لعب المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لعبته واستطاع " تفكيك" الدعوة السلفية .. و "زلزلة" كيانها السياسى المتمثل فى حزب النور السلفى بعد انشقاق رئيسه ووكيل مؤسسيه الدكتور عماد عبدالغور وتأسيسه لحزب الوطن.. "نائب المرشد" استطاع من خلال لعبته زرع فتنة الشقاق بين أبناء التيار السلفى وشق صفوفه بعد أن نجح فى الحصول على مركز الوصيف فى الانتخابات البرلمانية الماضية.. وتزايد شعبيته فى الشارع مع مرور الأيام وتراجع شعبية الإخوان على الجانب الآخر.. وفى محاول من "الشاطر" للخروج من هذا المأزق بعد أن تحول حزب النور إلى كيانا يهدد عرش جماعته لم يجد إلا زرع الفتنة بين أبناء التيار الواحد , وهو مانجح فيه بالفعل مستخدما فى ذلك أذرعة داخل الدعوة السلفية الجناح الأم للحزب.. الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية وعضو مجلس أمناء الدعوة تنبأ لذلك لكن مؤخرا مقررا وضع خطة محكمة لطرد رجال الشاطر من الهيئة والذين ساعدوه فى مخطط "تفكيك" التيار السلفى.. يأتى على رأس هؤلاء الذي يستعد "برهامى" لطردهم من جنة الدعوة السلفية الدكتور سعيد عبدالعظيم النائب الثانى لرئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية والدكتور محمد يسرى ابراهيم أمين مجلس شورى الدعوة السلفية، بالاضافة الى الدكتور عماد عبدالغفور عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية ومساعد الرئيس لشئون التواصل المجتمعى .. الحديث عن الخلاف القديم بين "برهامى" و"عبدالعظيم" مرتبط بشدة مع مسألة التحالف السياسى مع الإخوان، والمثير أن كلا الشيخين يتعامل مع الدعوة السلفية، وكأنها ملك خاص له، حيث يسعى برهامى من ناحية للتخلص من معارضيه سياسيا داخل الدعوة، ومن جهة أخرى ظهر عبد العظيم، فى حفل تدشين حزب "الوطن" لعماد عبد الغفور، وقال بالنص فى تصريحات له: ( كنا نأمل فى تدشين الحزب من داخل مجلس أمناء الدعوة السلفية، ولكنهم رفضوا ذلك ) وأشار فى ذلك إلى صراعه مع المشايخ محمد إسماعيل المقدم، والشيخ محمد عبد الفتاح أبو ادريس، وياسر برهامى. الصراع بين الشيخين برهامى وعبدالعظيم ليس وليد اللحظة، بل يدور فى الكواليس منذ فترة بعيدة، بدأت عقب فوز حزب النور بالمركز الثانى فى الانتخابات البرلمانية والنيابية الماضية، وبات - وقتها أيضاً - رقما صعبا فى معادلة الانتخابات الرئاسية خاصة فى الجولة الأولى حيث بادر سعيد عبدالعظيم بإعلان دعمه لمرشح الإخوان أيا كان اسمه وضغط على الدعوة السلفية لتمرير دعم مرشحها فى الجولة الأولى، لولا قبضة برهامى الحديدية على الدعوة السلفية والقواعد وكذلك مجلس الأمناء، التى رفضت ذلك وسارت فى طريقها لدعم أبو الفتوح فى الجولة الأولى ثم دعمت مرسى فى جولة الإعادة على اعتبار أنه مرشح إسلامى يواجه مرشحًا مدنيًا.. هناك مواقف معينة إستدعت "برهامى" الاهتمام بتنفيذ خطة التخلص من "عبدالعظيم"، تمثلت هذه المواقف فى علاقة الأخير بالمهندس خيرت الشاطر النائب الأول لجماعة الاخوان المسلمين، وبناءاً على هذه العلاقة تدخل الشاطر فى تعيين سعيد عبدالعظيم عضوا لمجلس إدارة الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح مرة - الكيان الإسلامى الذى يديره الشاطر من الباطن - ومرة أخرى بتعيينه نائباً لرئيس الهيئة بعد إستقالة برهامى وباقى أعضاء الدعوة السلفية من الهيئة - عقب إقالة خالد علم الدين من الفريق الرئاسى بالجمهورية - إعتراضاً على إنحيازها للإخوان، ورغم هذه الإستقالات الجماعية لقيادات الدعوة السلفية، الا أن عبدالعظيم وهو النائب الثانى لرئيس الدعوة لم يحذو حذو أقرانه بل تم تصعيده كنائب لرئيس الهيئة، وهو ما أثار حفيظة برهامى وباقى قيادات الدعوة. ويعرف عن "عبدالعظيم" أنه أحد المؤسسين للدعوة السلفية بالإسكندرية في سبعينيات القرن الماضي، وأشرف على العديد من أنشطتها الدعوية والاجتماعية عبر مراحل مختلفة وحتى الآن. وله العديد من المؤلفات، تُرجِم بعضها إلى عدة لغات، إضافة إلى حصوله على بكالوريوس الطب، بجانب حصوله على إجازات في رواية الحديث والعديد من أمهات الكتب مثل