاقه أمر يتمتع بقدر كبير جدا من الجسارة والجرأة فضلا عن الحنكة السياسية والدهاء المطلوب، ولذلك وصفته الغالبية أنه يتمتع بقدر كبير من كبرياء «عبد الناصر» ودهاء «السادات»، ولكن الآن ليس متاحا لهذا النوع من التوجه والتفكير بأن يدير مقاليد الأمور.
* وهل لهذا الوضع سلبيات على الواقع السياسى فى البلاد؟
-بالطبع، لهذا الوضع سلبياته على السياحة والاستثمار، وهو يسمح لمن يتحدثون عن فكرة «الانقلاب» بأن يقولوا «ألم تروا؟ هذا هو الحكم العسكرى»، ولا يمكن أن نغفل أن مهمة «السيسى» سلاح ذو حدين، فإذا نجح فى أن يجتاز بالبلاد المرحلة الانتقالية بنجاح فسوف يكون مؤهلا تماما لرئاسة البلاد، أما إذا أخفق -لا قدر الله- فهذا سيؤثر على فرصه فى المستقبل، لذلك فهى مغامرة لا تقل خطورة عن مغامرة 30 يونيو.
* وما توقعاتك خلال العام المقبل.. ومن المرشح الرئاسى المحتمل وهل سيكون «السيسى»؟
-أعتقد أن الرجل (السيسى) يشفق على نفسه من هذا العبء ولم يكن يود أن يوضع فيه ولكنه يشعر -على الجانب الآخر- بأن عليه مسئولية، وأنه بدأ طريقا يجب أن يكمله، ولكن للأسف ظهرت قوى معادية له ممن يطلق عليهم «الطابور الخامس» وبعض التنظيمات ذات الصلة بالخارج، وأيضا بعض قطاعات من «التيار الشعبي» وهناك المرشحون المحتملون للرئاسة ممن يعتبرون أن مجىء السيسى تعبير عن عودة الجيش إلى السلطة من جديد فى مصر.
هناك محاولات كثيرة للنيل من «السيسى» بدأت تظهر فى كثير من الكتابات والتصريحات، فهل تؤثر عليه؟
أنا أعتقد أنها لن تؤثر عليه لأنه يتمتع بشعبية لا تقل عن 70% فى كل الأحوال.
*وهل هناك قطاعات فى الدولة تقف من الفريق السيسى موقفا عدائيا؟
-لا أعتقد، ولكن بعض القوى ترى فى «السيسى» شبح «ناصر جديد»، وهناك البعض الآخر ممن يرى أن علاقة العسكريين بالديمقراطية محل جدال، وهؤلاء يحاولون أن يروجوا لمثل هذه الأفكار.
*وما حكمك على المشير طنطاوى؟
-هو رجل شديد الوطنية والحساسية للأرض المصرية ولا تحبه إسرائيل ولا الولايات المتحدة، ولكن أعتقد أن فترة إدارته للبلاد هو والمجلس العسكرى لم تكن موفقة، وليس ذلك نتيجة سوء نية ولكن نتيجة نقص خبرة بالحياة السياسية المصرية.
*ما حقيقة ما يتردد عن أن عمر سليمان كان يناصب المشير «طنطاوى» العداء؟
-لا أعتقد أن هذا صحيح بالمرة، لأن على المستوى الشخصى كانت العلاقة بينهما طبيعية، ولكن كانت هناك حساسيات عمل، وكان الرئيس «مبارك» لا يمانع فى وجودها لأنها تفيدة كرئيس دولة وتصب فى النهاية فى مصلحته.
*كيف ترى طبيعة الرئيس القادم.. وهل مراد موافى هو الأقرب من العسكريين السابقين للمنصب كما يقال حال عدم ترشح السيسى؟
-أتوقع أن يكون الرئيس المقبل من خلفية عسكرية لأن هيبة الدولة مرتجة ولا يمكن أن تمضى بهذه الصورة أبدا، وإذا ترشح «السيسى» للرئاسة فسيكون مثل «عصا موسى» التى تلقف كل العصى.
ومعلوم للجميع أن مراد موافى شخصية وطنية محترمة، والفترة التى قضاها فى المخابرات العامة استطاع استثمارها ليلقى قبولا كبيرا لدى الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، وحتى الدول العربية بما فيها قطر، ولكنى أؤكد فى هذا المقام أنه لا يمكن أن يترشح شخص له صلة بالمؤسسة العسكرية إلا إذا حصل على مباركة هذه المؤسسة أولا.
