* الحديث عن أى مرشح رئاسى الآن وحتى لو كان السيسى نفسه سيضر به وبالعملية السياسية * التسريبات الأخيرة تسيء إلى السيسى كشخص * حزب النور ليس بديلاً للإخوان ولن يكون الحزب الأول فى مصر بعد 30 يونيه * ما تبحث عنه مصر هى زعامة وطنية حقيقية تستطيع إنقاذ البلاد سواء الزعامة عسكرية أم مدنية * حكومة الببلاوى فشلت ولولا استجداء المعونات الخارجية من السعودية والكويت والإمارات لانهارت منذ اللحظة الأولي * الدول العربية دعمت نظام 30 يونيه خوفًا من تأثير سياسات التنظيم الدولى للإخوان على أمنها الوطني
"سلوك الإخوان المسلمين فى المرحلة الأخيرة من تنظيم المظاهرات والنزول إلى الشارع وعرقلة خارطة الطريق واستنزاف الدولة المصرية ربما يدفع الفريق السيسى إلى الترشح للرئاسة " بهذه الجملة برر الدكتور حسن نافعة المحلل السياسي, مطالبة العديد من المصريين من الفريق أول عبد الفتاح السيسى الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وأشار نافعة فى حواره مع "المصريون" إلى أن الدكتور محمد البرادعى قد يترشح إلى الانتخابات الرئاسية القادمة بمساندة من جانب الإخوان المسلمين. والى نص الحوار ...
*فى البداية هل تعتقد أن ممارسات الإخوان المسلمين الأخيرة قد تدفع الفريق السيسى للترشح للرئاسة؟ **لست متأكدًا من ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى للرئاسة من عدمه، ولكن أرى أن سلوك الإخوان المسلمين فى المرحلة الأخيرة من تنظيم المظاهرات والنزول إلى الشارع وعرقلة خارطة الطريق واستنزاف الدولة المصرية ربما يؤدى هذا إلى تعقيد الأمور بطريقة قد تدفع الفريق السيسى إلى الترشح للرئاسة, وأعتقد أن هذا سيكون تحت ضغط شعبى حقيقى لأن الخوف من جماعة الإخوان فى تقويض الدولة المصرية سيدفع قطاعات عريضة من المجتمع لمطالبة الفريق السيسى للترشح للرئاسة خصوصًا, أن جماعة الإخوان ليست لديهم النية والرغبة الحقيقة فى مراجعة مواقفهم عبر التاريخ. *هل هناك ضرورة تستدعى ترشح الفريق السيسى فى هذه المرحلة؟ ** أعتقد أن الوقت مبكر جدًا فى التحدث عن ترشح السيسى للرئاسة من عدمه, فمصر حاليًا أمامها استحقاقيان انتخابيان مهمان قبل الخوض فى الانتخابات الرئاسية . *كيف ترى احتفال حملة "كمل جميلك" بعيد ميلاد الفريق السيسى والتى ستوافق ذكرى محمد محمود ؟ **أنا لست مع هذه الحملات والشعب المصرى عندما سيفتح باب الترشح هو من سيختار مرشحه, الذى يمكن أن يلتف حوله, وهو الذى يقرر فى تلك اللحظة طريقة هذا الالتفاف والحديث عن أى مرشح الآن وحتى لو كان السيسى نفسه سيضر بالفريق السيسى ولا يخدمه ويضر بالعملية السياسية. *إذا لم يترشح الفريق السيسى للرئاسة فمن تراه مناسبًا لهذا المنصب فى ظل هذه الأوضاع؟ **أنا لا أحب أن أتحدث عن الأشخاص فمصر بعددها الكبير و البالغ 90 مليونًا تستطيع فى كل لحظة من اللحظات أن تفرز عشرات الشخصيات القادرة على قيادة البلاد ولكن أعتقد أن الأسماء التى ترشحت فى الانتخابات السابقة لن تقوم بترشيح نفسها مرة أخرى فحدود قدراتها قد انكشفت فى هذه الفترة وعلى مصر أن تبحث عن دماء جديدة وعن شخصيات جديدة. * فى ظل الأزمات الكبيرة داخل لجنة تعديل الدستور ورئاسة عمرو موسى للجنة الخمسين هل من الممكن أن يخرج دستور يليق بمصر؟ **عمرو موسى ليس هو لجنة الدستور ولجنة الدستور كان يمكن أن تكون أفضل من هذا بكثير ولنا تحفظات كثيرة على الشكل الذى تم به اختيار لجنة الخمسين ولا أظن أن اللجنة بشكلها الحالى يمكن أن تخرج دستورًا يليق بمصر. * هل يمكن فى هذه الأثناء إعادة تجربة إنتاج الجمعية الوطنية للتغيير أو تجربة شبيهة لها وماذا عن دور حركة تمرد فى الفترة القادمة ؟ **الجمعية الوطنية للتغيير, لعبت دورًا مهمًا وفى اعتقادى أن هذا الدور انتهى والحركة الوطنية فى استمرار دائم, ولذلك فهى تفرز الحركات الوطنية التى تتناسب مع كل مرحلة والجمعية الوطنية للتغيير قد دبت فيها الخلافات قبل ثورة 25 يناير, وذلك بسبب السلوك الشخصى للدكتور محمد البرادعي، أما بالنسبة لحركة تمرد فهى سوف ترتكب خطأ كبيرًا فهى تصورت أنها حركة سياسية تنظيمية يمكن أن تقود عملية سياسية هى أقرب إلى الحالة مثلما كانت حركة كفاية ولا يمكن أن تكون حزبًا سياسيًا يشارك فى الانتخابات القادمة . *هل سيكون للدكتور البرادعى أى دور سياسى أو ثورى فى المرحلة القادمة؟ **هو من سيختار الأدوار التى تناسبه وتناسب طموحاته, فقد يقوم بترشيح نفسه للرئاسة إذا وجد أن الوضع مهيأ لذلك وستسانده فى ذلك جماعة الإخوان المسلمين باعتبار أنه قام بدور معين جعلهم يتعاطفون معه ويؤيدونه، وذلك عندما استقال من منصبه كنائب للرئيس احتجاجًا على فض اعتصامى رابعة والنهضة بالقوة، وأعتقد أن الدكتور محمد البرادعى أنهى حياته السياسية بهذا القرار المتعجل, والذى تمثل فى الاستقالة من منصب نائب رئيس الجمهورية فى مثل هذه الظروف التى تمر بها مصر. *هل هناك فرصة لمصالحة سياسية مع الإخوان ؟ **نحن نعيش حالة أزمة والمطلوب البحث عن مخرج من هذه الأزمة واستمرار هذا الأمر سيؤدى فى النهاية إلى مأزق أشد والمطلوب من جماعة الإخوان مراجعة حقيقية لمواقفها وتغيير سياستها ومطلوب من النظام القائم أيضا تغيير سياسته مع الجماعة الذى ينتهج منهج استئصال جماعة الإخوان المسلمين والقضاء عليها تمامًا حتى ولو بالوسائل الأمنية, وأتمنى أن ننجح فى تشكيل لجنة حكماء مقبولة من الطرفين وأن توضع لها قواعد عامة مثل نبذ العنف وأن تكون تنتهج هذه اللجنة سياسة النفس الطويل وأن تبدأ عملية تفاوض بين الطرفين وأتصور أن التفاوض هو المخرج للخروج من هذه الأزمة.
*كيف تقيم حكومة الببلاوى أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا؟ **هى ليست على مستوى التحدى فلم تستطع أن تستوعب فكرة الثورة, وبالتالى لا استطيع أن أقول إنها حكومة ثورة ولا هى استوعبت حجم التحديات القائمة بسبب الحرب على الإرهاب وكان هذا يقتضى منها أن تنتهج سلوكًا مختلفًا تمامًا, فأنا أعتقد أن الحكومة قد فشلت فشلاً ذريعًا, وحتى فى المسألة الاقتصادية التى تصورنا أن الحكومة ستحلها لم نر حتى هذه اللحظة شيئًا ملموسًا باستثناء استجداء المعونات الخارجية ولولا الدعم الذى قدمته السعودية والكويت والإمارات لانهارت هذه الحكومة منذ اللحظة الأولى ولا أجد فرقًا بينها وبين حكومة هشام قنديل . *ما نظام الحكم الأنسب لمصر فى المرحلة القادمة ؟ وما الأزمات التى يمكن أن نقع فيها لو اخترنا غيره؟ **كل دولة تختار النظام الذى يتناسب مع تاريخها ومع مكوناتها السياسية والاجتماعية وأنا أعتقد أن نظام الفرعون فى مصر سقط ولا يجب أن يكون هناك نظام رئاسى يعيد إنتاج الفرعون, كذلك مصر ليست ناضجة لتجربة برلمانية كاملة كالتجربة البريطانية على سبيل المثال لأن نجاح النظام البرلمانى مرتبط بنضج معين وثقافة معينة ليسا متوافرين فى أرض الواقع وبالتالى المطلوب نظام يجمع بين النظام الرئاسى دون أن يعيد إنتاج الفرعون ويجمع بين ملامح النظام البرلمانى دون ان يقع فى فخ البرلمانية البحتة التى يمكن أن تؤدى إلى انقسامات وعدم استقرار سياسى حقيقى فهناك جرعة أو خلطة يجب أن تجمع وتمزج بين النظامين وتتناسب مع الواقع المصرى هذا ما يجب أن ينص عليه الدستور وأن يكون محل توافق ونقاش عام . *كيف ترى التسريبات التى نشرتها بعض وسائل الإعلام للفريق السيسى وهل تؤثر على شعبيته فى الشارع المصرى ؟ *أولاً يجب أن يجرى تحقيق فى هذا الشأن لمعرفة من الذى سرب هذه التشريبات فإذا كانت الصحيفة التى قامت بإجراء حوار مع السيسى هى المسئولة عن ذلك فيجب أن تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة معها، أما إذا كانت التسريبات من قيادة الجيش نفسه فهذا أخطر لأنه معناه أنه يمكن اختراق المؤسسة العسكرية وأنا أراها تسيء إلى السيسى كشخص, لكن التسريبات فى حد ذاتها تسيء إما للمؤسسة العسكرية أو للصحافة. *وهل المرحلة الحالية تسمح لترشح شخصية عسكرية لرئاسة مصر فى الفترة القادمة؟ **ما تبحث عنه مصر هى زعامة وطنية حقيقية تستطيع إنقاذ البلاد مماهى فيه الآن وشعب مصر سيعطى ثقته فى أى شخصية وطنية بصرف النظر عما إذا كانت تنتمى للمؤسسة العسكرية أم لا أنا لا أمانع على الإطلاق وربما تكون المرحلة تتطلب شخصية لها خلفية عسكرية, فالقضية ليست قضية البدلة العسكرية وإنما هل هو وطنى هل استوعب الدرس هل لديه رؤية لإخراج البلاد من أزمتها؟ إذا توافرت شخصية عسكرية فيها هذه الصفات فسوف أؤيدها وبكل قوة عندما أقارنها بالشخصيات الأخري, أما إذا وجدت مرشحًا مدنيًا أقدر على إنقاذ مصر الآن فسوف أؤيده وبكل قوة. *هل ترى أن حزب النور يمكن أن يكون بديلاً عن الإخوان ؟ **لا أعتقد ذلك مطلقًا وأعتقد أن حزب النور يريد ذلك لكن السياسة التى مارسها منذ نشأته حتى هذه اللحظة وحتى موقف التيار السلفى عمومًا والسياسة التى مارسها منذ 25 يناير لا تعطيه الفرصة ولا الحق لكى يكون الحزب الأول فى مصر والتى تستحق أن يكون لديها أحزاب كبرى وقوية ومدنية على غرار حزب الوفد فى أيامه الأولى والتى أنشأها الشعب المصرى وقادها سعد زغلول فى النهاية. *هناك أربع دول أيدت التحول السياسى فى مصر بعد 30 يونيه وساندته لماذا هذه الأربع دول فقط؟ **هذه الدول دعمت ما حدث فى مصر بسبب الخوف من جماعة الإخوان المسلمين ومن التنظيم الدولى للجماعة الذى يمكن أن يمارس سياسات تنعكس على أمنها الوطني, وبالتالى هذه الدول لم تساعد مصر حبًا فيها ولكنها ساعدت مصر للحفاظ على أمنها الوطنى على المستوى البعيد وعلى المستوى الاستراتيجي. *قطروتركيا أصبحتا عاصمتان للمعارضة ضد ما يسمونه الانقلاب فى مصر فكيف ترى كيفية التعامل معهما ؟ **ليست هناك سياسات دائمة للدول وقطر راهنت على جماعة الإخوان المسلمين من أول لحظة لأسباب كثيرة منها أن سياسة قطر بشكل عام مرتبطة بالاستراتيجية الأمريكية ومناهضة للدبلوماسية السعودية وتريد أن تلعب دورًا فى المنطقة وتصورت أن جماعة الإخوان المسلمين هى التى لها المستقبل فى مصر لكن أعتقد أنها خسرت رهانها وتركيا نفس الشيء هى عضو فى حلف شمال الأطلسى وهى دولة تسعى لكى تكون عضوًا فى الاتحاد الأوروبى ربما تداعبها أحلام الخلافة ورهانها على جماعة الإخوان المسلمين لأسباب أيديولوجية وأسباب استراتيجية أيضا ربما كانت تعتقد أن حكم الإخوان المسلمين لمصر هو بداية لمشروع الخلافة فى المنطقة, وبالتالى ستكون تركيا هى المؤهل الطبيعى بحكم وزنها الاقتصادى ودورها التاريخى أيضًا وأظن أنها خسرت رهانها لكن ليس معنى ذلك أن نعادى دولة قطر ونعادى دولة تركيا بشكل دائم .