أكد نشطاء سياسيون أن شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي تراجعت في الفترة الأخيرة، مشددين على ضرورة أن يقوم الرئيس بخطوات إصلاحية سريعة تحمي الشعب من النتائج السلبية للإصلاح الاقتصادي، وكذلك الإفراج عن المعتقلين من خلال زيادة عدد المفرج عنهم في قوائم العفو الرئاسي. من جانبه قال عمرو عزت أمين شباب حزب التجمع إن الرئيس عبد الفتاح السيسي مازال الأكثر شعبية في مصر، ولا بديل له حالياً، فرغم الوضع الصعب التى تمر به مصر إلا أن السيسي يعلم أن المواطنين يثقون به، والدليل علي ذلك هو الهدوء الذى تبع قرار البنك المركزى بتعويم الجنيه في نوفمبر الماضي، والذى ارتفعت بعده الأسعار، وذلك رغم تحذيرات الخبراء من أن اتخاذ هذه الخطوة قد تؤدى لانتفاضة مشابهة لانتفاضة يناير التى شهدتها مصر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وأضاف "عزت" أن الرئيس يعلم أن شعبيته تراجعت وبرر ذلك بإصراره علي اتخاذ قرارات لم يتخذها الرؤساء الذين سبقوه بشأن الإصلاح الاقتصادي، وإعادة تأسيس البنية التحتية، وعلاج الخلل في التركيبة الاقتصادية والاجتماعية. وأكد أن شعبية الرئيس السيسي ستمكنه من الفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة، لأن الشعب المصري ينظر له باعتباره البطل الذى تصدر المشهد ووضع روحه علي كفه وأنقذ الدولة المصرية من براثن الرئيس الإخواني مرسي وعصابته. وأشار إلي أن أبرز الأخطاء التي وقع فيها الرئيس هو الاقتراض من صندوق النقد الدولي، حيث تسبب ذلك في ارتفاع الأسعار وتعويم الجنيه، ولكنه عاد ليقول أن الشعب يحب السيسي ويقدر تضحيته ومغامرته بحياته من أجل مصر، ولكن صبر الشعب بدأ ينفذ، لذا لابد من تحصيل الضرائب من الأغنياء وتطبيق قانون الضرائب التصاعدية، لأن مساحة الفقراء تتسع بشكل مخيف. وأكدت نورا العلوانى أمينة المرأة بحزب مستقبل وطن أن شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تتراجع، مشيرة إلي أن مصر تواجه بعض المشاكل، والرئيس يحاول حلها ويطالب الشعب بأن يتحمل خطوات الإصلاح حتى تخرج مصر من عنق الزجاجة. وأشارت إلي أن مصر بها نسبة كبيرة تعيش تحت خط الفقر، ولكنها عادت لتقول أنه إذا لم يتم عمل إصلاح اقتصادى جريء لكانت الطبقة المتوسطة قد اندثرت هى الأخرى، موضحة أن الغضب في الشارع الناتج عن ارتفاع الأسعار سيتم احتواءه بتشديد الرقابة علي الأسواق، ووضع تسعيرة محددة للسلع الأساسية. وأكدت أن الرئيس السيسي تحدث عن الانتخابات الرئاسية القادمة، لأن ينقل ما يدور في تفكير الشعب، ولم يتبقى سوي سنة واحدة فقط عليها، لذلك لمح أنه سيترشح في الانتخابات المقبلة، موضحة أن شعبية الرئيس ستمكنه من الفوز في الماراثون الرئاسي باكتساح. وأشارت العلوانى إلي أنه لا توجد أخطاء محددة وقع فيها الرئيس ، لأنه يتخذ قراراته استناداً إلي حيثيات منطقية وعقلانية. وأوضحت أمينة المرأة بحزب مستقبل وطن، أن مجلس النواب جاء باختيار المصريين، وليس الرئيس، ومن ثم لا يمكن لوم السيسي على أداء النواب السيئ. واتفق معها مينا كمال رئيس لجنة الشباب بحزب الوفد، حيث أكد أن شعبية الرئيس مازالت كاسحة، ولكنها تراجعت قليلاً لأنه عندما أعلن ترشحه للانتخابات الماضية رفع المصريون سقف الطموحات التى تتصادم مع أرض الواقع ، وهذا يحدث في العالم، فمثلاً نجد أن الرئيس الأمريكي في الفترة الرئاسية الأولي بنسبة تصويت عالية، أما الفترة الثانية نجد أن شعبيته تراجعت. وأكد رئيس لجنة الشباب بحزب الوفد، أن السيسي سيفوز باكتساح في الانتخابات الرئاسية القادمة، وحديثه عن الانتخابات الآن ليس مبكراً، لأنه لم يتبقى سوي عام واحد فقط عليها. وأشار إلي أن من أبرز الأخطاء الذى وقع فيها الرئيس مشروع قناة السويس الجديدة، لأن حجم التجارة العالمية بدأ في التراجع فكيف نرمي 60 مليار جنيه علي مشروع لن يؤتى ثماره في الوقت الحالي، ولكنه عاد ليقول إن السيسي رجل عسكري تولي البلد في ظروف صعبه، ومن الطبيعي أن يقع في أخطاء. وقال كمال إن الغضب بالشارع المصري من آثار الإصلاح الاقتصادي كبير، ولكن الرئيس حمي الفقراء من خلال مشروع "تكافل وكرامة" وزيادة الدعم علي السلع التموينية، مشيراً إلي أن رفع الدعم عن بعض السلع يؤدى إلى ضخ أموالاً للحكومة تساعدها في تنفيذ المشروعات المختلفة والتي ستأتى بثمارها خلال السنوات القادمة. وشدد علي ضرورة أن يصدر السيسي تعليمات واضح بتشديد الرقابة علي الأسواق وبشكل خاص الفترة القادمة، لأن الشعب أصبح لا يستطيع توفير احتياجاته الأساسية. وأكد الناشط السياسي عصام الشريف أن الرئيس السيسي يعلم أن شعبيته تراجعت للغاية خلال الفترة الأخيرة، لذا أراد أن يحرك المياه الراكدة ويعطي إشارة بخوضه للانتخابات الرئاسية القادمة لتحفيز الناس علي المشاركة كرسالة طمأنة بأن هناك إرادة للتغيير. وأشار إلي أن الشباب وصل لمرحلة فقدان الثقة، بسبب الوضع الاقتصادى والإجتماعى المتدهور خلال الفترة الماضية نتيجة الإصلاح الاقتصادى الذى لم يوفر حماية للطبقات الفقيرة، إلي جانب تراجع الحريات،وحالة الإحباط التى تسيطر علي مساحات واسعة من الشباب. وأكد "الشريف" ضرورة أن يعمل الرئيس خلال الفترة الماضية علي الإفراج عن المعتقلين، واتخاذ إجراءات اقتصادية لتحسين مستوى المعيشة، بالإضافة إلي إقامة حوار وطنى جاد بأجندة واضحة لبحث كيفية خروج مصر من الأزمة الراهنة.