وأنا أرى أن جزءا كبيرا جدا من أسباب خسارة الفريق أحمد شفيق فى انتخابات الرئاسة الماضية أنه لم يكن يتمتع بمباركة الجيش، وهذا ينطبق على الفريق سامى عنان أو غيره من الضباط الكبار، وإقدام «عنان» على الترشح هو طموح شخصى ولا يمكن أن تنزع الطموح من أى إنسان وحق الترشيح مكفول للجميع، ولو دعمت المؤسسة العسكرية «عنان» لكان موقفه مختلفا، وهذا الدعم يكون فى صورة إيصال رسالة مفادها أنه «مرشح الجيش»، ومثل هذا الكلام ينطبق عليه أو على غيره، وسيكون لذلك تأثيره الأدبى على الشعب المصرى لأن الشعب يريد أن يكافئ القوات المسلحة من خلال التصويت للمرشح الذى تقدمه، نظرا لوقوفها مع جموع المصريين.
*وفى حال عدم ترشح السيسى.. من سيكون الأقرب لمنصب الرئيس؟
-لا أستطيع أن أحكم، هذا يتوقف على المزاج الشعبى فى ذلك الوقت، وأعتقد أن الإخوان سيقدمون مرشحاً، وأرى أن عبد المنعم أبو الفتوح أو سليم العوا من العناصر التى يمكن أن تخوض الانتخابات الرئاسية هذه المرة، ولكن من المؤكد أن السيسى سيحصل على 70% على الأقل حال ترشحه فى أى انتخابات حرة.
* والجدل المثار حول «المصالحة الوطنية».. كيف تراه؟
-تعبير «المصالحة» غير دقيق، ولكن لابد أن يصل المصريون إلى صيغة عاقلة وعادلة للعلاقة بين القوى السياسية المختلفة، فلا يمكن أن نظل هكذا إلى الأبد، كل فرد يُقصى الآخر، والإخوان موجودون على الساحة ولن تستطيع أن تنهى وجودهم أو وجود التيار الإسلامى كله، وكذلك القوى الوطنية والليبرالية موجودة ولن يقصيها أو ينهى وجودها أحد على الإطلاق.
إذن، لابد من الوقوف على أرضية وطنية مصرية تسمح لهذه القوى أن تتضافر فى نظام سياسى واحد، والصيغة معقدة وجزء كبير منها ومن حلها يقع على عاتق جماعة الإخوان، ومن الواضح أنها لا تتحرك قيد أنملة لكى تكون أكثر واقعية وإيجابية.
*فما مصير الإخوان فى المستقبل؟
-الإخوان أسسوا تاريخهم على أنهم قوة معطلة وليسوا قوة بناء، فهذه القوة قد لا تكون قادرة على قيادة البلاد كما ثبت ولكنها قادرة على تعطيل حركة التقدم، وما تثيره الجماعة الآن فى الشارع من قلاقل سينتهى مع الزمن وإن كانت سترهق الدولة بعض الوقت وخاصة أثناء الاستفتاء على الدستور وفى الانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة.
والآن هناك سباق محموم على شراء أصوات الفقراء والمحتاجين والفقراء، الذين يمثلون قنبلة موقوتة، والفقير لا إرادة له، لذا تجد محافظات الصعيد الفقيرة هى الأقرب إلى التيار الإسلامى، وتحديدا مربع الجيزة- الفيوم- بنى سويف والمنيا، وكذلك أسوان وقنا تؤكد نفس المعنى، على الرغم من أن نسبة الأقباط فى الصعيد 10 أو 15% او أكثر إنما هذا غير مؤثر، مع العلم أن جماعة الإخوان ليست متوطنة فى الصعيد بل إن وجودها الأساسى فى الوجه البحرى، والصعيد توجد به الجماعات الإسلامية، ولا جدال أن الفقر كان العامل الأساسى فى حصد الإخوان لأصوات الفقراء، وهذا الموضوع به جزء من الصراع الطبقى بين الأغنياء ومحدودى الدخل.
*كيف ترى إنجازات «لجنة الخمسين» المنوط بها إعداد الدستور الجديد؟
-يصعب الحكم على أى إنجاز الآن، لأن اللجنة لم تقدم لنا كل ما لديها، ولكن عندما نسمع أن هناك «مقايضات» من أجل مجلس الشورى ومن أجل حصانة المحامين، فنحن هنا أمام صراعات فئوية لا تعبر عن وطن بالكامل.
