وجهت جمعية أطباء بلا حقوق صرخة استغاثة لإنقاذ الطب وبالذات طب الطوارئ فى مصر .. فمن غير المعقول أن نصل لوضع إغلاق أقسام الاستقبال فى 8 مستشفيات كبرى فى القاهرة وحدها ونفقد عشرات الأرواح والإصابات يوميا دون أن يتحرك أحد. قالت الجمعية أن الظاهرة الخطيرة للتعدي على المستشفيات هي نتيجة أو بلغة الطب "عرض" لمرض مزمن ، تحدثنا كثيرا لسنوات و سنوات ، عن وضع الطب الكارثي في مصر ، عن ميزانية للصحة أقل من ثلث الحد الأدنى للإنفاق على الصحة الذي تقره الاتفاقات الدولية ، و عن إهدار هذا القليل في العديد من أوجه الإهدار و الفساد ، لنواجه في النهاية بمستشفيات قذرة مهملة و مجردة من أبسط مقومات العلاج ، تعمل بها أطقم طبية تقل أجور أغلبهم عن الحد الأدنى للأجور . أكد الأطباء أن هذه المشاكل تكررت مرارا وتكرارا وخرجنا في وقفات و مسيرات و إعتصامات .. حتى كان الإضراب الكبير في مايو 2011، بمطالبه الثلاث الرئيسية ..تأمين المستشفيات ، و رفع ميزانية الصحة إلى 15% طبقا للاتفاقات الدولية لتحسين الخدمة الصحية وإقرار أجور عادلة للأطباء و مقدمي الخدمة الصحية . كان الإضراب عن الحالات الغير عاجلة وعندما كانا نهاجم بأننا نتخلى عن أخلاق المهنة و نعرض المرضى للقتل كنا نوضح أننا نعالج كل الحالات الخطيرة فقط نحن نريد أن ندق جرس إنذار قوي لأن مشاكل الخدمة الصحية التي تدفع المرضى للاعتداء على المستشفيات – و كانت وقتها تحدث بمعدل إعتداء كل أسبوعين أو ثلاثة - هذه المشاكل ممكن أن تصل بالاعتداءات لأن تغلق المستشفيات تماما ، كما أكدنا إنه من المتعارض مع أخلاق المهنة أن نرضى بوجودنا كديكور في مستشفيات عاجزة تماما عن تقديم أي خدمة صحية حقيقية.. و لكن كلامنا لم يجد أي صدى . و لم يستجب المسئولون و حدث ما حذرنا منه وأصبحت المستشفيات تضطر للإغلاق تحت وطأة التعديات التي تحدث بالأغلب نتيجة لعدم رضاء المرضى عن المستوى المتدني المتاح من الخدمة الصحية و لعدم ثقتهم و عدم احترامهم للمستشفيات الحكومية .. و اضطرارهم لها في نفس الوقت .. المرضى معذورون لحنقهم على خدمة طبية منهارة ..و الأطباء و العاملين بالمستشفيات معذورون أيضا عندما يضطروا لإغلاق استقبالات تقتحم بالمطاوي أحيانا ..و بالرشاشات أحيانا أخرى ..و بالسباب و اللكمات في أغلب الأحيان . تم تجاهل المشكلة من حكومات ما قبل الثورة ومن حكومات ما بعد الثورة .. من مجلس شعب ما قبل الثورة ومن مجلس شعب ما بعد الثورة .. حتى أن برنامج ال 100يوم لأول رئيس مصري منتخب ، خلى تماما من أي إشارة عن إصلاحات خاصة بقطاع الصحة ، و كان الجميع لا يرى –أو لا يريد أن يرى- كيف تحولت مستشفياتنا لأماكن للقتل. السؤال هنا ..هل يدرك المسئولون أن الأيام التي تمر بينما مستشفيات في حجم الحسين و الساحل و سيد جلال و بولاق الدكرور و أم المصريين مغلقة ، هي أيام تكلفنا مئات من الضحايا اللذين لم يجدوا من ينقذهم؟؟ وهل يدرك المسئولون أن إغلاق أي مستشفى كبير يلقي عبء العمل به على ما يجاوره من المستشفيات ، وعندما يتعدى عبء العمل قدرة المستشفى ، يؤدي هذا بالتأكيد لزيادة التوتر بها لدرجة تصل حتما للتعدي و للإغلاق ..و هكذا تستمر الكارثة و تتزايد.