90 يوما كاملة مرت على أزمة حزب النور التى بدأت قبيل الإطاحة بعماد عبدالغفور من رئاسة الحزب، ومحاولة تفتيته من الداخل وكسر شوكة الدعوة، وكشفت الكواليس عن الصراع الدامى بين مشايخ وعلماء الدعوة السلفية بالإسكندرية، على المرجعيات والولايات الفقهية لكل منهم، وكان بطلا الصراع الرهيب كلا من «ياسر برهامى» نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية وعضو مجلس أمناء الدعوة، و»سعيد عبد العظيم « النائب الثانى للدعوة وعضو مجلس الأمناء أيضا. ظهر ذلك جليا فى حضور الشيخ سعيد عبد العظيم، حفل تدشين حزب « الوطن « لعماد عبد الغفور، والإعلان عن تدشين التحالف الإسلامى مع حازم صلاح أبو إسماعيل، وقال بالنص عبر الهاتف، كنا نأمل فى تدشين حزب الوطن من داخل مجلس أمناء الدعوة السلفية، ولكنهم رفضوا ذلك فى إشارة واضحة إلى صراعه مع المشايخ محمد إسماعيل المقدم، أبو إدريس، محمد عبد الفتاح وياسر برهامى الذى أكد مساء الأحد الماضى فى اجتماع مجلس إدارة الدعوة السلفية أن جماعة الإخوان المسلمون حاولت مرارا وتكرارًا اختراق حزب النور والدعوة السلفية وإسقاطهما، بواسطة سعيد عبد العظيم وعماد عبدالغفور، واعتبرهما خوارج على الدعوة والحزب.
صراع الشيخين ليس وليد الصدفة، لكنه يدور فى الكواليس منذ فترة بعيدة عقب فوز حزب النور بالمركز الثانى فى الانتخابات البرلمانية والنيابية الماضية، وكان رقما صعبا فى معادلة الانتخابات الرئاسية خاصة فى الجولة الأولى حيث بادر سعيد عبدالعظيم بإعلان دعمه لمرشح الإخوان أيا كان اسمه وضغط على الدعوة السلفية لتمرير دعم مرشحها فى الجولة الأولى، ولكن قوة وقبضة برهامى الحديدية على الدعوة السلفية والقواعد وكذلك مجلس الأمناء، رفضت ذلك وسارت فى طريقها لدعم أبو الفتوح فى الجولة الأولى ثم دعمت مرسى فى جولة الإعادة على اعتبار أنه مرشح إسلامى يواجه مرشحًا مدنيًا.
انتقل الصراع بينهما إلى مرحلة أخرى وهو تدخل خيرت الشاطر بتعيين سعيد عبدالعظيم عضوا لمجلس إدارة الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح - الكيان الإسلامى الذى يديره الشاطر من الباطن - وقام بتعيين عماد عبد الغفور رئيس حزب النور وقتها مساعدا لرئيس الجمهورية، فى الوقت الذى خرج منه برهامى ومجلس إدارة الدعوة السلفية خالى الوفاض من تشكيل الحكومة، أو التعيين ضمن الفريق الرئاسى وأرجع عبد الغفور تعيينه مساعدا للرئيس لشخصه وليس ممثلا للدعوة السلفية.
برهامى لم يترك الأمور تمر سدى وأسرع بإعلانه عن تدشين كيان اقتصادى جديد يسمى «بيت الأعمال» يكون ذراعا اقتصاديا للدعوة يتمكن من خلالها بدعم الكيان السياسى للدعوة وهو حزب النور ويكون منافسا قويا للإخوان فى الفترة المقبلة ولن يترك لهم فرصة الانفراد بالحكم، وبمجرد إقدام برهامى على تلك المرحلة استطاع خيرت الشاطر الرد عليه عبر رجله فى الدعوة، سعيد عبد العظيم، واستغله لتفجيرها من الداخل، بعد توصل الخلافات بينهما إلى طريق مسدود، بعد أزمة عماد عبد الغفور فى الإطاحة به من حزب النور بسبب الاختبارات الداخلية، بالإضافة إلى المشاكل الإدارية والمنهجية التى تسبب بها إضافة لاستخدامه كيان الدعوة السلفية وحزب النور لأغراضه الشخصية، وتمكين جماعة الإخوان من اختراقه ومساعدته فى هدم الحزب.
وفى اجتماع عاصف بمجلس أمناء الدعوة السلفية فى شهر أكتوبر الماضى لحل أزمة إقالة عبد الغفور تجلى الصراع بين برهامى وعبد العظيم، حيث دعم الأخير عبد الغفور واتهم برهامى بتكويشه على الدعوة والحزب هو ورجاله من الإسكندرية لضمان ولائهم له وعلى رأسهم أشرف ثابت ونادر بكار وجلال مرة ويونس مخيون، وعلى ذلك تدخل إسماعيل المقدم المرشد الروحى لسلفية الإسكندرية لحل الأزمة مؤقتا بتأجيل إعلان استقالة عماد عبد الغفور.