ونحن نريد دستورا يصون الحريات ويحمى الوطن ويقدس أرضه، نريده دستورا عصريا يؤمن بالمواطنة ويعطى الوطنية المصرية قيمتها الحقيقية وينأى بنا عن كل الصراعات.
*قدمت من قبل تقييما عن فترة حكم «مبارك».. بعد مرور هذا الوقت هل أعدت التقييم من جديد؟
-بعد سنة من حكم الإخوان، ثبت أن حكم «مبارك» كان وطنيا، ولكنه حاكم وطنى تحيط به دوائر الفساد ويسمح بقبضة الاستبداد، وهذا لا أستطيع أن أنكره، وحكم الإخوان ربما يكون أقل فسادا، ولم نكد نشعر بقبضة الاستبداد ولكن فكرة الوطنية لم تكن وضحة لديهم على الإطلاق، وليس لديهم حساسية مفرطة لحدود مصر، مع العلم أن «مبارك» ظل يتفاوض على طابا طيلة 4 سنوات، ولم يسمح أن تكون حلايب وشلاتين أرض نزاع بينما نظام الرئيس مرسى كان يؤمن بفكرة الأممية الإسلامية أكثر من الوطنية المصرية، والأممية تعنى كلها أرض الله وكلها أرض المسلمين، وعندما تقول «حلايب وشلاتين» يقول لك «عندى أو عندك واحد» لأنه لا ينظر لمصر كوطن، بل ينظر لها كجزء من عالم إسلامى كبير أو من فكرة الخلافة كما يتصورونها، مع أن هذا غير صحيح، وفكرة الوطن فى الإسلام واضحة جدا، وعندما خرج النبى عليه الصلاة والسلام من مكة مبعدا نظر إليها وقال: «والله إنك أحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت».
*ما تحليلك لموقف الدكتور محمد البرادعى الآن؟
-لم يعد للدكتور البرادعى دور، وهم يتحدثون عن «طابور خامس» ويقولون إن من هذا الطابور زياد بهاء الدين ومصطفى حجازى وآخرين، وهذا الكلام غير دقيق بالمرة، وأنا أعرف الدكتور البرادعى عن قرب، وهو رجل مصرى وطنى نقى وشخصية دولية لها احترامها، وقدم استقالته لأنه كان هناك اتفاق على أن «رابعة» سينخفض عددها هى و«النهضة» إلى النصف ويتم الإعلان عن نبذ العنف فى مقابل إطلاق سراح سعد الكتانى وأبو العلا ماضى، ولكنه فوجئ أن ذلك لم يحدث، وبأن زملاءه تسرعوا وفضوا الاعتصام، فى رأيه، وهو حاليا ليس له أى دخل بتسيير الأمور فى مصر.
*الموقف الأمريكى من مصر.. والتحول المصرى إلى روسيا كيف تراه؟
-هذا التحول ليس بهذه السهولة، وأعتقد أن اللعب على الحبال التى كانت موجودة فى الماضى بين الاتحاد السوفيتى وأمريكا أمر غير ممكن، والروس أنفسهم يجاهرون بذلك ويقولون: «نحن لا نستطيع أن نقدم لكم ما تقدمه أمريكا»، والمسألة ليست بهذه البساطة على الإطلاق، لذلك يجب أن نحتفظ بعلاقات طيبة مع كل الأطراف، ولكن عليك أن تثبت أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة علاقات استراتيجية حتى هذه اللحظة يصعب إنهاؤها أو القفز فوقها ولا يمكن إنكار أن الرئيس السابق الذى تولى أمور الحكم أتى بمباركة أمريكية، ومن يقول غير ذلك واهم، وكان الدعم الأمريكى واضحا للرئيس «مرسى» وجماعته.
*كيف ترى الانزعاج المصرى الشديد من التصريحات التركية الأخيرة بشأن مصر والمطالبة بقطع العلاقات مع أنقرة؟
-نحن لا نقول الدولة التركية، بل يجب أن نقول «النظام الذى يحكم تركيا»، أى التيار الإسلامى بها، وهو التيار المختلف عن العلمانية الأتاتوركية، وهذا التيار هو مركز الأممية الإسلامية وكان يرى فى الإخوان فى مصر حليفا يسمح له بأن يعيد الروح العثمانية للمنطقة بشكل مختلف وجديد.