الكتب العشرة وكتب الشروح والتفاسير المعتمدة، وبجانب كونه عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية بالإسكندرية والنائب الثانى لرئيس الدعوة، فهو عضو رابطة علماء المسلمين ومجلس شورى العلماء. الوضع لايختلف كثيرا بالنسبة للدكتور محمد يسرى ابراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح - المتهمة بإنحيازها للاخوان بفضل خيرت الشاطر- كما يشغل أيضا منصب أمين عام مجلس شورى الدعوة السلفية، وكان مجلس أمناء الدعوة اختاره للإستعانة به فى إعادة بناء الهيكل التنظيمى للهيئة، وجرى ترشيحه فى الانتخابات البرلمانية السابقة على قائمة حزب النور بدائرة مدينة نصر وفى نفس الوقت تلقى دعم هائل من جماعة الاخوان وتحديدا المهندس خيرت الشاطر الذى وصفه وقتها – على اعتبار أن الشاطر من أبناء الدائرة التى ترشح فيها يسرى – بأنه خير من يمثل الدائرة على مقعد الفئات نظراً لما لمسه فيه من كفاءة فنية وشرعية من خلال احتكاكه المباشر به على حد قول الشاطر، وقد تم توزيع منشورات مناهضة للمرشح المنافس له مصطفى النجار، وكانت هذه المنشورات، تشير إلى ضرورة انتخاب مرشح الإسلام يسري إبراهيم، والابتعاد عن المرشح المدنى مصطفى النجار. وعلى الرغم من كون يسرى ابراهيم يشغل منصب أمين عام مجلس شورى الدعوة السلفية، الا أنه لم يعط إهتمام فى أى وقت لما يشغله من منصب هام فى الدعوة، فهو الذى أعلن فى وقت سابق عن تأييد الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح لمرشح الاخوان الدكتور محمد مرسى، وهو نفسه الذى تجاهل موقف الرئاسة اتجاه القيادى السلفى الدكتور خالد علم الدين، بالاضافة الى عدم اكتراثه بالاستقالات الجماعية التى تقدم بها أعضاء "سلفية الاسكندرية" من الهيئة. وتعود بداية دخول "إبراهيم" الرحلة الدينية، وابتعاده عن الهندسة الكيميائية إلى عام 1997، حين نال الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من جامعة الأزهر. ورشحت الاخوان "إبراهيم" لوزارة الأوقاف وقت أن تولى الدكتور هشام قنديل رئاسة الوزراء، ويذكر أن الأمين العام "للحقوق والاصلاح" تلقى عاصفة من الهجوم والانتقادات لمجرد ترشحه لهذا المنصب الوزارى، وهو الترشيح الذى أعلن عنه هو بنفسه وقتها، وزعم البعض أن ذلك يرجع إلى صداقته بالشاطر. وتضم القائمة أيضا الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب الوطن, والرئيس السابق لحزب النور , والذى كان اول من تخلى عن الحزب رغم أنه كان وكيل مؤسسيه وترأسه فيما بعد، ولكن الخلافات بينه وبين الشيخ برهامى كانت قد وصلت قمتها، مما اضطره للإنسحاب من الحزب هو ومجموعته. ليؤسس حزب الوطن ، وتسببه فى تفتيت التيار السلفى.. الفترة الماضية شهدت خلافات داخلية حادة داخل حزب النور السلفى بين جبهة عبد الغفور وبين قيادات الدعوة السلفية ما لبثت أن هدأت حتى تفجرت أزمة أخرى انتهت باستقالته مع عدد كبير من أعضاء وقيادات الحزب وإنشاء حزب سلفى آخر "الوطن" ، حيث كان كل ذلك كان يجرى على الصعيد السلفي بينما كان خيرت الشاطر يبدو فى خلفية المشهد باعتباره المحرك الرئيسى لما يحدث فى أكبر حزب سلفى من خلال استخدام الدكتور عبد الغفور بهدف تفتيت أصوات السلفيين لصالح جماعة الإخوان المسلمين. وفى السياق ذاته كشف رئيس حزب الوطن السلفى , دون أن يقصد عن تحالفه وتوافقه بشكل مباشر أو غير مباشر مع جماعة الإخوان المسلمين، حيث أشار إلى أنه إلتقى سراً بقيادات جبهة الإنقاذ الوطنى وهم الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور ، وحمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، والمرشح الرئاسى الخاسر عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، ورأى البعض فى ذلك أنها محاولة إخوانية تم فيها استخدام عبدالغفور لإستمالة قوى المعارضة، وكما هو معروف أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تسعى طوال الفترة الماضية – ولا تزال بكل تأكيد – لتفتيت جبهة الإنقاذ؛ وعرقلة دورها فى الشارع.. ولذلك ينتظر "برهامى" اللحظة المناسبة للإطاحة بعبدالغفور عند أول فرصة تسنح له بذلك.