لا أحد يتخيل ان أبومصعب السورى الذى تسبب بفكره الجهادى وفى دعوته للمقاومة العالمية هو صنيعة جماعة الإخوان المسلمين والذى ربته الجماعة فى سوريا ليكون عوناً لها وأداة لعملياتها فى قلب سوريا سيكون أحد الاسباب الرئيسية لاهتزاز عرش الجماعة فى مصر وربما فى العالم كله نظراً لفكره الذى اعتمد على تكفير أى حاكم يضع يده فى يد اسرائيل أو الولاياتالمتحدة أو حلفاؤهم وهو مالايمكن للجماعة فعله حالياً وفكر ابومصعب هو الفكر الذى وضعه فى كتاب "دعوة للمقاومة الإسلامية العالمية" والذى يعد المرجع الاساسي للتنظيمات التكفيرية التى اتخدت من سيناء مقراً لها ولأعمالها التخريبية والذى يبيح فيه تفجير خطوط البترول وضرب الجيوش العربية واستهدافها وخاصة الجيش المصرى بسبب اتفاقية السلام . تمر حياة ابومصعب بعدة مراحل اولها سوريا والتى التحق أبو مصعب السوري بتنظيم "الطليعة المقاتلة" الذي أسسه مروان حديد في سورية لقتال النظام. وتلقى عدداً من الدورات العسكرية بإشراف ضباط فارين من الجيش السوري في الأردن وضباط من الجيش العراقي والمصري في بغداد والقاهرة، وكانت هذه الدورات ضمن دعم النظامين العراقي والمصري لتنظيم الإخوان المسلمين ضد النظام في سوريا لخلافات وجدت بين تلك الأنظمة في حينها. تخصص في علم هندسة المتفجرات وحرب عصابات المدن والعمليات الخاصة وعمل مدرباً في قواعد الجهاز العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن وفي معسكراته ببغداد أثناء معارك حماة عينت قيادة تنظيم الإخوان المسلمين المقيمة في بغداد الشيخ أبا مصعب عضواً في القيادة العسكرية العليا بإمارة الشيخ سعيد حوى ونائباً للمسؤول عن منطقة شمال غرب سوريا. إثر دمار مدينة حماة وانهيار برنامج المواجهة مع النظام أعلن أبو مصعب انفصاله عن تنظيم الإخوان المسلمين احتجاجاً على إبرامهم "التحالف الوطني" مع الأحزاب العلمانية والشيوعية والفرع العراقي لحزب البعث وذلك لأسباب عقدية منهجية واحتجاجاً على الفساد وسوء الإدارة لدى الإخوان واعتبرهم مسؤولين عن دمار حماة وفشل وإجهاض الثورة الجهادية. وسجل فيما بعد تفاصيل ذلك في كتابه المشهور والذي أرَّخ فيه لتاريخ تلك التجربة ودروسها. شارك مرة أخرى مع عدنان عقلة في محاولة إعادة بناء "الطليعة المقاتلة" في سوريا لكن تلك المحاولة باءت بالفشل واعتقل عدنان عقلة ومعظم من تبقى من "الطليعة". أما المرحلة الثانية وهى أفغانستان والتى تعرف خلالها في بيشاور على عبد الله عزام الذي أقنعه بالإنضمام إلى تجمع المجاهدين العرب ليضع خبراته العسكرية في تدريب الوافدين الجدد إلى أفغانستان ثم التحق بتنظيم القاعدة في بداية تأسيسه وقد كان قبل ذلك من المقربين من الشيخ أسامة بن لادن خلال مرحلة الجهاد الأفغاني. تعرف أبو مصعب خلال الجهاد الأفغاني على عبد القادر بن عبد العزيز صاحب كتابي "العمدة" و"الجامع" واستفاد منه في تحصيله الشرعي وكان يتردد عليه دائماً ويعرض عليه كتاباته وذكر مرة أنه لم ينشر كتابه "التجربة السورية" إلا بعد عرضه على عبد الله عزام ثم مراجعته وقراءته من قبل الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز وإجازته له بنشره كما عرض عليه البيان الأول لدعوة المقاومة الإسلامية العالمية قبل نشره وأجاز ما فيه من فتاوى. انكب أبو مصعب السوري خلال تواجده فى افغانستان على دراسة الكتب الشرعية وخاصة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم واهتم بتراث علماء السلف وكتب أئمة الدعوة النجدية واهتم بمطالعة كتابات سيد قطب وعبد الله عزام وتأثر بهما تأثراً بالغاً في منهجه وكتاباته. درس ابو مصعب أثناء وجوده في باكستانوأفغانستان في جامعة بيروت العربية في قسم التاريخ - بالمراسلة - وحصل على شهادة "ليسانس" في التاريخ من فرع الجامعة في عمان. ثم بريطانياى التى سافر إليها بناء على دعوة قاري سعيد الجزائري الذي عاد من أفغانستان إلى الجزائر ليشارك في تأسيس "الجماعة الإسلامية المسلحة" فمكث في لندن وعمل مع الخلية الإعلامية الداعمة للجهاد الجزائري وكتب في نشرة الأنصار الجزائرية وغيرها من نشرات الجماعات الجهادية التي كانت تصدر من أوروبا خلال تلك الفترة وخاصة "الفجر" الليبية و"المجاهدون" المصرية. أسس في لندن "مكتب دراسات صراعات العالم الإسلامي" وقام المكتب يتنفيذ مشروع مقابلتين صحفيتين مع أسامة بن لادن الأولى لصالح القناة التلفزيونية الرابعة في "bbc" والثانية مع شبكة "cnn". ثم عاد الى افغانستان مرة أخرى على إثر نجاح حركة طالبان في إقامة الإمارة الإسلامية هاجر إلى أفغانستان وبايع ملا محمد عمر في قندهار وشكل مجموعة مجاهدة عملت ميدانياً مع الطالبان كما عمل أبو مصعب مع وزارة الإعلام وكتب في جريدة "الشريعة" الناطقة الرسمية باسم الإمارة وشارك في إعداد برامج إذاعة كابل العربية. أسس في أفغانستان "معسكر الغرباء" في قاعدة "قرغة" العسكرية الشهيرة في كابل بتعاون مع وزارة دفاع طالبان، وقد تعرض هذا المعسكر إلى تدمير الطائرات الصليبية بالكامل أثناء هجومها على الإمارة الإسلامية إثر أحداث سبتمبر. أسس في أفغانستان "مركز الغرباء للدراسات الإسلامية والإعلام" وأصدر مجلة "قضايا الظاهرين على الحق". وإثر سقوط الإمارة الإسلامية في أفغانستان اعتزل أبو مصعب وتفرغ للبحث والتأليف. ثم أعلن إنهاء عزلته ليستأنف نشاطه الميداني إثر نشر وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة بحث واعتقال بحقه وتخصيصها مكافأة مالية للقبض عليه. ثم أعتقلته الولاياتالمتحدة في باكستان في عام 2005م ورحلته إلى سوريا ضمن برنامج الترحيل السري لوكالة المخابرات الأمريكية وفي مطلع عام 2012م أطلقت السلطات السورية سراحه ولم يتبين مكان إقامته منذ ذلك الحين.