وأردوغان كان يتصور أنه أقرب إلى نموذج السلطان العثمانى منه إلى نموذج مصطفى كمال أتاتورك العلمانى، واستطاع أن يحقق نجاحات اقتصادية حيث نقل دخل الفرد التركى من 3000 دولار إلى 11000 دولار، والعسكرية التركية عظمت هذا، وهنا لابد أن أؤكد أن جزءا كبيرا جدا من مشكلة الإخوان والتى ساعدت على الإطاحة بهم هى عدم قدرتهم على إدارة البلاد سياسيا واقتصاديا، وفشلهم لم يكن قضية فكرية وإنما كان فكرا إداريا فاشلا.
*وماذا عن موقف الإخوان مما يحدث فى سوريا؟
-هذا وضح تماما من خلال مؤتمر «نصرة سوريا»، لأنه كان مؤتمرا تحريضيا جدا على الشيعة لصالح السلفيين، وحدثت بعده مباشرة مذبحة «أبو النمرس»، وهذا لم يكن يجوز أن يأتى من نظام سياسى عاقل يحكم المصريين جميعا من غير تفرقة.
أما عن سوريا، باختصار، فالمطلوب هو تأمين إسرائيل، لأن أمن الدولة العبرية هو الهدف الرئيسى للولايات المتحدة فى المقام الأول، وإسرائيل لديها مخاوف من السلاح الكيماوى الذى هو قنبلة الفقراء، وتسعى لأن يتم تجريد سوريا من ذلك السلاح الفتاك، كما حدث فى العراق عندما تم تجريد صدام حسين من أسلحته وتركوه من عام 1991 إلى 2003، وهى لعبة أمريكية كان الهدف منها بالدرجة الأولى حماية أمن إسرائيل.
* وإيران.. وموقفها من مصر؟
-هم يدركون أنه كانت هناك محاولة لخلق «حائط سنى» لموجهة التيار الشيعى ولذلك فإن موقفهم مما حدث فى مصر موقف مزدوج، وأنا الذى قلت إن مصر «بلد سنى المذهب، شيعى الهوى»، والغرب كان يحاول أن يخلق مشكلة لكى يقسم بها الصف الإسلامى.
* وقطر؟
-ما تقوم به قطر ليس فكر دولة بل هو دور ما زال مستمرا، ونحن كنا نتمنى أن تتحسن الأمور فى عهد الشيخ «تميم» ولكن من الواضح أنه ليس مطلق اليد.
*هناك علامات استفهام حول دور السعودية والإمارات والمعونات التى تُقدم لمصر؟
-جزء كبير من أسباب تحرك دول الخليج هذا هو نتيجة شعورهم بالخطر لوجود تيار إسلامى متشدد، سوف ينتقل من مصر إليهم، ولا يمكن أن ننسى ضاحى خلفان والبيانات التى تصدر، لذلك كان الكل قلقا مما يجرى فى مصر.
وهذا يعكس الترحيب والبيان الذى صدر عن العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد أقل من ساعتين من بيان السيسى، وكان بيانا قويا ودامغا. ومعلوم أن الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية السعودية، ذهب إلى باريس والتقى أقطاب الغرب كلهم، وقال لهم: «إذا كنتم ستعطون مصر 5 فسوف نعطيها 10، فلا داعى لتعطيل الإرادة المصرية».
والإمارات فعلت نفس الشىء.. ولكن لمن يساعدك أحد إلى ما لا نهاية، لذلك لابد أن تستعيد قوتك وتساعد نفسك.
*هناك انتقاد من الأحزاب لتصريحك بأن النظام الفردى هو الأمثل للانتخابات.
-الأحزاب تمثل 3% من سكان مصر والقائمة أفضل لأنها تتيح تمثيل المرأة والشباب والأقباط، ولكن علينا ألا ننسى تدخل الإخوان بضراوة، ولذلك فالقائمة تخدم الإخوان ولا تصلح فى بلد الأحزاب بها ضعيفة.
وأنا أتساءل: أين الأحزاب لدينا؟ إن أكبر وأعظم وأعرق حزب لدينا وهو «الوفد» منبطح تماما، أعتقد أن هناك مأساة حقيقية فى الأحزاب المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.